أحياناً تكون بحاجة لدليل إرشادات حتى تفهم ما الذي يريده المدرب وما هو فكره التكتيكي، وما هي استراتيجيته في تحقيق الانتصار خلال مجريات البطولة، معالم الأداء لا تكون واضحة والتعديلات تجري باستمرار من مباراة لأخرى، فيما يتحقق الانتصار بطرق غريبة تجعلنا لا ندري هل هي خطة اثمرت بعد حين أم أنها مجرد “ضربة حظ” أو استغلال مهارة لأحد اللاعبين؟!
منتخب فرنسا ومدربه ديديه ديشامب أحد الأمثلة الحية والواقعية على ذلك، فبعد 3 مباريات في دور المجموعات ما زلنا نتساءل، ماذا يريد المدرب من فريقه؟ ما هي استراتيجيته وما هو الفكر الكروي الذي ينوي تطبيقه في يورو 2016؟
الأداء الهجومي لمنتخب الديوك لم يكن ثابتاً أو مستقراً أو واضحاً، كما أن الاستمرار في التعديل على التشكيلة الأساسية وإجلاس أفضل لاعبي فرنسا على دكة البدلاء في مواجهة ألبانيا الثانية من دور المجموعات أوحت لنا بأن ديشامب لم يستقر بعد على التوليفة المثالية لفريقه رغم انطلاق منافسات يورو 2016.
اليوم سيلتقي منتخب فرنسا ضد منتخب جمهورية أيرلندا في ثمن نهائي المسابقة، ليس هناك داعٍ لشرح أن الخطأ ممنوع في أدوار خروج المغلوب فهذا الأمر بديهي ومعروف لدى أي متابع كروي، لذلك ديشامب سيكون بحاجة أن يقدم فريق بمنهج كروي واضح بدون “فلسفة زائدة” أو استراتيجيات غير فعالة.
فرنسا بحاجة لأن تكون أكثر رغبة بتحقيق الانتصار، أكثر قتالية واندفاعاً وحماساً على أرض الملعب، كما أنها بحاجة لعمل جماعي من 11 لاعب فما شاهدناه في معظم أطوار دور المجموعات كان عبارة عن تحركات أفراد وليس منظومة فريق.
الانتصار لا يتحقق دائماً عبر الأفراد خصوصاً في أدوار خروج المغلوب، إن لم يدخل ديشامب عقلية الفريق وروح الجماعة على فرنسا سواء في البناء الهجومي أو الارتداد الدفاعي، فربما يجد الديوك نفسهم يخرجون من الباب الضيق في يورو 2016.
في انتظار مواجهة جمهورية أيرلندا، علنا نفهم أخيراً ما الذي يريده ديشامب.
** اقرأ أيضاً: يورو 2016 .. مواجهة فرنسا وإيرلندا تعيد ذكريات “يد” تيري هنري
