حالة من التفاؤل ممزوج بالقلق والتوتر تنتاب عشاق برشلونة حول العالم في الوقت الحالي، وهي نفس حالة التوتر والقلق التي تنتاب جماهير يوفنتوس أيضاً، البرسا وضعه غير مريح وبحاجة لتحقيق معجزة جديدة إن أراد العبور إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ورغم صعوبة المهمة إلا أن الكثيرون ما زالوا يؤمنون بقدرة البرسا على العودة.

ربما يتعجب البعض من هذه الثقة في برشلونة، لكن شخصياً لا أجد فيها مشكلة لأربعة أسباب.

1- من يملك ليونيل ميسي لا يستطيع إلا أن ينتظر الأفضل. هذا اللاعب لم يترك منافس إلا وعذبه (باستثناء قلة قليلة) ولم يترك مرمى إلا وزاره، وكلما انتقدوه أكثر كلما عاد أقوى، وكلما قالوا له “لم تسجل في شباك هذا الحارس” إلا ورد وسجل في شباكه. البعض يذكره بالأسطورة بوفون، وميسي الآن متحفز للرد.

ليونيل بطل أوروبي وتاريخي بامتياز، ولو تواجد في أي فريق آخر لكان عشاقه واثقين باستمرار من قدرتهم على تحقيق الانتصارات، تماماً مثل حال برشلونة.

2- ثلاثي MSN . بعيداً عن ميسي كحالة فردية منفصلة في الالهام، فإن الثلاثي حينما يجتمعون سوياً في الملعب، وحينما يجدون المنفذ والمساحة للتواصل فيما بينهم، فإنهم يبطشون بالمنافس. ومن يملك ثلاثي متفاهم، متناغم، وبينهم كيمياء واضحة داخل وخارج الملعب، فلا يستطيع إلا أن يثق بفريقه.

3- برشلونة سبق أن قدم مباريات عظيمة في لقاء العودة بشكل لا يمكن نسيانه أقربها مواجهة باريس سان جيرمان في الشهر الماضي. كما لا ننسى التفوق على آرسنال بعد الخسارة ذهاباً 1-2 ، والتفوق على ميلان بعد الخسارة ذهاباً 0-2 . صحيح أن يوفنتوس يملك منظومة دفاعية قوية وشخصية البطل، لكن الفكرة هنا أن البرسا لا يستسلم بسهولة.

4- برشلونة بطل أوروبا 4 مرات في آخر 11 موسم، وسيطر على الكرة الإسبانية في العديد من المواسم، وقدم مباريات عظيمة ونتائج لا تنسى، كيف سينسى العاشق كل هذا في غمضة عين وبعد هزيمة قاسية؟ هذا الجيل من البرسا لا تملك أي حل آخر سوى أن تثق به كعاشق، أو حتى كمتابع بنظرة حيادية.