تعرف على أسباب تراجع ريال مدريد مؤخراً

19:47 30/11/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 بشير الكبيسي

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    منذُ بداية الموسم، كان الجميع " يهلل ويصفق" لريال مدريد بسبب؛ المستويات التي قدمها، وتصدره جدول الترتيب محليًّا وأوروبيًّا، وسلسلة الفريق بعدم تعرضه لأي خسارة، بالإضافة إلى محافظته على نظافة الشباك بفضل تألق الحارس الكوستاريكي كايلور نافاس، لحين السقوط الأول في ملعب "رامون سانشيز بيزخوان"  بنتيجة (3-2) في تاريخ 8 نوفمبر الجاري.

    ورغم خسارة إشبيلية، إلا أنه تغير كل شيء في غضون ال 90 دقيقة التي لُعبت في ملعب السانتياغو برنابيو أمام برشلونة، وما زاد الطين بلّة، تعرض الفريق لخسارة مفجعة، لم تكن في حسبان أكثر المتشائمين من المدريديستا، فغيّرت كل الموازين وقلبت عقارب الساعة، ومهدَّت الطريق إلى من "هب ودب" لانتقاد ريال مدريد، الذي كان بالأمس القريب محل إعجاب جلّ المحللين والمراقبين المختصين بالشأن الرياضي.

    وضمن تداعيات الكلاسيكو، أو لنقل "التراجع الأخير" في مستوى ريال مدريد، كثرت الأحاديث الصحفية الناقدة لفريق المدرب رافائيل بينيتيز، وتعددت الأسباب التي تم طرحها والتي تلخص ذلك التراجع الذي ضّرب الفريق بشكل مفاجئ، وانتشرت الشائعات بشكل كبير الأمر الذي أزم الأجواء المحيطة بالنادي، ما جعل الرئيس فلورنتينو بيريز يخرج في مؤتمرٍ صحفي، جدد فيه الثقة بالمدرب وفنّد كل ما تم تداوله من أخبار أدعت بأن الريال قرر الاستغناء عن بينيتيز.

    وبعيداً عن الصحافة ودهاليزها، لا بد أن نقف على الأسباب التي أدت إلى التراجع المخيف في "نتائج وأداء" الفريق في الآونة الأخيرة، ولعل من أبرز تلك الأسباب؛ الإصابات التي خلخلت صفوف الريال، وخيرُ مثال عن ذلك، دخول جميع لاعبو الفريق إلى العيادة الطبية "سانتياس لا موراليخا" من عدا المدافع الشاب ناتشو فرنانديز، ورغم أن في السنوات الأخيرة لم يعد خافياً على أحد ضعف الكادر الطبي في الفريق، ولكن هناك حقيقة لا مناص منها تؤكد أن الريال عانى كثيراً من غيابات مؤثرة أمثال (كارفاخال، راموس، مارسيلو، بيل، خاميس..) أفقدت الفريق "العمق والقوة" في التشكيلة.

    إلى جانب الغيابات، ونتيجةً للإصابات، ظهر غالبية اللاعبين في المباريات الأخيرة بمستوى بدني ضعيف للغاية، لدرجة أن البعض لم يتمكن من إكمال تسعين دقيقة بنفس الرتم والنسق الذي بدأ فيه المباراة، ولعل أن هذا الأمر يتجلى بشكل واضح في مباريات كال "الديربي" أمام أتلتيكو مدريد وأشبيلية والكلاسيكو أمام برشلونة، فرغم أن الفريق كان خاسراً بنتيجة ثقيلة، إلا أنه لم يتمكن من عمل ال " Reaction " وربما هذا الأمر متعلق بطريقة أو بأخرى في اعتماد بينيتيز على عناصر معينة ولم يطبق نظرية "المداورة" وخاصةً في ظل عودة اللاعبين من إصاباتهم وعدم إكتمال لياقتهم البدنية.

    علاوةً على ذلك، لا يعتبر رافائيل بينيتيز برئيًّا مما حدث لريال مدريد، فهو أيضاً يتحمل جزء من المسؤولية، وتتجسد في بعض الملاحظات في النظام التكتيكي الذي يتبعه، فثمة هفوات لا يمكن السكوت عليها، وجعلها تمرُ مرور الكرام ومنها؛ التحفظ المبالغ فيه وعدم حسم نتيجة اللقاء، وهذا ظهر في عديد المناسبات وخسر الريال بسببه عدة نقاط، أمام ملقا وأشبيلية وكاد أن يقع في نفس الفخ ضدّ شاختار دونيتسك الأوكراني منتصف الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى ذلك عدم التعامل بواقعية مع مجريات اللقاء، ففي مباريات تكون في متناول اليد يدخل في خطة (4-4-2)، في الوقت الذي لعب أمام برشلونة الذي يتميز بجودة خط الوسط بخطة (4-3-3) بدون لاعب ارتكاز يشكل جداراً فاصلاً يحدّ من خطورة الخصم، الأمر الذي كشف الخطوط الخلفية للفريق في الكلاسيكو، وفاتورة هذا الخطأ، رباعية مؤلمة.

    وليس هذا فقط وحسب، بل هناك أمور قام بها بينيتيز لا تغتفر، ذات صلة بالاختيار الغير المبرر لبعض الأسماء على حساب أخرى، ومثال ذلك؛ الاعتماد على الظهير الأيمن دانيلو بدلاً من كارفاخال، رغم الهفوات القاتلة التي أرتكبها الأول (دانيلو) أمام أشبيلية في المواجهة التي خسرها المرينغي بنتيجة (3-1)، وأيضاً اختفاء كل من إيسكو وكاسميرو عن التشكيلة الأساسية، فالأول قدم مستويات كبيرة منذ انطلاقة الموسم الكروي، وترك بصمة واضحة، افتقدها الريال في المباريات الأخيرة (الربط بين خط الوسط والهجوم، إلى جانب التضحيات التي يقدمها في عملية مساندة الأطراف)، أما الثاني فذكّرنا للوهلة الأولى بالمايسترو تشابي ألونسو، وخاصةً في عملية إجادته لهذا الدور المعقد، وقدم مباراة ستبقى عالقة في الأذهان أمام أتلتيكو مدريد.

    وأيضاً، افتقد بينيتيز على عكس المدرب الأسبق لريال مدريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، إلى حسن العلاقة مع القامات الكبيرة وذات الثقل الكبير في غرفة خلع الملابس، أمثال سيرجو راموس، وكريستيانو رونالدو، وهذا بدا واضحاً من خلال التصريحات التي يدليها اللاعبيّن والتي توضح  ضعف الترابط والتواصل بين الطرفين، فيُعاب على بينيتيز وطاقمه الفني بأنه لم يستطع احتواء كمية النجوم الهائلة في الريال، ما أثر سلباً على مردود الفريق بالمحصلة.

    كما أنَّ من الأسباب المهمة التي ساهمت في تراجع المرينغي، غياب "صاروخ ماديرا" عن المستوى والتوهج المعتادين، والأرقام التهديفية بعد مرور 13 جولة من عمر الليغا الإسبانية تشير إلى الآن أن كريستيانو رونالدو ليس على ما يرام، فثمة أشياء ليس بمكانها، ولو تجنبنا الحديث عن الأسباب النفسية التي تقف وراء تذبذب مستوى الدون، وتوتر العلاقة مع بيريز، هناك سبب مهم، يتجلى بافتقاده لضلعي البي بي سي "بيل وبنزيما" وخاصةً الفرنسي الذي انشغل في الآونة الأخيرة بقضية ابتزاز فالبوينا، ولكنه يعتبر أفضل صانع ألعاب بالنسبة للفتى البرتغالي، الذي سبق له أن توج بثلاث كرات ذهبية من قبل.

    خلاصة القول، ريال مدريد عانى في الآونة الأخيرة بشكل واضح، نتيجةً لأسباب تم التطرق إليها ويتحمل مسؤوليتها الجميع دون استثناء، وأولى خطوات التحسن والحل، تبدأ من تفادي الأخطاء التي تم الوقوع فيها، وهذا لا يتم إلا بتقارب في وجهات النظر من الضروري أن يحدث بين اللاعبين والمدرب، فبالنهاية كرة القدم لعبة جماعية، وشريطه النجاح فيها تمر من خلال تعاون الجميع مع الجميع، ومن ثمَّ انتظار المستويات والنتائج المرجوة، في ظل كوكبة النجوم الكبيرة التي يمتلكها الريال لا يوجد شيء مستحيل، فدعونا نتأمل..

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    كلمات مفتاحية