رونالدو في مواجهة فولفسبورج

نستطيع القول أن الهزيمة في ديربي مدريد وفي سانتياجو برنابيو تمثل “ذروة التأزم” بالنسبة للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان، أتلتيكو صفع زيدان وأوقظه من حلم جميل عاشه خلال الأسابيع الأولى له في ريال مدريد لتبرز الانتقادات في وجهه ويصبح في موقف صعب في الليجا.

لكن “رب ضارةٍ نافعة” فالريال قبل مواجهة أتلتيكو لم يكن هو الفريق الذي نعتقد أنه قادر على المنافسة على لقبي الليجا ودوري الأبطال حتى الأمتار الأخيرة، الهزيمة في الديربي أجبرت زيدان ولاعبيه على تقبل تغيير أفكارهم لإحداث ثورة في أداء الفريق.

1- ريال مدريد أصبح فريق يعمل ككتلة واحدة، كل لاعب له دور هجومي يساعد فيه زملائه على تسجيل الأهداف وكل لاعب له دور دفاعي يساعد فيه زملائه على عدم تلقي الأهداف. في الحقيقة هذا الأمر اتضح في مواجهات برشلونة، فولفسبورج (إياباً)، مانشستر سيتي، وبعض مباريات الدوري الاسباني مما انعكس إيجاباً على نتائج الفريق.

الريال كان يملك أفراد وليس منظومة لعب متكاملة لذلك عانى في بداية الموسم، تغيير عقلية الفريق أهم انجازات زيدان في تدريب الريال حتى الآن والذي ظهر أيضاً كابتسامة دائمة على محيا اللاعبين في التدريبات.

2- ريال مدريد أصبح أكثر توازن وواقعية. لم يعد الريال هو ذات الفريق الذي شاهدناه قبل الديربي، زيدان وازن ما بين الاندفاع نحو مرمى الخصم وأداء الواجب الدفاعي، الريال لم يعد يندفع بشكل مبالغ به نحو الهجوم مما يترك المساحات في مناطقه وهذا تغيير ربما يكون له أثر على نتيجة نهائي ميلانو.

3- إحداث تغيير تكتيكي في خط الوسط بإشراك كاسيميرو كعنصر أساسي دائم، مع الاعتماد على فازكيز كلاعب بديل أو أساسي أحياناً. تواجد كاسيميرو ساعد الريال على التقاط أنفاسه في خط الوسط، النجم البرازيلي تواجد كمنظف وقشاش في خط الوسط خلف كروس ومودريتش مما ساعد الريال على إغلاق المساحة أمام خط الدفاع.

في ذات الوقت لا نستطيع القول أن كاسيميرو وحده من عالج مشاكل الريال في وسط الملعب بل عمل الفريق، ثم الواقعية كان لهم تأثير أكبر والدليل مواجهة فولفسبورج في ألمانيا. لكن كاسيميرو يدل على تغيير في عقلية زيدان التي تحولت للواقعية، كذلك الأمر بالنسبة لفازكيز الذي يتميز بقطع مسافات كبيرة على أرض الملعب مما ساعد الريال على اغلاق المساحات أثناء شن المنافسين الهجمات المرتدة في بعض المباريات.

4- استعادة رونالدو الثقة بقدراته بشكل كامل وتخلصه من مشكلة اضاعة الفرص السهلة. لم نشاهد رونالدو يضيع فرص سهلة مثل التي أضاعها في ديربي مدريد أو في مباريات أخرى من الموسم، البرتغالي استعاد الثقة بقدراته وعاد إلى أوج تألقه كما حسم العديد من المباريات الهامة والمصيرية لريال مدريد، كل ذلك انبثق من دعم زيدان له وحواره الإيجابي معه.

5- عودة جاريث بيل إلى تألقه بعد شفائه من الإصابة. الويلزي انخفض مستواه مع تكرار تعرضه للإصابات، لكن بعد تخطي الديربي بدأ بيل يعود إلى قمة مستواه تدريجياً ليسجل الأهداف ويصنعها مثلما كان عليه الحال في بداية الموسم.

6- ريال مدريد أصبح أكثر هدوءً على أرض الملعب حيث ظهر قبل الديربي بأنه اللاعبين متوترين جداً في المباريات، كما أصبح أكثر صبراً على تسجيل الأهداف مع الالتزام بتعليمات المدرب ونهجه التكتيكي.

7- الفريق أكثر جاهزية على الصعيد البدني، في ديربي مدريد عانى الريال من ضعف واضح في معدل اللياقة البدنية كما عانى من إصابة العديد من اللاعبين، لكن بشكل عام الفريق أصبح قوي وصلب ويستطيع لعب 120 دقيقة متواصلة الآن.

** اقرأ أيضاً: قبل نهائي ميلانو .. قصة الانقلاب الذي صنعه سيميوني

لمتابعة التغطية الخاصة بنهائي دوري أبطال أوروبا من هنا

– اشترك بنشرتنا الإخبارية .. اضغط هنا