حكاية صورة .. ريال مدريد يفاجئ البايرن بواسطة متمرد عومل كـ “الكلب”

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أنيلكا يسجل هدف قاتل في شباك بايرن ميونخ

    هل يعقل أن يعامل ريال مدريد أحد لاعبيه وكأنه كلب ؟! سؤال ربما يكون مهين لتاريخ النادي الأبيض بل مهين للعبة كرة القدم، إن لم يكن مهين للإنسانية بشكل عام، لكن الفرنسي الشاب نيكولاس أنيلكا هكذا أراد تصعيد الأمور في مارس عام 2000.

    “فعلت كل شيء بطريقة صحيحة، لكن النتيجة أنهم عاملوني كالكلب. حتى منعوني من استخدام الهاتف للاتصال بعائلتي” هذه كانت تصريحات نيكولاس أنيلكا في حوار مع فرانس فوتبول منتصف مارس آذار عام 2000 ، تصريحات أشعلت فتيل الأزمة في مدريد بعد إصدار قرار العقوبة بحقه نتيجة تمرده على النادي ورفضه لتعليمات المدرب والجهاز الفني والبدني، بل ورفضه للتدرب مع الفريق!

    أنيلكا كان مهاجم شاب يعد من ضمن أفضل المواهب في العالم حينها، لكن شخصيته العجيبة جعلته يدخل في مشاكل مع المدرب توشاك، ثم المدرب الجديد فيسنتي ديل بوسكي، بل أنه تمرد على النادي في 3 مناسبات مختلفة وكسر تعليمات الجهاز الفني بشأن تناول وجبات الطعام ثم سخر منها “يقولون أنه لو أكلت السباغيتي فلن ألعب جيداً، هذه سخافات مضحكة” تصريح يوضح عقلية هذا الشاب التي يعجز ماريو بالوتيلي عن فهمها.

    أنيلكا يقول أنه فعل كل شيء بطريقة صحيحة، لكنه في الحقيقة فعل كل شيء بطريقة خاطئة، لدرجة أنه طلب مقابلة الرئيس في أكثر من مناسبة حتى يشتكي له من عدم إشراكه كأساسي في المباريات وصرح بذلك علناً لوسائل الإعلام، ولم يكتفي بذلك بل هاجم الرئيس والمدير الرياضي ونائبه لأن ديل بوسكي لم يقم باستدعائه لمواجهة إشبيلية، ثم قرر الامتناع عن التدرب مع الفريق بقرار شخصي منه.

    تصرفات أنيلكا جعلته منبوذاً في ريال مدريد وتسببت في إصدار قرار بإيقافه عن اللعب والتدرب مع الفريق لمدة 45 يوماً ، قرار صادم لقي صدى واسع جداً في وسائل الإعلام الرياضية حول العالم.

    وفي الحقيقة فتيل الأزمة اشتعل حينما شارك أنيلكا ضد بايرن ميونخ في دور المجموعات الثاني كبديل في لقاء العودة، الأمر لم يعجب الفرنسي مما دفعه لتقديم أداء سيء جداً في الملعب أشعر الكثيرون وكأنه يتعمد فعل ذلك، وبالتالي أدى ذلك لاستبعاده عن مواجهة إشبيلية.

    روبرتو كارلوس كان صديق مقرب لأنيلكا حينها، وبسبب انضباط البرازيلي وتفانيه في الملعب استطاع أن يلعب دوراً مؤثراً في تخفيف العقوبة عن المهاجم الفرنسي ومنحه فرصة جديدة للعب في شهر إبريل.

    لكن لم يتصور بايرن ميونخ أن ريال مدريد الذي تلقى هزائم ساحقة منه في دور المجموعات الثاني (4-2 ثم 4-1 ) سيملك القدرة للرد على ذلك حينما أوقعتهما القرعة وجهاً لوجه في نصف نهائي دوري الأبطال من ذات الموسم، مواجهات أقيمت بعد أقل من شهرين على هزيمة الريال 4-1 في الملعب الأوليمبي في ميونخ.

    من الطبيعي أن ألمانيا أجمع كانت تشعر بالاسترخاء قبل مواجهة الريال، فأنيلكا المتمرد والذي يرفض أن يعامل كالكلب ما زال موجوداً في الفريق مما يتسبب في أزمة مستمرة داخل غرف خلع الملابس، والريال بشكل عام يعاني على صعيد النتائج في الدوري الإسباني مع مدربه المغمور حينها ديل بوسكي، المنطق والواقع كان يقول بأن البايرن سيعبر بسهولة للنهائي، لكن ما حدث كان مفاجئاً للجميع.

    أنيلكا “المشكلجي” تحول إلى مهاجم قاتل، البافاري ربما كان ينتظر بعض لحظات التألق من موريانتيس أو رؤول جونزاليس، فأتته الصفعة المدوية من الشاب الفرنسي الذي سجل هدف الافتتاح في لقاء الذهاب ليمهد الطريق لريال مدريد من أجل الفوز بهدفين دون رد.

    لم يكتفي أنيلكا بذلك، فبعد أسبوع واحد فقط سجل هدف آخر في شباك البافاري في الملعب الأوليمبي ليقضي تماماً على آماله في قلب التأخر ذهاباً إلى فوز في لقاء العودة، هدف كان وزنه ذهباً رغم هزيمة الريال بنتيجة 2-1 فلولاه لذهب اللقاء لأشواط إضافية.

    في عالم كرة القدم تحصل أحياناً مفارقات تاريخية عجيبة، الريال الفريق المترنح والسيء والذي توقع الجميع سقوطه يصفع وصيف أوروبا الذي كان على بعد دقائق من التتويج باللقب عام 1999 ، والعجيب أكثر أن الصفعة أتت عن طريق شخص أرعن لم يترك أحد في ريال مدريد إلا وهاجمه بلسانه السليط مما جعله يعامل كالكلب على حد تعبيره، سيناريو لو قاله أي شخص قبل انطلاق الدور النصف نهائي لطالب الجميع بإدخاله مصح للتأكد من سلامة قواه العقلية، قبل أن يتحول إلى حقيقة صادمة ولن تنسى.