يقولون أن المباريات الودية ليس مهماً تحقيق الانتصار خلالها والأهم هو الاستعداد لخوض غمار البطولة عبر التعرف على السلبيات ومنح اللاعبين فرصة للتأقلم سوياً على التكتيك المطلوب، لكن أكاد أجزم بأن الألمان لا يفكرون بهذه الطريقة، الهزيمة نتيجة لا يقبلون بها خصوصاً إن أتت على يد منتخب متوسط ولا يملك تاريخاً كروياً عظيماً.
لذلك نستطيع القول أن الثأر والانتقام هي الأوصاف المناسبة لمواجهة قمة اليوم الثاني من منافسات دور الـ 16 في كأس أمم أوروبا والتي تجمع ألمانيا ضد سلوفاكيا، حظ المنتخب السلوفاكي السيء أوقعه مع منتخب لا يرضى بالهزيمة ويتشوق دائماً لردها لمنافسيه في أسرع وقت ممكن.
القصة تعود إلى استعدادات منتخبي ألمانيا وسلوفاكيا لمنافسات يورو 2016، فقبل 4 أسابيع فقط تواجه المنتخبان في مدينة أوجسبورج الألمانية في لقاء ودي استعدادي للمنافسة القارية، لقاء ودي تابعه 22 ألف متفرج ليشهدوا على هزيمة أبطال العالم الساحقة أمام رفاق ماريك هامسيك!
سلوفاكيا صفعت أبطال العالم في عقر دارهم ودقت ناقوس الخطر في كتيبة يواكيم لوف قبل انطلاق منافسات اليورو حيث حققت الفوز على حسابها بنتيجة 3-1، انتصار جعل رجال المدرب يان كوزاك في أفضل حالة معنوية ونفسية فيما أدخل المانشافت في النفق المظلم ودائرة الشك.
ورغم أن كتيبة الألمان غاب عنها العديد من النجوم البارزين مثل توني كروس، مسعود أوزيل، توماس مولر، مانويل نوير، إلا أن ألمانيا بمن حضر بتواجد دراكسلر وجوتزه وخضيرة وساني وبواتينج … الخ، وما دامت تلعب على أرضها _حتى لو كانت مباراة ودية_ فيجب عليها تحقيق الانتصار، أو على الأقل تجنب الهزيمة.
اليوم سيكون هناك فرصة حقيقية لألمانيا كي ترد اعتبارها أمام سلوفاكيا بسرعة كبيرة جداً، رجال المدرب يان كوزاك ربما يندمون على مضايقة أبطال العالم في مباراة ودية وأثناء غياب بعضاً من نجومها قبل يورو 2016، صحيح أن كتيبة يواكيم لوف لم تقدم أفضل ما في جعبتها حتى الآن في فرنسا لكن من يدري ربما يحدث الانفجار الليلة ضد السلوفاك.
لا نقلل من حظوظ سلوفاكيا فكرة القدم لا تعرف كلمة “مستحيل” لكن إن قُدر حقاً لرفاق هامسيك إلحاق الهزيمة بألمانيا مجدداً فسوف تكون أكبر مفاجأة في يورو 2016 على الإطلاق، فيما سيحمل المانشافت عبئ الثأر والانتقام والعار على كتفيه لسنوات طويلة مقبلة حتى تتاح له فرصة رد الاعتبار!
** اقرأ أيضاً: يورو 2016 .. أمور ما تزال غائبة عن منتخب ألمانيا
