الهوليغانز الروس غزاة الملاعب الجدد

محمد السعدي 18:46 18/06/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أثارت مشاهد الاشتباكات في شوارع مرسيليا بين المشجعين الروس والإنجليز قلق السلطات الفرنسية حول الوضع الأمني في بطولة يورو 2016،ووجهت الأنظار إلى مجموعة جديدة أسوأ من مثيري الشغب في الملاعب الإنجليزية والإيطالية والتركية فقد أفسد شغب وعنف الجماهير الروسية المتعصبة عرس يورو 2016 خصوصاً بعدما حمل الروس علم إنجلترا مقلوباً في شوارع مرسيليا ونشروا صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي مع صور لتذاكر مباريات و سكاكين وشفرات حادة.و تهديد المافيا الروسية للإنجليز في حال مشاركة منتخبهم في كأس العالم 2018 التي ستستضيفها بلادهم مما أثار القلق في الأوساط الرياضية الأوربية والعالمية.

    اشتعلت حرب كلامية وإعلامية بين باريس وموسكو التي كانت  معظم التصريحات الصادرة منها إستفزازية تراوحت بين تبرير العنف ،التفاخر بالرجولة الروسية وقوة الدولة الروسية وأجهزتها الأمنية فقد سخر  فلاديمير ماركين المتحدث بإسم جهاز الأمن الاتحادي الروسي من الشرطة الفرنسية التي أعتبر أنها لا تصلح إلا لتنظيم المسيرات.في رد على تصريحات المدعي العام الفرنسي برايس روبين أتهم فيها المشجعين الروس بإثارة الشغب وسرقة الأعلام الإنجليزية كغنائم حرب ووصفهم بأنهم”مدربون بشكل جيد للغاية ومستعدون للأعمال العنيفة”.

    بث تنظيم عصابات الهوليغانز الروس وقوتهم البدنية وشراستهم الرعب في نفوس أجهزة الأمن الفرنسية  ومشجعي الفرق الأخرى الذين باتوا يحسبون لهم ألف حساب و يتجنبون مواجهتهم خوفاً من بطشهم  فهم لا يترددون في استخدام العصي وقضبان الحديد والسكاكين،كما ذكرت الشرطة الفرنسية أنهم كانوا يرتدون واقيات أسنان للملاكمين أثناء شجارهم مع الجمهورالإنجليزي.

    3535C68000000578-3640021-Dozens_of_hardline_Russian_hooligans_known_as_Ultras_including_o-a-9_1465886663191

    التقى مراسل صحيفة الإندبندنت البريطانية بأحد الهوليغانز الروس ، ووصفهم ب”أكثر من ألتراس، خبراء في الملاكمة والألعاب القتالية. يجيدون التهرب من العقوبات ،ومولعون بالعنف .قادتهم يغطون وجوههم ولا يظهرون أمام وسائل الإعلام”.

    تحدث “نيكولاي” عضو الألتراس الروسي والجندي السابق في قوات مشاة البحرية الروسية  للصحيفة عن تواجده في منطقة دونباس المطالبة بالانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا، وزعم أنه والكثير من الروس  توجهوا إلى هناك كمتطوعين لتوزيع المساعدات و المساعدة في علاج الجرحى ولم يشاركوا في القتال الدائر هناك رغم أن بعض التقارير الصحفية من داخل روسيا أشارت أن أغلب الهوليغانز الروس سبق لهم الانخراط في صفوف الجيش، وأنهم يرتبطون بصلات وثيقة مع اليمين المتطرف الروسي الذي يمولهم و يدعمهم.

    بداية وخلفيات ظاهرة الهوليغانز في روسيا.

    تعتبر ظاهرة الهوليغانز في روسيا حديثة العهد نسبياً فقد لعبت الظروف الاقتصادية والاجتماعية بعد انهيار الإتحاد السوفيتي دوراً كبيراً في ظهور الهوليغانز داخل روسيا فقد تأسست روابط لتشجيع  الأندية الكبرى في روسيا التي تشكلت في معظمها من مشجعين متعصبين لفرقهم ،وبدأ ظهور الشعارات والرموز العنصرية في الملاعب مع صعود نزعة القومية وتنامي قوة النازية الجديدة.

    في عام 2013 غرم ناديا سبارتاك موسكو و شينيك ياروسلافل وخاضا مباراتهما بدون جمهور بسبب شغب جماهيرهما وتعليق شعارات عنصرية ونازية في المدرجات،وطال عنف الجماهير وأذاها اللاعبين أيضاً ،ففي عام 2012 أصيب حارس مرمى فريق دينامو موسكو أنطون شونين في عينه وأذنه أثناء مباراة فريقه ضد  زينيت سانت بطرسبيرغ  بسبب إنفجارألعاب نارية رماها عليه جمهورالخصم.

    تمثل الشبكة العنكبوتية في روسيا إحدى أهم وسائل التحريض على العنف ، و توجد مواقع تبث وتنشر مقاطع فيديو تظهر المشاجرات في الملاعب وتدريبات المشجعين على الفنون القتالية  داخل الغابات بعيداً عن أعين رجال الشرطة. كما نشرت تصريحات لزعماء الهوليغانز الروس سخرت من الإنجليز”الجبناء والبدناء الذين يهربون كالنساء لدى مواجهة الروس الأقوياء مفتولي العضلات ” على حد قولهم.

    يعتقد بعض علماء الاجتماع أن الشغب في الملاعب الروسية أصبح ظاهرة خطرة للغاية ،فجماهير  الدوري تدين بالولاء لفرق أقاليمها ومدنها وتكره جماهير وفرق المناطق الأخرى بسبب الطبقية والفوارق الاجتماعية بينها ولكن الأمر مختلف للغاية عندما يخص المنتخب الروسي فقد نقلت صحيفة “كوميرسانت” الروسية تصريحات نسبت لأحد المشجعين الروس في فرنسا جاء فيها “عندما يحدث شيء كبير فيما يخص  ” المسألة الوطنية “سوف نظهر للعالم ماهية حركة المشجعين الحقيقية،نحن فقط بإنتظار اللحظة المناسبة للتحرك”.

    52-seXRazvPhO8

    تصريحات تحمل بين سطورها تهديدات واضحة وعدم مبالاة  بفرض الإتحاد الأوروبي غرامات مالية على روسيا ،والتلويح باستبعادها من البطولة في ظل موقف رسمي داعم لهم، فبعدما عاث الهوليغانز الروس فساداً في شوارع مرسيليا ظهر وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو على شاشات التلفاز يصفق لهم ويحييهم بينما عبر نائب رئيس البرلمان الروسي و عضو اللجنة التنفيذية للإتحاد الروسي لكرة القدم إيغور ليبيديف عن تعاطفه معهم وذكر في تصريحاته”لا أرى أي شيء رهيب في إقتتال المشجعين،بل على العكس أحسنتم يا رفاق”وكرر هذه الرسالة في تغريدة قال فيها  ” أنا لا أفهم هؤلاء السياسيين والبيروقراطيين الذين ينددون الآن بجماهيرنا ونحن بحاجة للدفاع عنهم.بينما ظهرت أصوات أخرى تدعو إلى نبذ العنف كمدير نادي روستوف السابق يوري بيلوس الذي طالب بإلإستفادة من  تجارب الدول التي عانت من الهوليغانز سابقاً كبريطانيا .

    قال بيلوس لصحيفة كوميرسانت :” لقد أسست بريطانيا نظاماً مثالياً ،فهناك تذهب العائلات لحضور مباريات كرة القدم،ورياضتهم تتطور. أنظر إلينا من سيذهب مع زوجته أو صديقته إلى مباراة كرة قدم ،من سيجرؤ على أخذ أطفال معه إلى الملعب ؟ذلك غير آمن.”.

    مع اقتراب كأس العالم في روسيا 2018يبدو أن الحكومة الروسية أصبحت مطالبة بالتصرف بحزم لكبح جماح الهوليغانز من خلال مراقبة نشاطاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ،العمل على إنشاء سجل ” مثيري الشغب ” ،مراقبة الملاعب ومثيري الشغب،مصادرة أسلحتهم والزج بهم في السجون.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك