ميسي - نيمار - سواريز

كيفية إيقاف “MSN”، هذا أكثر ما يشغل بال أوناي إيمري ولاعبي باريس سان جيرمان قبل مواجهة برشلونة المرتقبة في ذهاب دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال أوروبا والتي ستقام على ملعب حديقة الأمراء معقل النادي الباريسي.

إيمري أكد على استحالة إيقاف ليونيل ميسي عندما يكون في يومه، كما أعرب عن تخوفه أيضاً من نيمار ولويس سواريز، وهو نفس الانطباع لدى تياجو سيلفا قائد الفريق وإديسنون كافاني أيضاً، مما يوضح مدى قلق باريس سان جيرمان من خطورة الثلاثي اللاتيني.

طريقة ليست مضمونة لكنها الأنسب

في الحقيقة، إيقاف ميسي ونيمار وسوايز شيء أقرب للمستحيل إذا كانوا في أوج عطائهم، لكن هناك بعض الاستراتيجيات قد تحد من خطورتهم على الأقل، فمثلاً فرق مثل ملقا وريال سوسيداد تعمل على تقارب الخطوط في الخلف وتشكل جدارين من الدفاع لعدم ترك المساحات للثلاثي المرعب، أما فريق مثل سيلتا فيجو أو إشبيلية فهما يحاولان الضغط على دفاعات برشلونة لمنعه من الخروج بالكرة، وهناك عدة طرق تم تجريبها، ويمكن القول أن قليل ما تنجح مثل هذه الأفكار.

خطورة ميسي ونيمار وسواريز تظهر في حالتين، الأولى عندما يستلمون الكرة في الثلث الأخير من الملعب، أما الثانية  تكون في الهجمات المعاكسة السريعة في حال امتلكوا المساحة للانطلاق، وهذا يقودنا إلى إيجاد الإستراتيجية الأمثل للعب ضدهم والتي تتناسب مع إمكانيات لاعبي باريس سان جيرمان وقدرات اللاعبين.

قبل التفكير في كيفية إيقاف الثلاثي، يجب التفكير في منع وصول الكرة لهم بشكل كبير، وعندما تصل لهم يجب أن يكونوا في وضع غير مريح للاستلام، ولتطبيق هذا الأمر يجب على باريس سان جيرمان أن يلعب كرة القدم التي يعرفها دون أية تحفظات هجومية، لكن مع تنسيق عالي دفاعياً.

فكرة هذه الطريقة أن يتم إشغال برشلونة بالدفاع عن مرماه وليس بكيفية الخروج بالكرة والتسجيل، تماماً مثلما فعل أتلتيكو مدريد في مباراة الإياب، فقد حاول محاصرة برشلونة في ملعبه معظم الوقت، لذلك عانى ميسي ونيمار وسواريز بشكل كبير.

المسألة لا تتعلق بفرض ضغط عالي على دفاع برشلونة فحسب، بل بتحويل اللعب كاملاً إلى مناطق البرسا لإجباره على التراجع، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة عدم المبالغة في ترك المساحات في الخلف، بالإضافة إلى وجود رقابة مستمرة على نيمار وميسي.

برشلونة لم يعد كالسابق في مسألة رفض فكرة استقبال اللعب، فهذا الموسم شاهدنا أكثر من فريق أجبر البرسا على التراجع وحرمه من الخروج بالكرة بأريحية، كما خسر الاستحواذ على الكرة في مناسبتين، أي ن برشلونة أصبح مثل أي فريق كبير في العالم، لكن الفارق أنه يملك جودة لا تصدق في الخط الأمامي.

المبالغة بالتركيز على MSN  لن يفيد بشيء

كما قلنا، إيقاف الثلاثي مهمة معقدة للغاية، لذلك التركيز المبالغ به على هذا الأمر لن يفيد كثيراً لأن أي واحد منهم قادر بلقطة عبقرية أن ينهي الأمور إما بالتسديد أو المراوغة أو حتى التمرير.

إشغال 7 أو 8 لاعبين في مسألة تقييد ميسي ونيمار وسواريز سيتسبب في خسارة باريس سان جيرمان فرصة السيطرة على المباراة واستغلال ضعف دفاع برشلونة وتدهور مستوى خط الوسط مؤخراً، ويمنح رجال المدرب لويس إنريكي الفرصة للعب بطريقتهم المعتادة.

باريس سان جيرمان يجب أن يلعب كفريق كبير، أن يبدأ الهجوم منذ الدقيقة الأولى، ويحاول الاستحواذ على الكرة فهو يملك اللاعبين القادرين على فعل ذلك، كما ويجب استغلال مهارة لاعبيه في المراوغة، كل هذا سيقلل من حصول الثلاثي اللاتيني على الكرة، بمبدأ أفضل وسيلة للهجوم هي الدفاع، ففريق مثل برشلونة ليس متمرساً على اللعب عندما يكون الخصم  وهو من يهيمن على المباراة، طبعاً كل هذا لا يعني الاندفاع والهجوم بثمانية لاعبين وترك المساحات في الخلف.

الخلاصة

عندما يلمس ميسي الكرة على سبيل المثال أكثر من 60 مرة خلال المباراة، فإن نسبة استقبال هدف سوف تزداد بطبيعة الحال، مما يعني أن مهمة باريس سان جيرمان تتلخص بتخفيض معدل استلام ميسي وسواريز ونيمار للكرة قدر الإمكان، وبالتالي فإن خطورتهم سوف تقل بحسب قوانين الإحصاء والاحتمالات.

هذه الاستراتيجية لا تعني أن ميسي وسواريز ونيمار لن يهددوا مرمى باريس سان جيرمان أو سيفشلوا بالتسجيل، فشاهدنا ما حدث في مباراة الإياب أمام أتلتيكو مدريد عندما صنع ميسي فرصة من لا شيء وساهم في تسجيل سواريز هدف ثمين كان السبب في تأهل الفريق، لكن هذه الاستراتيجية ستزيد حظوظ باريس سان جيرمان في التسجيل بمرمى تير شتيجن على الأقل وستقلل من حدة الضغط على الخط الخلفي.

سان جيرمان مثله مثل برشلونة، يعاني إذا لم يكن متحكماً في المباراة وتم إجباره على التراجع، لذلك بدلاً من محاولة اللعب بخطين دفاع لإيقاف الثلاثي المرعب في مهمة ليست مضمونة بجميع الأحوال، من الأفضل أن يحاول هو التحكم في المباراة وتسجيل الأهداف منذ الدقيقة الأولى، لأن ميسي ونيمار وسواريز في النهاية قادرون على التسجيل بأي كيفية.