الحديث عن تلقي هدف واحد في الدوري الإيطالي طوال عام 2018 وبصمود فاق 950 دقيقة متتالية يجعل الأمر يبدو وكأن دفاع هذا الفريق عبارة عن جدار فولاذي لا يمكن تجاوزه، أو أشبه بسور الصين العظيم مطوي كالدهليز داخل الملعب، لكن الحقيقة في يوفنتوس ليست كذلك على الإطلاق.
لا أقول هنا بأن يوفنتوس دفاعه هش، بل لا أجرؤ على قول ذلك في الحقيقة ما دام المدرب ماسيميليانو أليجري يملك عناصر مميزة دفاعياً، وفوق ذلك يطبق الكاتيناتشو الإيطالية بأعلى معاييرها منذ شهر نوفمبر الماضي، لكن ما أريد قوله بأن مسألة اجتياز هذه الدفاعات ليست بالأمر المستحيل كما بدت الصورة في الدوري الإيطالي.
سرعة توتنهام في نقل الكرة فضحت عيب اليوفي
تقدم يوفنتوس بهدفين ضد توتنهام في لقاء الذهاب من دور الستة عشر لـ دوري أبطال أوروبا أوحى للكثيرين بأن المباراة حسمت، لكن بشكل غير متوقع شاهدنا يوفنتوس يفقد السيطرة على الملعب، يتراجع للخلف، ثم يسيطر تماماً توتنهام على مجريات اللعب.
توتنهام بعد أول 25 دقيقة استطاع أن يكشف الخلل في دفاعات يوفنتوس بشكل واضح وجلي، عملية التمرير السريع للمهاجم المتحرك بين قلبي الدفاع بكرة بينية شكلت مصدر إزعاج كبير للمدرب أليجري، ومن خلال ذلك استطاع هاري كين مواجهة المرمى في أكثر من مناسبة، قبل أن ينجح بمراوغة بوفون وتسجيل الهدف الأول.
هذه الثغرة لو تنبه لها ريال مدريد فسيخلق مشاكل أكبر ليوفنتوس بعد استعادة الفريق حيويته في نقل الكرة بسرعة كبيرة ودقة لا متناهية في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً مع امتلاكه ثعلب (رونالدو) في التحرك بين قلبي الدفاع يملك سرعة هائلة بالانطلاق من نقطة الصفر مما يمنحه الأفضلية على المدافعين لمواجهة حارس المرمى.
رونالدو يراوغ بوفون
كرات ميلان العرضية كشفت خلل جلي في يوفنتوس
مرة أخرى تقدم يوفنتوس بالنتيجة ضد ميلان ثم تراجع للخلف، وخلال التراجع اتضح بشكل مفاجئ أن يوفنتوس الذي يملك دفاع طويل القامة يعاني بشكل واضح في التعامل مع الكرات العرضية العالية.
كرة أندريه سيلفا التي أضاعها أمام المرمى، وهدف ليوناردو بونوتشي من وضعية مريحة، مع فرص أخرى حصل عليها ميلان من الكرات العرضية العالية، كلها عوامل تؤكد أنها ثغرة واضحة في دفاعات يوفنتوس.
مشكلة اليوفي أن الريال مميز باستغلال الكرات الهوائية، بل هو أحد أهم أسلحة فريق زيدان خصوصاً مع تميز رونالدو أيضاً في هذا الجانب.
ثغرات أخرى .. الكرات العرضية الأرضية والتسديدات بعيدة المدى
زين الدين زيدان كان ذكياً للغاية في عملية استغلال الكرات العرضية الأرضية العائدة للخلف ضد يوفنتوس الموسم الماضي، هو أخبر لاعبيه (صرح بعض نجوم ريال مدريد بذلك) بأن دفاع اليوفي قوي لكنه لا يجيد التعامل مع الكرة العرضية العائدة للخلف، وهو بالفعل ما استغله الريال لتسجيل 3 أهداف.
ربما كنا نظن بأن هذه الثغرة تمت معالجتها في الموسم الحالي حتى شاهدنا لقاء توتنهام الذي استطاع بعدة كرات عرضية أرضية تهديد مرمى اليوفي، إحداها أنتجت هدفهم الوحيد في لقاء العودة.
كما أن اليوفي بدا عليه التراخي في عملية الضغط على اللاعبين المتواجدين في مساحة مناسبة للتسديد خارج منطقة الجزاء خلال مواجهة توتنهام، صحيح أن بوفون حارس مميز بالتعامل مع هذه الكرات، لكن هذه تعد ثغرة أخرى دفاعياً كون الأمر يبدو أنه تكاسل لترك العبئ على حارس المرمى، وربما الريال بكرة واحدة يخطف من خلالها هدفاً ليبعثر أوراق اليوفي في ملعبه.
هل هذا يعني أن يوفنتوس سيهزم؟
كل ما كتبته عن ثغرات يوفنتوس الدفاعية لا يعني البتة بأنه سيقصى على يد ريال مدريد، المقصود وضحته في فقرة سابقة وهو الحديث عن الثغرات التي يستطيع الريال استغلالها للوصول إلى الشباك، في ذات الوقت يجب عدم نسيان بأن فريق زيدان يعاني دفاعياً هو الآخر خلال الموسم الحالي، ويوفنتوس يملك الأسلحة الهجومية المناسبة لتعميق مشاكل اللوس بلانكوس، وهو ما يبقي الاحتمالات مفتوحة بدون أي قدرة على توقع نتيجة اللقاء.
