كيليني في مواجهة فاران و مارسيلو

يبدو أن لاعبي ريال مدريد مقتنعين تماماً بتشابه أسلوب لعب يوفنتوس وأتلتيكو مدريد، بل وتشابه عناصر القوة في الفريقين، القائد سيرجيو راموس ذكر ذلك في تصريح واضح وبعد ساعات قليلة كرر رافاييل فاران نفس التصريح، الأمر الذي يوضح العقلية السائدة في ريال مدريد حالياً.

طبعاً يوفنتوس كما نعلم جميعاً فريق صلب جداً من الناحية الدفاعية، كذلك الأمر بالنسبة لأتلتيكو، وهو ما يعني بأن الفريقين يمتلكان فلسفة متشابهة تقريباً في كيفية الوصول للانتصارات، لكن هذا لا يعني أن التطبيق يكون متشابه مثلما يعتقد البعض.

يوفنتوس يملك أسلحة مختلفة وربما إضافية عن أتلتيكو، لا أقول أن أتلتيكو أضعف واليوفي أقوى لأنه ليس هذا موضوعي في الحقيقة، بل ما أقوله أن الفريقان متشابهين في الفلسفة نسبياً، لكن كيفية التطبيق تحتوي على بعض الاختلافات الهامة والمؤثرة.

1- يوفنتوس يملك أطراف قوية على الصعيد الهجومي وهو ما ينقص أتلتيكو مدريد في المباريات الكبرى. داني ألفيس كما نعلم جميعاً يشكل جبهة يمنى نارية مع باولو ديبالا الذي يقترب منه ليشكلا ثنائي قوي، وأليكس ساندرو يملك قدرات هجومية لا بأس بها ويقدم المساندة الجيدة لماريو ماندزوكيتش.

طبعاً هذه الميزة تنقص أتلتيكو مدريد، خوانفران أقرب للظهير الدفاعي البحت، وفيليبي لويس يلتزم تماماً بالواجبات الدفاعية في المباريات الكبرى ولا يقدم الإضافة هجومياً سوى في المباريات المتوسطة. حتى يانيك كاراسكو لا يشكل تواجده على الأطراف كنقطة انطلاق للهجمات على الأطراف، إنما لإغلاق المساحات ثم شن الهجمات المرتدة في المساحة الشاغرة أينما تتواجد.

ألفيس و ماندزوكيتش

ألفيس و ماندزوكيتش

2- عملية الانتقال من الدفاع إلى الهجوم أكثر سرعة في يوفنتوس، وأكثر قدرة على إيجاد الحلول تحت الضغط، كما أن العملية تتم بأفكار جماعية منظمة وأفكار وخطة واضحة.

لا أقول أن أتلتيكو لا يملك خطة للانتقال من الدفاع للهجوم، لكن في الحقيقة الخطة لا تعتمد على استغلال ثغرات خطة لعب المنافس، وإيجاد توليفة ناجحة بين لاعبي الفريق، بقدر ما تعمد على نقل الكرة إلى المساحة المناسبة والاعتماد على المجهودات الفردية بالانطلاق.

على سبيل المثال مواجهة يوفنتوس ضد برشلونة ذهاباً، اليوفي استخدم أحد أهم أسلحته وكرره باستمرار والمتمثل بالانطلاق على الأطراف، ثم إعادة الكرة إلى العمق على مشارف منطقة الجزاء للتسديد.

هذه الفكرة وليدة من تباعد الخطوط في برشلونة، وبمعنى أصح، خط دفاع برشلونة يتأخر في المباريات الكبرى من أجل عدم ترك المساحات شاسعة أمام مرمى شتيجن، مما يعني أن خط الوسط سيكون بعيد لإحداث التغطية أمام منطقة الجزاء، ومع تراجع الدفاع للخلف في منطقة الجزاء حين الاقتراب من المرمى على الأطراف ستصبح المنطقة التي في العمق على مشارف المنطقة مكشوفة تماماً.

فكرة كهذه لا يقوم أتلتيكو مدريد باكتشافها ولا استغلالها، وهو ما تكرر في العديد من المواجهات ضد برشلونة، مما يجعل اليوفي فريق خلاق أكثر في عملية الانتقال من الدفاع للهجوم، ويملك سرعة أكبر وقدرة أفضل للتعامل مع الضغط العالي.

195642154-de2e9b68-d2d7-498a-b261-7069d7394872

3- يوفنتوس يملك ميزة التمرير الطويل للكرة الساقط في ظهر المدافعين داخل أو بالقرب من منطقة الجزاء. هي تباع للنقطة السابقة في عملية الانتقال السريع من الدفاع للهجوم وتنوع الأفكار لتطبيق ذلك، وهي تنقص أتلتيكو بدون أدنى شك.

داني ألفيس، ماركيزيو، سامي خضيرة (في حال مشاركته) وحتى ماندزوكيتش وجونزالو هيجواين (بالتناوب) جميعهم يشكلون جبهات قوية جداً في التحرك بظهر المدافعين بذكاء نحو منطقة الجزاء، فيما يشكل بونوتشي وبيانيتش نقطة ارتكاز لإرسال الكرات الساقطة في المكان المناسب لاستغلالها.

كما أن الكرة بالتمريرة الطويلة في يوفنتوس تتجه أحياناً للمهاجم كنقطة ارتكاز، ثم يعمل على نقلها نحو زميل آخر لاستغلالها في المساحة الشاغرة، فيما لم يعد أتلتيكو يطبق هذه المعادلة منذ زمن في ظل قصر قامة مهاجميه.

 4- بعيداً عن العوامل الفنية والتكتيكية نستطيع القول بأن يوفنتوس أكثر قوة على صعيد الشخصية، أكثر ثقة، ويملك القدرة على وضع الخصم تحت الضغط هجومياً لفترة من الوقت حينما يريد تسجيل الأهداف، وهي عوامل كانت تنقص أتلتيكو (نسبياً) في الموسم الحالي.

 لا ننسى أن عناصر خط دفاع يوفنتوس أكثر قوة وتفاهم وتناغم من عناصر أتلتيكو سواء لجودة الأفراد، أو بسبب تعرض بعض لاعبي الروخي بلانكوس لإصابات باستمرار، فيما يعمل ثنائي أو ثلاثي خط الدفاع في اليوفي مع حارس المرمى سوياً للموسم السابع تقريباً على التوالي.