أسفرت قرعة دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا عن مواجهات نارية بين الفرق الكبرى ومواجهات أخرى أقل حدة من حيث التنافس، حيث سنشهد بعض النهائيات المبكرة مثل مواجهة باريس سان جيرمان وريال مدريد، وبرشلونة وتشيلسي.

القرعة لم تكن متوازنة كما اعتدنا في السنوات الماضية، فمن المؤكد خروج بعض الفرق الكبيرة من البطولة مبكراً، وقد تصل فرق متوسطة إلى ثمن النهائي، وفيما يلي نظرة تحليلية سريعة لنتائج القرعة مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل شيء قد يتغير خلال الشهرين المقبلين.

يوفنتوس × توتنهام

ربما أسم توتنهام ليس بحجم شعبية يوفنتوس الجارفة حول العالم، لكن بالنظر إلى جودة الفريقين في الوقت الراهن فمن العدل القول أن الحظوظ متكافئة بنسبة كبيرة خصوصاً وأن السبيرز أظهر وجه مختلف في دوي الأبطال هذا الموسم.

فرص يوفنتوس بالتأهل متوقفة على مدى تحسن خط دفاعه، فهو لم يستقبل أهداف في المباريات الماضية ويبدو أنه استعاد توازنه دفاعياً، لكن إن عاد التخبط للخط الخلفي فإن مهمته ستكون معقدة أمام واحد من أقوى خطوط الهجوم في العالم، أما بالنسبة لهجوم اليوفي فهو قادر على التسجيل دائماً لاسيما وأن دفاع توتنهام ليس بالصلابة الكافية.

بازل × مانشستر سيتي

ربما هي أكثر مباراة محسومة على الورق حتى قبل أن تبدأ، ليس لفارق الجودة الكبير بين الفريقين وحسب، بل للفترة الطيبة التي يعيشها السيتزنز في الدوري ودوري الأبطال، مقابل الأوقات العصيبة لبازل في الدوري السويسري وتأهله كثاني للمجموعة في الأبطال.

باعتقادي لن تكون هناك مفاجآت في هذه المباراة، بازل لا يملك الأسلحة لإيذاء السيتيزنز، خصوصاً أن دفاعه مترنح في الموسم الحالي.

بورتو × ليفربول

بلغة المنطق يجب ترشيح ليفربول للفوز في المباراة في ظل الماكينة الهجومية المرعبة التي يملكها، فرجال المدرب يورجن كلوب قادرين على اختراق أي دفاع هذا الموسم وتسجيل أكثر من هدف، لكن ما يجعلنا نقلق على الريدز هي منظومته الدفاعية السيئة جداً، فالفريق البرتغالي قوي هجومياً أيضاً وقادر بسهولة على التسجيل في دفاع محطم كهذا، وعلى الأغلب ستكون مباراة مفتوحة وقد تشهد أكبر عدد من الأهداف في دور الستة عشر.

إشبيلية × مانشستر يونايتد

يبدو أن القرعة لم تلعب في صالح الأندية الإسبانية على الإطلاق، فبعد الموجهات الصعبة التي سيخوضها قطبي الليجا سيواجه إشبيلية مباراة صعبة هو الآخر ضد مانشستر يونايتد الذي بدأ يستعيد قوته في الموسم الثاني مع جوزيه مورينيو.

تاريخ مورينيو يؤكد أنه قادر على التعامل مع مباريات من هذا النوع على الصعيد التكتيكي، فمن النادر أن نجده يخفق أمام فرق من نوعية إشبيلية في دوري الأبطال، لكن الفريق الأندلسي يقدم أحياناً مباريات كبيرة تشعر فيها أنه قادر على هزم أي منافس، وفي مباريات أخرى يخيب الظنون كما حدث في مواجهة ريال مدريد قبل يومين، على أية حالة، يبقى مانشستر يونايتد هو المرشح الأبرز للعبور إلى ثمن النهائي.

ريال مدريد × باريس سان جيرمان

ربما هي المباراة الأقوى كونها ستضم كوكبة من النجوم، خصوصاً بعد انتقال نيمار ومبابي إلى سان جيرمان، فبلا شك أن الفريقين ليسا سعيدين بهذه القرعة التي تعد الأصعب عليهم.

ريال مدريد لا يمر بفترة طيبة في الدوري الإسباني هذا الموسم، وحتى في دوري الأبطال ما زال لم يظهر لنا وجهه الحقيقي سوى في بعض الأوقات، لكن هناك 3 أسباب تجعلنا نرشح الريال للفوز وهي خبرته الأوروبية الكبيرة في السنوات الماضية، بالإضافة إلى وجود كريستيانو رونالدو الفتاك في دوري الأبطال، وأخيراً القلق من أوناي إيميري الذي من الممكن أن يلعب باستراتيجية قد تدفع فريقه للهاوية أمام نجوم كبار كالذي يملكهم الريال.

ريال مدريد إن استعاد المستوى الذي ظهر عليه في القسم الثاني من الموسم الماضي فإن مهمة سان جيرمان ستكون صعبة للغاية خصوصاً أن خط دفاعه سيء للغاية، ومن يتابع مبارياته في الدوري الفرنسي يعي ذلك جيداً، في المقابل يملك الباريسي فرصة كبيرة للعبور إذا تراخى ريال مدريد في إحدى المباراتين، لأن اللعب بغرور أو تراخي أمام هجوم سان جيرمان بمثابة الانتحار، ولنا في مباراة الذهاب ضد برشلونة الموسم الماضي أكبر مثال.

شاختار × روما

من المباريات المثيرة للغاية رغم أن شعبية الفريقين ليست كبيرة، ويعود سبب ذلك إلى تقارب المستويات الكبير، فشاختار يقدم عروض مميزة هذا الموسم وأثبت ذلك في دوري الأبطال وفي الدوري الأوكراني الذي يتصدره بفارق مريح، كذلك يعد روما من فرق القمة في إيطاليا ويبصم على موسم جيد حتى الآن، ويمكننا القول أن هناك أفضلية بسيطة لذئاب العاصمة.

تشيلسي × برشلونة

نهائي مبكر آخر سنشهده في دور الستة عشر، مباراة كلاسيكية اعتدنا مشاهدتها كثيراً في العقد الماضي، ودائماً ما تبقى عالقة في أذهان المتتبعين لما تحمله من إثارة كبيرة، والحال لن يختلف هذه المرة، تشيلسي سيلعب بروح الجرينتا المعتادة مع أنطونيو كونتي، بينما سيصارع برشلونة بفنياته العالية وبسلاحه الفتاك ليونيل ميسي.

برشلونة يتصدر الليجا وتصدر مجموعته في الأبطال، لكن دعونا نكون واقعيين، الفريق ما زال بحاجة للكثير من العمل، وظهر بشكل باهت في الكثيرة من المباريات، فالحديث عن البرسا المرعب سابق لأوانه لأننا لم نلحظ ذلك حتى الآن مع إرنستو فالفيردي.

في المقابل، يعيش تشيلسي فترة تذبذب في المستوى، وقد انهار بالعديد من المباريات هذا الموسم وقدم أداء كارثي، لكن أنطونيو كونتي يملك من الحلول التكتيكية ما لا يملكه أي مدرب آخر في العالم، وهو سبب قوي يجعلنا لا نستهين بالبلوز.

رغم أن مستوى برشلونة ما زال يحيطه الشكوك، لكنه ما زال يملك ميسي، وأصبح يلعب بواقعية أكبر مع فالفيردي قد تساعده بالتصدي لهجمات تشيلسي المرتدة السريعة، لذلك يبقى البرسا مرشحاً بشكل أكبر، لكن الفريق اللندني قادر على تغيير المعطيات في الشهرين المقبلين.

بايرن ميونخ × بشكتاش

نتائج الفريق التركي بدوري الأبطال خادعة جداً، فمجموعته كانت سهلة للغاية وواجه فيها فرق انهارت هذا الموسم، والدليل أنه يحتل المركز الرابع في الدوري التركي الضعيف من الأساس، لذلك لا اعتقد أنه يملك فرصة أمام بايرن ميونخ.

البافاري تحسن كثيراً مع يوب هاينكس وأصبح هناك توازن عالي في العمليتين الهجومية والدفاعية، ومع امتلاكه لاعبين بجودة عالية يمكنه حسم مباريات من هذا النوع بدون أية مشاكل.