” أثق بفريقي وأثق أنهم سيؤدون المطلوب بشكل جيد. سنقاتل حتى الصافرة النهائية، سنظهر لماذا نحن في نصف النهائي ” لا يوجد شيء في تصريحات دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد في المؤتمر الصحفي أمس يوحي بأنه مقتنع حقاً بقدرة فريقه على قلب التأخر أمام ريال مدريد من الهزيمة 0-3 إلى فوز يمنحه بطاقة العبور إلى نهائي كارديف.

سيميوني يتحدث عن القتال حتى آخر رمق، الرغبة في إظهار شخصية أتلتيكو، رفض الاستسلام، وجميعها أفكار تصب في خانة الدفاع عن كبرياء أتلتيكو مدريد أمام الجار والغريم ريال مدريد بشكل أكبر من التفكير في التأهل لنهائي دوري الأبطال بحد ذاته.

طبعاً الرغبة في التأهل لدوري أبطال أوروبا هي المحفز الرئيسي لسيميوني منذ بداية الموسم الحالي للعمل، لكن في الظرف الحالي وبعد الهزيمة ذهاباً أصبح المدرب يفكر في رد اعتبار نفسه وفريقه أمام جماهير فيسنتي كالديرون أولاً وقبل أي شيء آخر.

جماهير أتلتيكو سيكون أصعب شيء عليها هو رؤية فريقها يقدم مباراة سيئة أخرى ضد الغريم ريال مدريد ثم يقصون من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، شعور لا يتخيله عاشق، وبما أن سيميوني قريب جداً من الجماهير فهو يعرف كم تعني لهم مسألة رد الاعتبار أمام ريال مدريد.

Felipe-Luis-Atletico-Madrid_Getty

مسألة رد الاعتبار لا تتعلق بالأداء فقط، بل في النتيجة، الفوز على ريال مدريد في فيسنتي كالديرون بأفضل نتيجة ممكنة سيدفع سيميوني ورجاله لتقديم كل ما لديهم الليلة ليلعبوا المباراة وكأنها 90 دقيقة بدون أي اعتبارات أخرى، بدون ألقاب أو بطولات، فقط نزال من أجل الدفاع عن كبريائهم ببسالة.

هذه العقلية ربما تخدم أتلتيكو مدريد في مسألة الصراع على البطاقة الثانية المؤهلة إلى نهائي كارديف، فحينما تفكر في لقاء وحيد فقط تحاول تحقيق فيه أفضل انتصار سيكون أسهل عليك من التفكير في قلب التأخر 0-3 إلى فوز، معنوياً ستكون المسألة مختلفة، أفكار ليست من وحي الخيال بل سيميوني أشار لها في المؤتمر الصحفي قائلاً “لاعبي فريقي يعرفون بأنك لا تستطيع تسجيل الهدف الثاني إن لم تسجل الهدف الأول”.

خطوة بخطوة في فيسنتي كالديرون، هدف ثم البحث عن الآخر، معركة من أجل رد الاعتبار وجعل الأمور صعبة وشاقة على ريال مدريد حتى الرمق الأخير، وبعدها فليحصل ما يحصل، هذا ما يريده سيميوني.