كيف يتم إدارة الأندية الكُبرى في أوروبا؟

22:15 24/12/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 عمر عبد الفتاح

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    بالتأكيد وجود أسماء بقيمة ميسي و رونالدو او حتى روبن و نوير و غيرهم من نجوم الصف الأول يعتبر عاملاٌ حاسماٌ في تحقيق النجاح الكروي ، الا ان النجاح الكروي فقط ليس كل شيء في عالم كرة القدم  فلا بد ان يرافقه نجاح و استقرار اقتصادي يكفل له الاستمرارية و يضمن جلب مثل هؤلاء النجوم

    أنجي الروسي و قبله ليدز يونايتد امتلكوا في فترة ما مجموعة من ابرز الأسماء على الساحة إلا ان سوء الإدارة و التخطيط جعل هذه الأندية الآن في خبر كان، و هنا يبرز دور الادارة كالعامل الأبرز في تحقيق النجاح الرياضي و المالي و حتى الجماهيري على المدى القريب و البعيد أيضا على مستوى الأندية.

    عند النظر الى ابرز الأندية على الساحة الأوروبية حاليا فان هناك اختلافات واضحة ربما في كيفية أدارة هذه الأندية:

    بعد فترة من التوهان حتى عام 2007 أصبح بايرن ميونخ ربما أكثر أندية أوروبا استقراراٌ و تواجداٌ دوماٌ بين مصاف الكبار ، على المستوى الكروي أنشأت ادارة البايرن مشروعاٌ واضح المعالم اقتضى التخلص من معظم لاعبي الفريق آنذاك و جلب ريبيري و لوكا توني و كلوزة و غيرهم من اللاعبين كدفعة أولى, في المرحلة الثانية من المشروع و بعد امتلاك أسماء لا بأس بها تبنت الادراة البافارية سياسة التطعيم بجلب نجم او اثنين فقط كل موسم بشرط ان يكونوا من الطراز الرفيع فقط بغرض رفع الجودة و ليس للحوجة الماسة كما كان الحال في السابق ، و الناتج هو مانراه الآن حيث أصبح البايرن كابوسا حقيقياٌ لأي كان من يواجهه ، أما على الجانب الاقتصادي فكل الدراسات تشير الى تضاعف إيرادات النادي من موسم لآخر و كذلك ازدادت شعبيته بوجود أسماء كليفاندوفسكي و نوير و روبن وغيرهم.

    اليوفي هو الآخر و بعد فضيحة الكالشيو بولي و الهبوط للدرجة الثانية قامت أدارة البيانكونيري بجلب المدرب الشاب انتونيو كونتي و انتدبت مجموعة من اللاعبين الجيدين كفيدال و بوغبا و جلبت بيرلو بعد انفصاله عن الميلان مما قاد النادي لتحقيق لقب السيري آي في النسخ الاربع الاخيرة و الوصول لنهائي دوري الأبطال الموسم الماضي ، نتيجة لذلك ارتفعت العائدات المالية و عادت شعبية اليوفي أيضا كما كانت مما مكن من جلب أسماء بقيمة ديبالا و كواردادو و سامي خضيرة.

    إدارتي البايرن و اليوفي يمكن اعتبارهما الأكثر نجاحاٌ و تكاملاٌ في الأعوام القليلة الماضية بالنظر إلى الألقاب المحققة و العائدات المالية الضخمة إضافة إلى ندرة حدوث خلافات داخل الناديين ، فالخطة واضحة و متفق عليها من قبل الجميع. وعند التأمل اكثر سنجد الناديين يداران بواسطة مجلس أدارة محنك جداٌ كرويا و مطعمان بالخبراء الاقتصاديين و أبداٌ لا يكون الرأي فيهما للفرد الواحد.

     ثم نجد مجموعة من الأندية تتم أدارتها عن طريق المالك ، تشلسي ابراموفيتش و ميلان و الانتر جميعها أندية حققت نجاحات عديدة خلال العقد الأخير و كل منهم قد فاز بدوري الأبطال خلال هذه الفترة نتيجة للدعم المالي السخي من الملاك ،  لكن عند التبحر أكثر في حال هذه الأندية سنجد ان النجاحات العظيمة في هذه الفترة تخللها انتكاسات كبيرة خلال نفس التوقيت حيث لا ضمانات ابداٌ مع الرأي المنفرد. فالنسيا أيضا خلال العامين الأخيرين يمكن اعتباره مثالا جيداٌ على ذلك.

    هنالك مجموعة أخرى من الأندية  تتم إدارتها بواسطة أحزاب تنتخب كل بضعة أعوام ، الريال و البارسا من ابرز هذه الأندية و لكن على الرغم من النجاحات المتكررة و المحافظة على المستوى العالي إلا ان هنالك عيوب واضحة في إدارات هذه الأندية ، يمكن تلخيصها في ما يلي :

    أولا: تركيز الأحزاب المتنافسة على الصراع فيما بينها أكثر من تركيزها على مصلحة النادي مما يؤدي لأخطاء إدارية فادحة.

    فما زال الصراع بين فلورنتينو بيريز و سابقه كالديرون قائماٌ و كذلك الحال بين حزب بارتوميو و روسيل ضد خوان لابورتا ، فقد تكررت الكوارث الإدارية مؤخراٌ في البيت الملكي كما رأينا في قضية تشيرشيف و صفقة دي خيا و ما زالت أصابع الاتهام موجهة نحو روسيل و حزبه في التبليغ عن روسيل العام الماضي والتسبب في استقالته و كذلك ما زال النادي يدفع ثمن أزمة اللاعبين القصر.

    ثانياٌ: إمكانية تغير سياسة النادي كل أربعة أعوام بتغير الإدارة مما يضعف ناحية الأهداف بعيدة المدى.

    ثالثاٌ: تراكم الديون على النادي.

    فالحزب المشرف على إدارة النادي يود دوماٌ محاباة الجماهير بجلب ابرز النجوم بحاجة و بدون حاجة احياناٌ بأسعار باهظة  تتم استدانتها  فتصبح عبئاٌ على النادي فيما بعد.

    و عند الانتقال للأراضي الانجليزية نجد أندية كالآرسنال و ليفربول المدارين بواسطة مجموعة من المستثمرين و أيضا اليونايتد المملوك لعائلة الجلايزرز ، بمتابعة هؤلاء المستثمرين سنلحظ فيهم تقديم الربح الاقتصادي على كل شيء مما يؤثر بشدة على ناحية الطموح الكروي و تحقيق الألقاب ، فقد عاشت هذه الأندية مختلف التقلبات الكروية خلال الأعوام القليلة الماضية و لكن في أسوأ أحوالها لم تصل لمرحلة الانتر و الميلان ذوي النزعة الفردية.

    ثم هنالك العملاقان الناشئان حديثاٌ السيتي و باريس سان جيرمان المملوكان لمؤسستين قويتين ماديا ٌ ، إضافة لضخ المبالغ الضخمة فان أفضل ما قام هؤلاء المستثمرون أنهم سلموا أمر الإدارة في الناديين إلى مجموعة من المتخصصين و أصحاب التجربة في اكبر النوادي سابقا ، لذا نجد إن الناديان يسيران في منحنى تصاعدي حيث يتمتعان بالسيولة الكافية و عدد جيد من الألقاب في المواسم السابقة ، فقط يحتاجان لبعض الوقت و قليل من اللمسات الأخيرة للوصول إلى مرحلة الكمال.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا