جوزيه مورينيو

“لا تسألني الكثير من الأسئلة، اتركني أذهب إلى المنزل لأنه ينتظرني نهائي” هكذا كانت كلمات جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد أثناء حديثه مع مذيع قناة النادي التلفزيونية، حاول تجنب الحديث مع وسائل الإعلام، مثلما حاول تجنب الحديث مع الصحفيين في المؤتمر الصحفي حينما اختار الدخول للقاعة قبل أن يتجمعوا فيها، ليغادر بعد 6 ثواني فقط من دخوله كأسرع مؤتمر صحفي له.

لا شك أن تصرفات مورينيو توضح مدى توتره وقلقه الشديد على نتيجة نهائي الدوري الأوروبي الليلة، قلق وتوتر مبررين ومن الأمور المتوقع حدوثها قبل موعد النزالات النهائية، لكن بالنسبة لجوزيه المسألة أكبر من لقب أوروبي ومباراة نهائية.

موسم مورينيو لا شك بأنه يختزل في هذا اللقاء، هو الحد الفاصل تماماً بين النجاح والفشل في الموسم الحالي، تحقيق الانتصار يعد نجاحاً مقبولاً لأنه سيشمل على تحقيق أهداف الموسم نسبياً، لكن الهزيمة ستعني أن الموسم كان فاشلاً بجميع المقاييس ولا يمكن تجميله مهما حدث.

أهداف مانشستر يونايتد في الموسم الحالي نستطيع أن نستنبطها ونستنتجها من طريقة عمل مورينيو خلال الموسم الحالي: 1- صنع شخصية قوية للفريق عبر إعادته لمنصات التتويج قدر المستطاع. 2- المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. 3- التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.

مورينيو أخفق في تحقيق المعادلة الثانية، لكن بالنسبة له ولإدارة اليونايتد والجماهير لن تكون ذات أهمية كبيرة إن نجح الفريق في التأهل لدوري الأبطال، لأن المنافسة (بدون تحقيق لقب البريمير ليج) الهدف منها يكون استعادة شخصية الفريق القوية والتأهل للأبطال، اللذان يمكن تحقيقهما عبر البطولات أخرى.

premier-league-football-manchester-united-jose-mourinho-ander-herrera_3799354

لذلك تكتسب مواجهة الليلة أهمية قصوى لمورينيو، فهي من ستحكم عليه بأنه نجح بتحقيق الأهداف الموضوعة في بداية الموسم قدر الإمكان، أو ستحكم عليه بالفشل الذريع والتام.

التأهل لنهائي الدوري الأوروبي لا يخدم مانشستر يونايتد في شيء في حال خسر اللقب، الخسارة ستعني عدم التأهل لدوري الأبطال، كما لن تمنح الفريق أي إضافة على الصعيد النفسي، أي أن أي جميع الأهداف الموضوعة للموسم سيخفق في تحقيقها.

كما أن الفوز بكأس رابطة المحترفين الإنجليزية سينسى تماماً إن لم يترافق مع التأهل لدوري الأبطال وتحقيق لقب الدوري الأوروبي، من يتابع سجل كأس الرابطة في السنوات الأخيرة بل وعلى مدار التاريخ يدرك بأنها أبعد ما تكون عن مكانة اليونايتد وأقل ما يمكن تحقيقه خلال الموسم، بل ربما لا تضيف للفريق شيئاً إن كان الإنجاز الوحيد في الموسم.

مورينيو يفهم كل ذلك، ويعيه جيداً، مما يجعل مواجهة أياكس أمستردام بمثابة حياة أو موت بالنسبة له، ومن الطبيعي حينها أن يرفض الحديث لوسائل الإعلام قبل النزال بثلاثة أيام ليظهر مدى التوتر الذي ينتابه.