هل الواقعية والملل هو سلاح ريال زيدان الأفضل ضد أتلتيكو مدريد؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • رونالدو يطارد جريزمان

    لو وضعنا ريال مدريد في كفة وأتلتيكو مدريد في الكفة الأخرى وسألنا عن الفريق الدفاعي والذي يقتل المباراة بشكل أكبر من الآخر فإن الجواب سيكون أتلتيكو بدون أدنى شك، الروخي بلانكوس من أفضل الفرق في أوروبا في إغلاق المساحات أمام المنافس، كما أنه من أكثر الفرق تنظيماً في وسط الملعب وأمام منطقة جزائه، مما يجعله فريق دفاعي وتكتيكي بامتياز.

    في ذات الوقت نستطيع القول أن ريال مدريد يتميز بالواقعية مع زيدان، فخلال العديد من النزالات كان الفرنسي حذراً وحاول خلق توليفة ناجحة في وسط الملعب، كما كان يجبر لاعبيه على التراجع بعشرة لاعبين خلف الكرة في بعض المباريات وعلى فترات متفاوتة خلال نفس اللقاء.

    لذلك هل نستطيع القول أن الواقعية، والحذر، والتراجع للخلف بجميع اللاعبين حين فقدان الكرة هو أفضل سلاح لمجابهة أتلتيكو مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا؟

    لا أستطيع الجزم بذلك لأن المدرب زيدان طبق الضغط العالي على فترات متباعدة ضد أتلتيكو مدريد في لقائي الذهاب والعودة في الدوري الإسباني واستطاع من خلاله السيطرة تماماً على مجريات اللعب.

    في ذات الوقت تواجه ريال مدريد معضلة رئيسية خلال المباريات الأخيرة حيث اهتزت شباكه في آخر 17 مباراة خاضها في مختلف البطولات، كما أنه لم ينجح في الحفاظ على نظافة شباكه في جميع المباريات التي لعبها خلال الموسم الحالي في دوري أبطال أوروبا.

    داني كارفاخال وكاراسكو

    داني كارفاخال وكاراسكو

    هذه المعضلة خطيرة جداً على الريال ضد أتلتيكو لأن رجال زيدان لن يكون بوسعهم “منطقياً” تسجيل أكثر من هدفين في شباك أتلتيكو في مباراة معقدة مثل نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بالمقابل فإن المنافس يملك فرصة مناسبة جداً لتسجيل هدف واحد على الأقل في ظل ضعف منظومة ريال مدريد دفاعياً كما أسلفنا الذكر.

    هدف وحيد من أتلتيكو سيكون مفعوله سحري ومؤثر جداً في لقاء العودة على أرضية ملعب فيسنتي كالديرون في حال لم يرد عليه الريال بثلاثة أهداف على أقل تقدير، وفي ظل ضعف الريال بالأساس في استغلال الفرص السانحة للتسجيل تبرز مشكلة عدم القدرة على الحسم.

    من هنا سيكون زيدان بحاجة لأن يفكر في تأمين مرماه أولاً، ثم تسجيل الأهداف، الخروج بشباك نظيفة سيكون هدف ريال مدريد الرئيسي في سانتياجو برنابيو، لذلك إن كان الريال واقعي، يغلق المساحات بامتياز، يتمركز أمام منطقة جزائه حين فقدان الكرة، لا يتسرع في عملية التسجيل وينتظر الخطأ من المنافس في كرة ثابتة، أو متحركة بهجمة مرتدة، أو خطأ في التمرير جراء الضغط العالي على فترات قصيرة، فيحنها ستكون فرصته أفضل بالخروج في شباك نظيفة.

    ما يعزز من هذا التوجه أن أتلتيكو يعاني جداً أمام الدفاعات المتكتلة والفرق المنظمة في وسط الملعب في عملية تسجيل الأهداف، الروخي بلانكوس نستطيع القول بأنه من أسوأ الفرق الكبرى في أوروبا في عملية تسجيل الأهداف حينما يمتلك زمام المبادرة ويستحوذ على الكرة في ملعب المنافس، ومع رغبة سيميوني بالأساس في العودة بنتيجة التعادل من البرنابيو سيزيد احتمال الحفاظ على نظافة الشباك لدى الريال.

    أتلتيكو في الغالب ينتظر خطأ المنافس لكي يسجل الهدف، سواء جراء الاندفاع الكبير بما يترك مساحات في الخلف يستطيع رجال سيميوني استغلالها عبر التمرير السريع والمباشر للكرة نحو مناطق المنافس، أو عبر الانطلاق بالكرة، أو عبر استغلال هفوة في التمرير من المنافس في منطقة خطرة تمكن أحد اللاعبين من  القيام بمجهود فردي لتسجيل الهدف.

    دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني

    دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني

    لذلك إن كان الريال حذراً وواقعياً فسوف يقلل كثيراً من أخطاء لاعبيه المباشرة وسيقلص المساحات أمام أتلتيكو في الهجمة المرتدة، وبالتالي سيزيد من فرصته في الحفاظ على نظافة شباكه، بالمقابل إنه يملك فرصة تسجيل الأهداف في ظل براعته في تنفيذ الكرات الثابتة.

    طبعاً الواقعية والحذر ومحاولة قتل المباراة بالملل لا تعني التكاسل، بل تعني الانضباط التام والتفاني في العمل والجري لإغلاق المساحات من جميع اللاعبين وعدم القيام بأي مبادرة فردية خارج النص، ما حصل ضد أتلتيكو في آخر 15 دقيقة ذهاباً كان عبارة عن تكاسل وإرهاق واستهتار بإمكانات المنافس وعدم إغلاق المساحات أمامه، ولا يقترب بأي حالٍ من الأحوال من فكرة الانضباط والواقعية بالتمركز الفعال أمام منطقة الجزاء بجميع اللاعبين حين فقدان الكرة.

    لاعب واحد فقط لا يؤدي دوره في إغلاق المساحة والتمركز أمام الخصم كفيل بأن يضرب خطة ريال مدريد بأكملها لأنه سيجبر زميل آخر له على ترك مواقعه والتوجه لإغلاق الثغرة، ومن يدري ربما ينجح أتلتيكو في استغلال ذلك في لقطة واحدة ترمي الريال في مقتل.

    كما أن الواقعية لا تعني الاستسلام هجومياً، بل تتطلب تركيز عالي جداً في تمرير الكرة وجرأة كبيرة في نقلها للمساحة الشاغرة بأسرع وقت ممكن، مع حركية مثلى في مناطق المنافس بشكل عامودي نحو المرمى لاستغلال المساحات.

    ريال مدريد بحاجة لأن يتفانى في العمل ويلعب بتركيز عالي جداً ويقاتل في مباراة تكتيكية ضد فريق لا يرحم منافسه الذي يخطئ، ومع قليل من الحذر والملل تصبح المهمة أفضل لتحقيق النتيجة المرجوة.