نظرة تحليلية على ليستر سيتي هذا الموسم

فبعد مرور 15 جولة من عُمر البريميرليج، ليستر سيتي يتصدر الدوري منفرداً برصيد 32 نقطة، فما يقدمه فريق المدرب "كلاوديو رانييري" يفرض علينا يوماً بعد يوم الحديث عن هذا الفريق، وبعد أن تحدثت منذ أيام عن أبرز الأسباب التي دفعت بفريق "الثعالب" لصدارة البريميرليج.. سأحاول في هذا الموضوع أن أقدم قراءة في الأوراق التي يمتلكها فريق ليستر وأن أُلقي نظرة على تشكيلة الفريق وما إذا كان المدرب الإيطالي يمتلك العمق الكافي في تشكيلته لصنع الحدث وتحقيق المعجزة في نهاية الموسم.

حراسة المرمى

يمتلك ليستر حارس مرمى رائع وهو الدتماركي "كاسبر شمايكل" إبن أُسطورة حراسة المرمى "بيترشمايكل"، وهو يمثل ليستر منذ الموسم الماضي ودافع عن ألوان مان سيتي من قبل وكانت انطلاقته بسرعة الصاروخ حيث حمل لواء الدفاع عن عرين المنتخب الدنماركي خلقاً لوالده وهو لا يزال في الـ 17 من عمره لكن ابن الـ 29 عاماً قد أضاع وقته في انتظار الحصول على فرصة اللعب بشكل أساسي مع السيتيزنس وبعد ذلك تمثيل أندية صغيرة لا تملك الطموح حتي انتقل لفريق ليستر، ليعود للواجهة ويثبت نفسه من جديد.

كما يمتلك الفريق حارساً مخضرماً وخبيراً بالكرة الإنجليزية وهو الأسترالي "مارك شفارزر" حارس فولهام وتشيلسي السابق، وحتى الحارس الثالث بالفريق لا بأس به وهو "بن هامر" حارس ريدينج السابق.. وبالتالي فان ليستر يتمتع بحراسة جيدة يمكن أن تساعده على استكمال المسيرة.

خط الدفاع

يتكون خط دفاع ليستر من لاعبين أصحاب خبرة، فيلعب الألماني "روبرت هوث" والصخرة الجامايكية "ويس مورجان" كقلبي دفاع وعلى يسار الدفاع يتواجد الظهير النمساوي الرائع "كريستيان فوتشس" لاعب شالكة السابق بينما على اليمين يتواجد لاعب نيوكاسل السابق "داني سيمبسون"، وهو أصغر لاعبي خط الدفاع ممن يشاركون بشكل أساسي حيث يبلغ 28 عاماً.

ورغم النتائج الممتازة التي تحققت حتى الآن إلا أن خط دفاع ليستر هو أضعف حلقات الفريق حيث منى مرماه حتى الآن بـ 21 هدف وهو أضعف خطوط الدفاع بين الأندية الـ 13 الأولى، ولولا قدرة الفريق الهجومية والحسم الذي يتمتع به لاعبو الفريق أمام المرمى ما كان الفريق في هذا الوضع الرائع، بسسب هفوات دفاعه.. كما أن الفريق لن يستطيع المضي قدماً ودكة البدلاء يتواجد عليها مداقعون متواضعون من أمثال البولندي "فاشيلافسكي" والسيراليوني "اليكس سيساي".. وبالتالي لو أراد ليستر استكمال مسيرته المُبهرة عليه أولاً النظر لخط دفاعه وتدعيمه في نافذة الانتقال المُقبلة.

خط الوسط

يمتلك الفريق عناصر ممتازة في هذا الخط وهو أهم نقاط قوة الفريق وخصوصاً التجانس الذي يظهر بينهم ويكفي أنهم يمتلكون الموهوب الجزائري "رياض محرز".

ويعتبر اللاعب "نجولو كانتي" والقادم هذا الموسم من فريق "كاين" الفرنسي، هو أهم قطعة في هذا الخط بعد رياض محرز، فاللاعب الفرنسي من أصول مالية يلعب دور كبير في تطبيق خطة 4-1-4-1 التي ينتهجها رانييري، فتجده ينضم لمساعدة اللاعب المجتهد "درينك ووتر" في خط الوسط" وتتحول الخطة لـ 4-2-3-1 عند الدفاع وعند أقدامه تتكسر هجمات المنافسين كيف لا ! وهو أفضل قاطع كرات في الدوريات الخمس الكُبرى بالموسم الماضي كما نجده أول المنطلقين للهجوم وفتح المساحات لزملائه عند حيازة الكرة، ويقدم لاعب أستون فيلا السابق "مارك البرايتون" موسماً جيداً حتى الآن وقد أحرز هدف وصنع 4 كما أنه يقوم بأدوار دفاعية ممتازة عند فقدان الفريق للكرة.. ويمتلك الفريق في هذا الخط بدلاء لا بأس بهم ويقدمون الإضافة إذا ما تتطلب الأمر مثل ناثان داير لاعب سوانزي السابق والمُخضرم جوكان اينلر لاعب نابولي السابق والشاب جيفري شلوب لكن ليستر لو كان جاداً في منافسته على اللقب وأراد أن يستكمل المشوار عليهم تدعيم هذا الخط بلاعب وسط خلّاق يساعد رياض محرز وجناح ولاعب بوكس تو بوكس أفضل من درينك ووتر.

خط الهجوم

لا يختلف هذا الخط عن خط وسط الفريق وهو حتى الآن يقوم بالمهمة على أفضل ما يكون، فيقود هجوم الفريق هداف الدوري "جيمي فاردي" برصيد 14 هدف ويشاركه الهجوم هداف الكرة اليابانية والذي لم يُظهر أفضل ما عنده بعد وهو "شينجي أوكازاكي" والأرجنتيني "ليوناردو اولوا" هداف الفريق في الموسم الماضي، والقادم من صفوف ريجيكا الكرواتي في صفقة قياسية بلغت 10 ملايين باوند لكنه حتى الآن يعاني من صعوبة التأقلم مع الكرة الإنجليزية ولو استعاد اللاعب الكرواتي أفضل مستوياته في الدور الثاني يمكن أن يقدم الإضافة ويفيد الفريق الأزرق كثيراً.. ولكن لو تمكن رانييري أن يضيف لتشكيلة فريقه مهاجم من الصف الأول يخفف الضغط عن جيمي فاردي يمكن وقتها أن يكون ذلك النقطة الفارقة في موسم ليستر.

الخلاصة

المدرب الإيطالي تمكن من صناعة منظومة رائعة لفريق ليستر بفضل مجموعة متجانسة ورائعة من اللاعبين ليصبح فريق "الثعالب" هو الحصان الأسود للمسابقة الإنجليزية والرقم الصعب فيها، وهذه التشكيلة –رغم جودتها- إلا أنها تفتقد للعمق الكافي للظفر ببطولة مرهقة كالبريميرليج، وبالتالي على إدارة ليستر ضخ الأموال ودعم "رانييري" في سوق الانتقالات المقبلة لجلب لاعبين جدد لاستكمال المغامرة المشوِقة التي بدأها الفريق ولم لا تحقيق اللقب في فرصة ربما لن تتكرر مرة أخرى في تاريخ الفريق المغمور.. وقتها فقط يمكن أن نرى ليستر مُحَلِقاً في صدارة الكرة الإنجليزية ليكون "بلاكبيرن" جديد في سماء البريميرليج.

للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا