كيليني و سواريز

أصعب شعور أن تأتي إلى ملعب صعب وأنت تعلم بأنه شهد قبل شهر ونصف فقط على عودة تاريخية لصالح برشلونة ضد باريس سان جيرمان، ماسيميليانو أليجري وفريقه يوفنتوس ينتابهم قلق شديد بكل تأكيد من ردة فعل منافسهم الكتالوني التي سبق لها أن زلزلت أوروبا وفجرت واحدة من أعظم النتائج في التاريخ.

أليجري وفريقه يعلمون بصعوبة المهمة، ومن المفترض أن لا تفوته 5 ملاحظات في غاية الأهمية.

1- احذر من ليونيل ميسي حينما يقرر العودة إلى الخلف لمساندة وسط الملعب. ليونيل فتاك دائماً ويستطيع قلب المباراة بنصف فرصة، لكن المشكلة أن خطورته تتضاعف في الآونة الأخيرة كلما تراجع للخلف لسببين.

الأول أنه يستطيع التقدم للتمركز في موقع خالي من الرقابة خارج منطقة الجزاء ثم انتظار كرة عرضية أرضية من الأطراف يستطيع استغلالها للتسديد، والثاني أنه في حال امتلك الكرة فلديه رؤيا مثالية للملعب ويستطيع إرسال كرة ساقطة في ظهر المدافعين للاعب المنطلق في المساحة الشاغرة، برشلونة كان قاتلاً في هذه الأسلوب في المواسم الأخيرة.

ما يطلب من أليجري أن يغلق العمق تماماً على ميسي في حال كان يتقدم بدون كرة، وبمعنى أصح يجب أن يكون هناك مراقب دائم لليونيل في العمق، بالإضافة أن يكون هناك لاعبين تناط بهم مهمة مراقبة أي لاعب يتحرك في ظهرهم على أطراف منطقة الجزاء.

ديبالا يصافح ميسي

ديبالا يصافح ميسي

2- إن لم تسجل ضد برشلونة فلا تأمن جانبه حتى لو تقدم الوقت. في الحقيقة الفريق الكتالوني يملك القدرة على مباغتة منافسه في بضعة دقائق بتسجيل أكثر من هدف، أي إن كانت المباراة تسير بهدوء بتعادل سلبي أو تقدم بهدف نظيف لصالح البرسا فهذه النتائج تكون خطيرة على يوفنتوس ما دام لم ينجح في هز شباك البرسا. في العديد من مباريات الموسم الحالي كانت استفاقة البرسا لعدة دقائق قاتلة جداً لمنافسيه.

3- التراجع ضد برشلونة لمدة 90 دقيقة استراتيجية خاطئة، برشلونة يعاني في الموسم الحالي تحت الضغط العالي وحتى تتفوق عليه يجب أن تشعره بالقلق والخطر والتوتر على فترات. لا أقول أن اليوفي يجب أن يلعب بضغط عالي معظم فترات المباراة لأن ذلك غير ممكناً في كامب نو خصوصاً إن كنت متقدماً بنتيجة 3-0 في الذهاب، لكن ما أقوله أنه يجب استخدام هذا السلاح لوضع المنافس في وضعية قلقة مع محاولة افتكاك الكرة منه لتسجيل الأهداف.

4- إهدار الفرص السهلة أمر غير مقبول، وهذه النقطة تتعلق بالمهاجمين قبل أليجري. باريس سان جيرمان أهدر فرص سهلة قبل شهر ونصف فأتاه العقاب قاسي جداً من برشلونة، وأليجري بالذات يعلم ماذا يعني إهدار فرصة سهلة حينما يكون المنافس يحاول العودة بنتيجة اللقاء مثلما فعل نيانج قبل 4 أعوام.

برشلونة من أقوى الفرق التي تصفع المنافسين حينما لا يستغلون فرصهم.

5- برشلونة يعاني في وسط الملعب وخط الدفاع، لكنه يملك ثلاثي هجوم مرعب، إن كان في يومه أو وجد المساحة للتواصل في أرض الملعب، فهو قادر على تحطيم أي منافس. مراوغات وحماس واندفاع نيمار، مع تحرك لويس سواريز المثالي بين الخطوط واستغلاله الفرص السانحة للتسجيل (ثق أنه لن يهدر الفرص مرة أخرى مثلما حصل ذهاباً) مع قدرة ليونيل على التنويع بين دور الهداف ورأس الحربة الوهمي وصانع الألعاب تجعل المنافس في وضعية صعبة.

حتى تتفوق على هذا الثلاثي يجب أن تعزل كل لاعب عن الآخر، إن التقوا في الملعب سيسجلون بكل تأكيد.