ليوناردو جارديم

من السهل أن تحصل على وظيفة مدرب حينما تكون نجم أو لاعب سابق في ملاعب كرة القدم، لكن الصعب أن تكون بعيد عن الملاعب والمستطيل الأخضر ورغم ذلك تصر على خوض التحدي بسبب الشغف للمهنة وحباً للعبة بطريقة مختلفة، هذا ما تميز به مدربون رائعون مثل جوزيه مورينيو، وحالياً ليوناردو جارديم.

جارديم لم يعرف لعبة كرة القدم كلاعب محترف، ولم يرغب حتى بخوض هذا التحدي من الأساس، فمنذ أن كان في سن 22 عام بدأ البحث عن فرصة لخوض هذه المهنة ليظهر وكأنه ينحت في الصخر، حيث درس التربية البدنية في جامعة ماديرا، ثم ذهب للحصول على شهادات تدريبية في لعبة كرة القدم ووصل إلى مستوى المحترفين في 3 أعوام فقط، حينما كان يبلغ من العمر 24 عام!

الطريق لم يكن مفروشاً أمامه بالورود فمسألة أن يأتي رجل من خارج اللعبة تماماً ليست بالشيء المألوف أو المسموح به، الأمر الذي جعله يتنقل بين الأندية المغمورة لعدة سنوات، ليس لتدريب فريقها الأول، إنما لتدريب فرق الفئات العمرية لديها.

لكن من يحلم بتحقيق هدفه لا تهمه مقدار الصعوبات التي توضع أمامه، لذلك وافق جارديم على أن يعمل مساعداً للمدرب لنادي كاماتشا في دوري الدرجة الثالثة البرتغالي عام 2002، فرصة حصل عليها في سن 27 عام لكنها كانت مفيدة له، فبعد عامين استطاع أن يكون المدرب الأول لنفس الفريق ولمدة 5 أعوام.

جارديم عانى طويلاً قبل أن يصل إلى بطولات المحترفين، 8 أعوام من المحاولة والإصرار والمثابرة، 8 اعوام متتالية من الإخفاق والنجاح في بطولات الدرجات الدنيا، حتى حصل على فرصته الذهبية في تولي تدريب براجا لموسم 11\2012 ومعه بدأت حكايته.

ليوناردو جارديم يتحدث مع فالكاو

ليوناردو جارديم يتحدث مع فالكاو

تجارب جارديم مع براجا ثم أوليمبياكوس وبعده سبورتينج لشبونة كانت جيدة إلى حدٍ ما بالنسبة لمدرب يحقق حلمه بعد عناء بتدريب أندية المحترفين، الأمر الذي منحه تذكر السفر إلى موناكو صيف 2014.

حينما تعاقد موناكو مع جارديم لم يعرف أحداً هذا الرجل ولم يفهم سبب التعاقد معه، لكنه استطاع موسماً تلو الآخر أن يثبت أقدامه في النادي الفرنسي ويؤكد أنه قادر على صنع فريق قوي جداً في نادي الإمارة حتى لو خسر أفضل نجومه موسماً تلو الآخر.

الآن جارديم وصل إلى أفضل مستوى له، المستوى الذي تمنى أن يصل إليه حينما بدأ مشواره كشاب صغير في سن 22 عام بطموح كبير، المدرب البرتغالي صنع من موناكو فريق مرعب محلياً يتصدر ترتيب الدوري الفرنسي أمام باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم، كما أصبح فريق مقلق على صعيد دوري أبطال أوروبا.

ليوناردو يعلم بأن مهمته الأوروبية ضد مانشستر سيتي ليست بالهينة خصوصاً أمام مدرب متمرس بمواصفات بيب جوارديولا، لكن إصرار هذا الرجل قهر المستحيل سابقاً، وربما يقهره مجدداً مرة أخرى، على الأقل هذا ما أثبته ضد آرسنال موسم 14\2015 في نفس الدور من دوري الأبطال.