رحلة في عقلية المدربين

20:38 24/07/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 محمد بن حداد

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    غالبا ما ترتبط مهنة التدريب بالنتائج السلبية بحيث يعتبر المدرب كبش الفداء الذي يضحى به في حال الهزائم وعدم التتويج، وعلى العكس من ذلك يتناسى الجميع عمله في حال الانتصار والوصول للقمة فينسب ذلك لمهارات اللاعبين.

    واقع وإن مازالت بعض آثاره قائمة إلا أن هناك بعضا من المدربين المعاصرين استطاعوا من تغييره كالثائر "مورينيو" والأنيق "غوارديولا" والعنيد "سيميوني".

    وعلى هذا الأساس بدأ ينشغل الكثير من متتبعي الكرة في العالم وفي الأوساط الصحفية والرياضية عن مدى تأثير شخصية مدرب دون غيره، وعن مدى نجاح البعض دون الآخر، ولماذا يثير بعضهم ضجة أينما رحل وارتحل بينما هناك من يأتي ويرحل في صمت، وقد تمتد التساؤلات لتصل إلى اختلافهم في كيفية تعاملهم مع النجوم واحتوائهم.

    وبناءا على ما سبق من تساؤلات مثيرة يتضح من دون شك أن ذلك يرجع بالأساس لنوعية شخصية المدرب، وعليه سنحاول التركيز في مقالنا هذا على خصائص المدربين من عدة جوانب كروية وتكتيكية وشخصية طالما أن المدرب هو الأداة الرئيسية في تكوين المجموعة والفريق بالإضافة لتكتيك المباريات ومسألة التنظيم فوق الملعب.

    إن أغلب الدراسات التي أقيمت في مسألة مدى شعبية ونجاح المدربين أشارت إلى أن ذلك يعود بالدرجة الأولى لامتلاكهم مجموعة من الخصائص والمؤهلات تتمثل في :

    1- مجموعة خصائص مكتسبة تتمثل في تلك الخبرات التي يكتسبها المدرب مع العمل والاحتكاك مع زملائه في المهنة من خلال المنافسة ولعب المباريات وحتى في التدريبات، وأيضا من خلال التعايش مع فترات الانتصارات والانتكاسات، كل ذلك التراكم من شأنه أن يطور من شخصية المدرب وينميها، فتؤثر من دون شك في نجاحات المدرب ومسيرته.

    2- مجموعة خصائص أخرى غير مكتسبة تولد مع الشخص مثل روح القيادة والكاريزما التي من شأنها أن تميز مدرب عن آخر، وبالتالي في مسيرتهم ونجاحاتهم.

    إن التقسيم السابق يقودنا إلى التعمق في أهم الصفات المؤثرة وهي:

    الكاريزما: كلمة من أصل يوناني، يقصد بها كل شخصية قادرة على إقناع الآخرين وقيادتهم بطريقة غير طبيعية.

    وبما أن كرة القدم لعبة جماعية يستوجب من المدرب أن يتمتع بكاريزما تمكنه من إقناع لاعبيه وقيادتهم في ظل التنوع الذي يميز فرق كرة القدم اليوم والتي أصحت تضم في صفوفها شتى الأعراق والديانات والأصول، وعلاوة على ذلك فإن المدرب يتعامل أيضا مع إدارته وعليه فإنه يسعى لإقناعهم بطريقته في العمل وضمان عدم تدخل أحد في اختياراته واستراتجياته.

    ومن هذا المنطلق يمكن القول أنه من خلال واقع معايشتنا وتتبعنا لمختلف المدربين أنهم يتميزون بتنوع في الكاريزما الخاصة بهم، فنجد:

    المدرب المثالي الهادئ الذي يستطيع أن يواجه كل التحديات من دون توتر أو خلاف، شخصية قد تجد الكثير من المحبين والأنصار، لكن هذا النوع من المدربين قد يكون من السهل خضوعهم للإدارة، وبالتالي قد يؤثر ذلك على مسيرتهم.  

    وهناك المدرب البرجوازي الأنيق الذي يهتم بمظهره كثيرا، فيحرص دائما على أن يكون شخصية غير قابلة المساس، وقد يرجع ذلك لكونه كان نجما سابقا لما كان لاعبا في أغلب الأحيان، شخصية كثيرا ما تفقد الفريق تماسكه ونظامه مما يجعلها لا تعمر طويلا في الفرق التي تمر بها.

    كما يمكن الحديث عن المدرب الكادح العملي، والذي يؤمن كثيرا بالعمل الدءوب وبالمقابل يكفر بالنجوم فيحبذ العمل مع الفرق المتوسطة والصغيرة التي تملك الشباب واللاعبين المغمورين، وبالتالي يقتصر عمله مع الوقت على التكوين.

    وأخيرا المدرب الحماسي المتفجر، والذي يجعل كل من تحت قيادته بمن فيهم الإدارة مطيعين له بشكل تام بطريقة أشبه بالديكتاتور، شخصية ناجحة تحرز الألقاب لكن من الصعب استمرارها طويلا في فريق معين.  

    إن المدرب يبقى في الأخير إنسانا يتأثر بشخصيته التي تلقي بظلالها من دون شك على عمله المهني، ومهما تنوعت كاريزما المدرب فإنه يمكن لأي منهم أن ينجح بعض الوقت، لكن لا يمكن محو قانون الطبيعة الذي يعتمد على الأقوى.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا