دييجو سيميوني

حينما يكون منافسك يحتل مركز متدني في دوري بلاده، ويشارك لأول مرة في تاريخه ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا، فمن الطبيعي أن لا تخاف مواجهته بشكل كبير وتكتفي باحترامه والتجهيز جيداً لتحقيق الانتصار على حسابه، لكن أشك أن هذا الأمر يحدث مع دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد قبل مواجهة ليستر سيتي.

سيميوني يهاب فعلاً مواجهة ليستر سيتي رغم معرفته بقوة فريقه وصلابته وتميزه في دوري أبطال أوروبا، المدرب الأرجنتيني يعي بأن كرة القدم، والرياضة بشكل عام، لا تقاس بميزان القوى فقط، فهناك عوامل أخرى تتداخل في المسألة، فحينما تتوافق نقطة ضعف فريقك مع نقطة قوة المنافس فحينها يجب أن تدق ناقوس الخطر.

كما نعلم جميعاً فإن أتلتيكو مصمم بطريقة تجعله يقدم أفضل ما لديه حينما ينتظر أمام منطقة جزائه تقدم المنافسين نحوه، على الأقل يحدث ذلك في المواجهات الصعبة والمعقدة، طريقة عمل سيميوني تعتمد على التنظيم العالي جداً في وسط ملعب فريقه، التحرك ككتلة واحدة لإغلاق المساحات أمام المنافس، ثم شن الهجمات المرتدة بأسرع طريقة ممكن والوصول لمرمى المنافس بأقصر الطرق حين امتلاك الكرة.

مشكلة سيميوني الليلة أن ليستر سيتي لن يتقدم نحو الهجوم، ولن يملك الرغبة بالأساس في التخلي عن مواقعه في الخلف، مما يجعل المدرب الأرجنتيني مطالباً بإيجاد حلول بديلة تعاكس المبادئ الذي جبل عليها فريقه.

أتلتيكو يجيد لعب كرة القدم في ملعب المنافس، ويجيد بناء الفرص عبر التحرك الفعال للاعبين بين الخطوط، لكن درجة إجادته في فعل ذلك ليست مرتفعة جداً، وبمعنى أصح، إن كان المنافس يملك منظومة دفاعية مميزة وصلبة مثلما ظهر ليستر سيتي ضد إشبيلية، فإنه قادر على جعل الروخي بلانكوس بدون أي أسلحة هجومياً.

1491903086027_908

هذه المعضلة عانى منها أتلتيكو في العديد والعديد من المباريات التي واجه خلالها فرق منظمة ودفاعية وتملك روح قتالية ورغبة في العطاء، الأمر الذي يجعل مواجهة ليستر صعبة جداً عليه.

طبعاً لا أستبعد فوز أتلتيكو لسبب هام، ليستر سيتي يملك منظومة دفاعية مميزة، ومدربه شكسبير يقدم عمل تكتيكي مميز وأظهر ما يستطيع فعله ضد إشبيلية، لكن الفريق يخفق في تطبيق ذلك أحياناً في أرض الملعب، مواجهة إيفرتون قبل أيام كشفت الكثير من العيوب التي إن تكررت ستجعل الروخي بلانكوس في وضعية مريحة.

لكن حتى لو قدم ليستر مباراة دفاعية ممتازة فما يطلب من سيميوني أن يبعد لاعبيه عن التوتر والتسرع، لأن هذه من المعضلات التي جعلتهم يخفقون في استغلال الفرص السانحة للتسجيل في نزالات سيطروا تماماً على أجوائها.

أتلتيكو يجب أن يلعب بتأني وتروي وهدوء حتى لو وصلت المباراة إلى الدقائق الأخيرة بالتعادل السلبي، فليس هناك فائدة من ضغط متواصل لا يثمر أهدافاً.

انتظار الخطأ من المنافس بهدوء، مع عدم السماح له بشن الهجمات المرتدة، سيكون السلاح الفعال والمناسب لمواجهة فريق مستعد لجعل المباراة تكتيكية ودفاعية مثل ليستر سيتي.