بما أن الاتحاد الأوروبي ارتأى وضع مباراتي القمة (آرسنال ضد برشلونة ويوفنتوس ضد بايرن ميونخ) في ذات اليوم فإن مواجهة مانشستر سيتي ودينامو كييف تكتسب أهمية أكبر كونها تجمع أحد الفرق القوية في شرق أوروبا مع بطل الدوري الانجليزي في مناسبتين في المواسم الأخيرة.
المواجهة بين السيتي ودينامو كييف نصنفها في عرف كرة القدم الحديثه بأنها بين “العملاق” الإنجليزي ضد “المغمور” الأوكراني الذي لا نعرفه جيداً ولا نتابع مسابقته المحلية، ورغم منطقية هذا التعبير بسبب امتلاك السيتي عدد كبير من النجوم البارزين في كرة القدم الأوروبية إلا أنه يعد “جريمة” بحق تاريخ الناديين.
في الحقيقة فإن دينامو كييف نادٍ له باع طويل في المسابقات الأوروبية ولطالما كان حصان أسود في مسابقة دوري الأبطال، نتائج الفريق في الوصول إلى نصف النهائي في 3 مناسبات وربع النهائي في 4 مناسبات انجاز جيد عجز مانشستر سيتي عن تحقيقه طوال تاريخه في عالم كرة القدم!
ونستطيع القول أن دينامو كان قريب جداً من التأهل لنهائي دوري الأبطال عام 1977 حينما هزم بوروسيا مونشنجلادباخ ذهاباً بنتيجة 1-0 لكنه سقط في لقاء العودة بنتيجة 2-0، ولا ننسى أنه عذب بايرن ميونخ موسم 1998\1999 حينما واجهه في نصف النهائي قبل أن يخطف البافاري بطاقة التأهل بالفوز إياباً 1-0 بعد التعادل ذهاباً 3-3، علماً أن كييف أقصى حامل اللقب حينها ريال مدريد من ربع النهائي!
من مواجهة دينامو كييف وبايرن ميونخ 1999
وربما نتفاجأ حينما نعلم أن دينامو شارك في دوري أبطال أوروبا في 30 مناسبة حقق خلال هذه المشاركات العديد من الانجازات وهزم أقوى الفرق الأوروبية، بالمقابل فإن السيتي شارك في المسابقة الكبرى 5 مرات فقط وحقق الانتصار في 10 مباريات فقط مقابل 11 هزيمة تلقاها في 28 مباراة!
نتائج دينامو لا تقتصر على دوري الأبطال بل سبق له تحقيق لقب كأس أوروبا لأبطال الكؤوس (تم ايقافها ودمجها مع كأس الاتحاد الأوروبي) في مناسبتين مقابل لقب وحيد لمانشستر سيتي، ناهيك عن فوزه بلقب كأس السوبر الأوروبي، ووصوله إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي قبل 7 مواسم في البطولة التي أقصي منها السيتي في ربع النهائي.
الشهرة الإعلامية والنجوم وقوة الدوري المحلي وفقدان التوازن في الأموال بين شرق أوروبا وغربها يؤدي أحياناً إلى اهمال العديد من الأندية المميزة وجعلها بقامة الفرق المتواضعة في دوري الأبطال، ورغم أن هناك الكثير منها “متواضع” في المستوى والتاريخ حقاً إلا أن هناك من يتعرض للظلم، ودينامو كييف أحد المظلومين دون أدنى شك.
