زيدان بطل دوري أبطال أوروبا 2015\2016

سأبذل كل جهد ممكن حتى أرى ريال مدريد يفوز بشيء في نهاية الموسم. سأعمل بأقصى طاقتي وسأتحد مع جميع اللاعبين وأنا واثق بأن الأمور ستسير على ما يرام بعد ذلك” لم نستوعب جيداً كلمات المدرب زين الدين زيدان في المؤتمر الصحفي الرسمي لتعيينه مدرباً لريال مدريد في يناير الماضي، كالعادة نقلنا التصريح بشكل روتيني فهذا ما يقوله المدربين بالعادة.

لكن الآن نعود خطوة إلى الوراء، نفتح الأرشيف ونسترجع ما قيل “الأهم الآن أن أعمل مع الفريق. سأضع قلبي وروحي في هذا النادي حتى أعيده للطريق الصحيح” تصريح وضح من خلاله زيدان فكره الكروي للمرة الأولى ليتبعه بعدة تصريحات تؤكد هذا التوجه، مثل تصريحه بعد هزم برشلونة في الكلاسيكو “نفوز معاً ونخسر معاً” مع التصريح قبل انطلاق نهائي دوري الأبطال “قوتنا تكمن في الفريق ووحدة المجموعة“.

ومرة أخرى لم نهتم كثيراً بما قاله زيدان فلا يوجد مدرب في العالم لا يكرر ذات الجمل “الجماعية .. وحدة الفريق .. روح المجموعة” فالمهم ليس الكلام إنما التطبيق على أرض الواقع، الأمر الذي يجعل انجاز زيزو يتخطى حدود لقب دوري الأبطال، المدرب الفرنسي يغرس فلسفة جديدة في كيان النادي الأبيض.

ليس من السهل الحديث عن مجموعة واحدة، فريق واحد، دفاع موحد من 11 لاعب، وهجوم موحد من 11 لاعب داخل ريال مدريد، هذه الثقافة عجز عن غرسها العديد من المدربين العظماء في عالم كرة القدم داخل هذا النادي كان آخرهم رافاييل بينيتيز، كما واجه مدربين تاريخين مثل أنشيلوتي ومورينيو ذات المعضلة في موسم أو اثنين.

Cjk8zJFXEAAgn8P

مع زيدان لم يكن هناك مشكلة في تألق رونالدو وجاريث بيل سوياً في ذات التوقيت، بل لم يكن هناك مشكلة في أن يصبح البطل هو المدافع وقائد الفريق في نهائي دوري الأبطال، كما لم يكن هناك مشكلة في رفع أربيلوا على الأعناق، كما لم يكن هناك مشكلة في أن يعود رونالدو وبيل إلى الدفاع ضد أتلتيكو الذي يعد فريق دفاعي بالأساس مما يكشف أكثر عن عقلية الفريق الذي يصنعه زيزو في ريال مدريد.

ورغم انتقادي الشديد أمس لزيزو على أخطائه الغير مبررة في الشوط الثاني من دوري الأبطال، إلا أن كلمة الحق يجب أن تقال في نهاية المطاف، المدرب الفرنسي استطاع مع فريقه وبهدوء تام أن يعود لامتصاص حماس أتلتيكو ويمنعه من صنع أي فرصة على المرمى في آخر 40 دقيقة من اللقاء، الريال لم ينهار بعد هدف الروخي بلانكوس مثلما حدث للاعبي أتلتيكو في نهائي لشبونة قبل عامين، بل أنه كان الأكثر تركيزاً في ركلات الحظ الترجيحية سواء كمسددين أو حتى كحارس مرمى مما يؤكد أن عمل زيدان النفسي والبدني وحتى التكتيكي مميز وإن تخلله بعض الأخطاء الفادحة.

زيدان حقق نجاح سيسجل في كتب التاريخ، الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ليس إنجاز عادي خصوصاً إن أتى في موسم صعب شهد تألق منقطع النظير وهيمنة للغريم برشلونة على المنافسات المحلية، موسم شهد أيضاً انقسام وفوضى في غرف خلع ملابس ريال مدريد قبل أن يصحح ربان السفينة مسارها في الوقت المناسب وسط الموسم.

لاعبو ريال مدريد يستحقون الإشادة أيضاً على التفافهم حول مدربهم وترك الأمجاد الشخصية وراء ظهورهم من أجل حلم الحادية عشرة، وإن كانت هذه الإشادة تقودنا مجدداً إلى كيل المديح بروح المدرب الفرنسي “زيزو”.

** اقرأ أيضاً: ريال زيدان سيد أوروبا المطلق .. من رحم المعاناة والأخطاء

– اشترك بنشرتنا الإخبارية .. اضغط هنا