شارف الموسم الكروي على الإنتهاء، ولا يسعنى القول الى انه موسم إستثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وضعيات وسيناريوهات لم نشهدها من قبل زادت من جمالية كرة القدم، تقلبات في الصدارة وإقصائات مفاجأة ودخول اندية جديدة على دائرة المنافسة وأسماء شابة حلقت في سماء اوروبا.

لنقف مع ابرز التطورات في الدوريات الكبرى و اهم منعطفات الأندية الكبيرة ونستمتع :-

– بريمرليغ عجيب : انهيار مانشستر يونايتد وتصدر ليفربول للدوري الإنجليزي امر لم يحدث منذ عام 1990، اصدقاء جيرارد اضافوا متعة خاصة للبريمرليغ، كذلك قبوع الشياطين الحمر في المركز السابع امر لا يمكن تصديقه ولربما اعتبر ضرباً من الجنون قبيل عام او اثنين، ناهيك عن تواجد السبيشل ون مع البلوز وإنتقال اوزيل الى الأرسنال الذي سيطر على الإعلام لأسبوعين دون توقف.

– سيميوني ورجاله: اتلتيكو مدريد هو فريق الموسم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ان تنافس قطبي إسبانيا الأشهر الريال والبرشا بموارد بشرية محدودة وميزانية متواضعة شيء اقرب للخيال، العجيب في الأمر ان اتلتيكو لم ينافس بل تفوق أيضاً، كما ان اتلتليكو اسكت كل منتقدي الليغا والتي أُعتِبُرت مسابقة "توم وجيري" كذلك تقمص دور الحصان الأسود في بطولة دوري الأبطال كان شيء ملفت ويدل ان هذه البطولة لا تعترف بثلاثة او اربعة اندية فقط.

ناهيك عن صفقتي بيل ونيمار التي أوسعت دائرة المقارنة بين الغريمين لتشمل أعضاء آخرين غير كريستيانو وميسي.

– ميلان الجريح: ليست لحظات جيدة التي يعيشها الروسونيري هذا الموسم، ربما لن نشاهد ميلان في البطولات الاوروبية الموسم القادم وهذه تعد خسارة للمشاهد والعشاق، لكن ان ترى مثل هذه التقلبات للأندية الكبيرة وصعود اندية أخرى تحل مكانها يعد شيء إستثنائي ومثير ولا يحدث كل موسم.

الأمر لا يقتصر على ميلان فقط، حتى ان قطب المدينة الآخر إنتر ميلان يوجد تقريباً بنفس الوضعية للموسم الثاني على التوالي، فالموسم الماضي لم يتأهل الإنتر لأي بطولة اوروبية كذلك.

-رونالدو وميسي وتفوق سواريز: اكثر ما ادهشني هذا الموسم هو امكانية تفوق سواريز وخطف الحذاء الذهبي من الدون والبرغوث، إعتقدنا ان البرتغالي والأرجنتيني لا يوجد منافس لهم بعد الأرقام المرعبه التي يحققونها كل موسم، لكن الإصابات ومشاكل انديتهم وتألق الأوروجواياني وسع دائرة المنافسة على جائزة هداف الموسم. فلا استبعد إن حصل ليفربول على البريميرليغ ان يكون سواريز في نهاية العام المتوج  بالكرة الذهبية ولكن ما يمكن أن يعيق طريقه لحصد الجائزة هو عدم مشاركة ليفربول في دوري ابطال اوروبا هذا الموسم.

– صفقات كبيرة: أبرمت الأندية الأوروبية في بداية الموسم صفقات كانت هي الأكبر خلال تاريخ اللعبة، بداية من نيمار وصفقته المثيرة للجدل، مروراً بأوزيل وصفقته المفاجأة وإنتهائاً ببيل والرقم القياسي الذي دفع نظير التعاقد معه.

لم يقتصر الميركاتو الماضي على هذه الأسماء فقط، بل هناك العديد من الإنتقالات التي أضافت رونق خاص على الكرة الأروبية بشكل عام، ومنها جوتزة وألكنتارا الى بايرن ومروان فيلاني الى الشياطين الحمر ونيجريدو وسولدادو الى إنجلترا، وفالكاو وكافاني الى فرنسا ليشهد الدوري الفرنسي على بداية عصر جديد.

موسم عجيب مر كلمح البصر من شدة المنافسة والتقلبات والمتعة، اعتقد اننا تابعنا الموسم الأفضل خلال السنوات العشر الأخيرة.