لا يوجد شك بأن مواجهة الذهاب بين مانشستر سيتي الإنجليزي وموناكو الفرنسي في ملعب الاتحاد تعتبر الأكثر متعة وإثارة وندية وتقلباً في معطياتها خلال دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، الفريقان قدما ملحمة كروية هجومية ذهاباً وتبادلا السيطرة على مجريات اللعب والتقدم على صعيد النتيجة، قبل أن ينتهي اللقاء بنتيجة 5-3 لصالح السيتي.

فوز رجال المدرب بيب جوارديولا كان رائع خصوصاً بعد تأخرهم 2-3 خلال الشوط الثاني، رغم ذلك تبقى هناك أمور يقلق منها المدرب الإسباني ويمكن تلخيصها في 4 نقاط.

1- بطء دفاع مانشستر سيتي الشديد، وعدم قدرة لاعبي خط الوسط على الارتداد سريعاً لمناطقهم من أجل إغلاق المساحات أمام المنافس. السيتي يدافع بعشوائية نسبياً سواء كمنظومة، أو على صعيد مستوى الأفراد الفني، ومستوى الفريق دفاعياً كاد أن يتسبب بكارثة له في لقاء الذهاب.

2- سرعة موناكو الرهيبة في بناء الهجمات المباشرة والعامودية اتجاه مرمى المنافسين. إن كان دفاع السيتي هش وضعيف وبطيء ويسهل ضربه في المساحات، فإن موناكو من أفضل الفرق في أوروبا في عملية الانتقال السريع من الحالة الدفاعية إلى الهجومية في طرفة عين. فريق جارديم بارع جداً في الأداء المباشر والسريع جداً اتجاه المرمى وهو ما يتوافق مع نقطة ضعف السيتي دفاعياً.

3- مشكلة إهدار الفرص السهلة من مانشستر سيتي. جوارديولا تحدث قبل أيام قائلاً “لو نجحنا في استغلال 50% من الفرص التي تسنح لنا لكنا الآن في وضعية مختلفة تماماً. إن أردت الفوز بالألقاب فيجب أن تكون قاتلاً داخل منطقة الجزاء”.

تصريح بيب يؤكد أن السيتي يعاني من مشكلة حقيقية في عملية استغلال الفرص السانحة للتسجيل، مشكلة إن ظهرت اليوم سيكون ثمنها باهظاً لأنه كما أسلفنا الذكر موناكو فريق قوي هجومياً ومن المرجح تسجيله للأهداف في ظل دفاع السيتي السيء، لذلك يجب أن يقابل ذلك أهداف غزيرة من أجويرو ورفاقه حتى يتجنبوا المفاجآت.

4- ريمونتادا برشلونة الأسطورية، وقلب ليستر سيتي وبوروسيا دورتموند لتأخرهم ذهاباً تعتبر نتائج ملهمة لموناكو، المدرب جارديم لا يوجد شك بأنه حفز فريقه عبر تذكيره بهذه الأمثلة قبل لقاء العودة، لذلك لن يتنازل الفريق الفرنسي عن حظوظه بل سيتمسك بها لتحقيق الحلم.