حينما يخوض يوفنتوس الإيطالي نزال خروج المغلوب وهو متفوق ذهاباً بنتيجة هدفين دون رد فمن الطبيعي أن تتوقع مباراة هادئة نسبياً يعمل خلالها السيدة العجوز على تأكيد تفوقه بهدف مبكر ثم قتل المباراة مع مرور الوقت والحفاظ على نظافة شباكه، هذا ما عودنا عليه في مباريات العودة من الموسم الحالي ضد برشلونة وبورتو، بل هذه فلسفة اليوفي والكرة الإيطالية بشكل عام في مواقف من هذا النوع.

لكن مواجهة موناكو الليلة ربما تكون مختلفة نسبياً، لا أقول أنها حتماً ستكون ممتعة ومثيرة وهجومية، لكن ما أقوله بأن هناك بعض المعطيات التي ستجبر الفريقين على تقديم وجبة كروية دسمة، على الأقل هناك عاملين مؤثرين هنا الجانب يغذي هذه الفكرة.

1- يوفنتوس يستضيف منافس هجومي لكن بشخصية وتاريخ أقل منه، هذا العامل ربما يجعل السيدة العجوز يشعر بالحرج بأن يسلم المباراة لمدة 90 دقيقة لمنافسه لينتظره في الخلف ويعتمد على الهجمات المرتدة مثلما حصل في لقاء الذهاب لأنه يلعب بين جماهيره.

ضد بورتو كان الوضع مختلف، المنافس طرد منه لاعب في الدقيقة 40 واليوفي تقدم من ركلة جزاء، معطيات جعلت المباراة تخلو من أي متعة لأن الجميع تأكد من تأهل يوفنتوس للدور التالي، كما لا ننسى أن بورتو لم يملك الجرأة ولم يحاول إحراج يوفنتوس في معقله من الأساس لذلك لم يشعر رجال أليجري بأي حرج في اللقاء.

2- موناكو فريق هجومي ليس لديه شيء يخسره. بعيداً عن يوفنتوس، فريق المدرب ليوناردو جارديم يعد من أكثر الفرق الهجومية الممتعة في أوروبا، فريق يعرف جيداً كيف تلعب كرة القدم ويملك جماعية مثالية في الملعب لصناعة الهجمات على مرمى المنافسين.

هذا العامل سيجعله يقاتل ضد يوفنتوس لتقديم مباراة كبيرة هجومياً بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى خصوصاً أنه لا يوجد لديه شيء ليخسره بعد خسارته ذهاباً 0-2 ، هو مطالب بتسجيل الأهداف أو على الأقل سيملك الرغبة في ترك بصمته في معقل أحد الفرق الكبرى في أوروبا قبل توديع البطولة.

لا ننسى بأن يوفنتوس لم يتلقى أي هدف في شباكه لمدة 6 مباريات متتالية في دوري الأبطال، وهو ما سيرغب موناكو في كسره ليخلق الرضى الداخلي لدى المدربين والمدرب في حال ودعوا البطولة.