هل مورينيو مدرب دفاعي حقاً؟!

أحياناً يقف عالم الأرقام مناقضاً لعالم واقع كرة القدم، مثلاً تجد أن أحد اللاعبين مميز جداً في إحدى المباريات لكن عندما تحاول البحث عن ما قام به بالأرقام تجد أنه متواضع جداً، مثلما حصل مع إيسكو في مواجهة برشلونة.. وربما يحدث العكس، لاعب سيء لكن الأرقام تظهره بصورة النجم الجيد.

هذه الأمور قد تحصل في مباراة، أو بعض الدقائق، أو ربما في بضعة جولات من الموسم، لكن من الصعب حدوثها عام تلو الآخر، لكن مع جوزيه مورينيو كل شيء يصبح ممكنناً.

لطالما تحدثت وسائل الاعلام عن المدرب المتحفظ دفاعياً "جوزيه مورينيو" الحقائق تكمن دائماً في ميل مورينيو لإغلاق مناطقه في الخط الخلفي وحماية مرماه من تلقي ضربات المنافسين بشكل أكبر من أهمية التقدم للأمام والمبادرة في الهجوم على مرمى المنافس.

لكن لو أمعنا أكثر في مشوار جوزيه نجد أنه مدرب واقعي ومنطقي للغاية، فهو على استعداد أن يدافع معظم فترات المباراة أمام فريق يمتلك قوة هجومية كبيرة، مثلما يكون على استعداد لمباغتة مرماه كلما سنحت له الفرصة في ذلك، كما أنه يكون متأهب للإجهاز على أي خصم لا يتمتع بالقوة الكبيرة دفاعياً أو حتى هجومياً.

واقعية مورينيو نكتشفها من الأرقام التي يحققها فريقه، تشلسي خلال الموسم الحالي يعد أقوى فرق الدوري الإنجليزي الممتاز هجومياً بعد تسجيل لاعبيه 28 هدف خلال 11 جولة، بينما تقف الأندية التي تنتهج أسلوب هجومي من أمثال مانشستر سيتي وأرسنال في موضع المتفرج بتسجيلهم 22 هدف و19 هدف على التوالي! في المقابل لا نجد أن فريق مورينيو الأقوى دفاعاً في إنجلترا.

هذه ليست المرة الأولى التي يمتلك فيها مورينيو أقوى هجوم في إنجلترا، موسم 2005-2006 تصدر خلاله البلوز قائمة أقوى الفرق الهجومية، كما احتل الترتيب الثاني في الموسم الذي سبق ذلك والذي تلى ذلك أيضاً.

مع ريال مدريد صنع جوزيه حكاية أخرى من الرعب الهجومي، كيف لا وفريقه موسم 2011-2012 حطم الرقم القياسي كأكثر من سجل في الدوري الاسباني خلال موسم واحد وبرصيد 121 هدف، كما سجل في الموسم التالي 103 هدف خلف برشلونة، أما موسم 2010-2011 فتفوق فيه على الفريق الأسطوري من برشلونة والذي سجل 95 هدف بالدوري مقابل 103 لريال مورينيو!

مورينيو أيضاً احتل صدارة أقوى فرق الدوري الإيطالي هجومياً لمدة موسمين متتاليين مع إنتر ميلان، هذه المعادلة تقودنا إلى أنه خلال عشر مواسم خاضها جوزيه في بطولات إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا استطاع في ستة منها أن يتوج مع فرقه بجائزة أقوى هجوم.

بعد كل هذه الاحصاءات المرعبة هجومياً، هل نستطيع حقاً القول أن مورينيو مدرب دفاعي؟ أم أنه واقعي ومباشر؟!