زيدان و أنشيلوتي

من يعرف بايرن ميونخ، يعلم جيداً أنه أحد الأندية التي أرهقت ريال مدريد على مر التاريخ، بل هو من الأندية القليلة جداً التي تتفوق عليه في سجل المواجهات المباشرة (11-9) ، البافاري عملاق الكرة الألمانية صنع مع النادي الملكي كلاسيكو أوروبي بامتياز مما يجعل مواجهة الليلة لقاء انتقام ومتعة وإثارة متجددين.

خلال آخر 17 عام، الفترة التي حقق ريال مدريد خلالها 4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، وظفر خلالها البافاري بلقبين، تواجه الفريقين في 16 مباراة، استطاع الريال تحقيق 7 انتصارات وتلقى 8 هزائم وحل التعادل مرة واحدة، نتائج متقاربة جداً، أما على صعيد خروج المغلوب فاستطاع البايرن اقصاء الريال 3 مرات من البطولة، فيما رد له الريال الدين في 4 مناسبات.

الملفت هنا أن في 3 بطولات مختلفة استطاع ريال مدريد العبور من جسر بايرن ميونخ بأمان كان زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد حالياً شريك رئيسي في النجاح، الأمر الذي يمنح الريال نفحة من التفاؤل خلال لقاء الليلة.

الحكاية بدأت موسم 01\2002 أول مواسم زيدان في ريال مدريد خلال الدور ربع النهائي من دوري الأبطال، البايرن تفوق ذهاباً بنتيجة 2-1 لكنه في لقاء العودة اصطدم بروح الريمونتادا التي دبت في البيت الملكي ليقلبوا تأخرهم إلى فوز بنتيجة 2-0 ، زيزو كان أحد اللاعبين المؤثرين جداً في تلك الليلة العظيمة التي لا ينساها عشاق الريال.

المواجهة تكررت بعد ذلك بعامين لكن في ثمن النهائي هذه المرة، ريال مدريد حقق نتيجة أفضل تمثلت في التعادل في معقل البايرن بنتيجة 1-1 قبل أن يؤكد تفوقه بهدف زيداني في لقاء العودة ليعبر إلى ربع النهائي.

اعتزال زيدان للعب لحقه مواجهات ضد بايرن ميونخ في موسمي 06\2007 ثم 11\2012 وفي كلا الموسمين خرج ريال مدريد من البطولة على يد نظيره الألماني، لكن حينما قرر صاحب الكرة الذهبية عام 1998 أن يدخل عالم التدريب ومنح فرصة لمساعدة كارلو أنشيلوتي موسم 13\2014 عاد الريال مرة أخرى ليسيطر على النادي الألماني.

طبعاً لسنا بحاجة هنا للقول بأن ريال مدريد تفوق بنتيجة 5-0 على البايرن في لقائي الذهاب والعودة في أول موسم لزيزو في عالم التدريب كمساعد أو مدرب أول، أي أنه لا يعرف بتاتاً طعم الاقصاء من بطولة دوري الأبطال على يد البايرن، خلال 3 مناسبات نجح بالعبور مع اللوس بلانكوس إلى الدور التالي من المسابقة.

زيدان أصبح تعويذة النصر لريال مدريد ضد البايرن، صحيح أنها في النهاية تبقى مجرد أرقام للذاكرة والتاريخ، لكن هذا لا يمنع من سردها فربما تكون ثقة الفرنسي ضد المنافس الألماني عامل حاسم في ترجيح كفة فريقه الليلة في ملعب أليانز أرينا.