ليونيل ميسي - كريستانو رونالدو

مجددا يستفيد رونالدو من أخطاء الآخرين والهدايا التحكيمية ويسجل الهاترك تلو الآخر بمساعدة ركلات الجزاء، بعضها مستحق بمجهوده الخاص وبعضها من مجهود الآخرين وأخرى سوء تقدير من الحكم صب لصالحه وصالح رصيده التهديفي وأرقامه القياسية.

وباقي أهدافه إن لم تكن ضربات جزاء فهي من لمسة واحدة داخل المنطقة بدون ذلك المجهود الخارق حيث يراوغ ثلاثة لاعبين أو خمسة ويخترق كل السدود الدفاعية ويفاجئ الجميع بهدف من حيث لا يحتسبون.

كلمات اعتاد كارهو الدون وريال مدريد ترديدها، في حين عند تسجيل محبوبهم ميسي فهو المنقذ العبقري الذي لم يشهد التاريخ لاعباً مثله، سواء كان هدفه عادي أم خارق، على نادي كبير أم مغمور، من ركلة جزاء أو من خارج المنطقة. ليرد عليهم أنصار البرتغالي بالتساؤل؛ ماذا عن ميسي، الذي تتعثر ماكينته التهديفية كلما حط أقدامه في ايطاليا؟

اسطوانة اعتادت عليها الجماهير، وتنعكس المبادئ حسب الحاجة، فكل أهداف ميسي من مساعدة زملائه وبالحظ بنظر مشجعي الميرنغي، وكل أهداف رونالدو غير حاسمة سهله ومن ضربات جزاء بنظر عشاق البلوغرانا، لكن بنظر أي مشجع حيادي لا يميل لأي من الناديين، تكون أقصى أمنياته أن يضم ناديه المفضل لاعباً مشابه لهذا الثنائي، لاعب تواجده يبعثر كل خطط الخصوم، يضمن لك تحويل 91% من ركلات الجزاء لأهداف، ويتمركز في منطقة الجزاء بطريقة صحيحة ليحول كل الفرص السهلة منها والصعبة لأهداف ويصنع ممن حوله صانعي ألعاب مميزين، ولا بأس من أن “ينصب خيمة في المنطقة” إذا كان هذا يعني تسجيله هدف وأكثر في كل مباراة أو حتى ثلاثيات ورباعيات من حين لآخر، ولا يبخل على زملائه بالتمريرات الذكية بجانب معدله التهديفي الخارق الذي يتجاوز الخمسين هدفاً في كل موسم! ويحافظ على ثبات مستواه بعض النظر عن تراجع مستوى فريقه أو ارتفاعه، ليكون هو الحقيقة التي يؤمن بها مشجعوه في كل الظروف، وفي كل عام مع توقع تراجع مستواه مع تقدمه بالسن، تراه يتسلح بالخبرة والنضوج ليتطور ويتألق بدل أن يتراجع كما يتمنى أعداؤه!

لو كان مايفعله هذا الثنائي سهلاً؛ لرأينا في كل فريق كبير نجماً مشابهاً، بل لرأينا مالكين متنوعين للحذاء الذهبي ولقب هداف دوري الأبطال في المواسم الأخيرة غير صاروخ ماديرا وبرغوث روزاريو، ولكن ربما لن يحتمل التاريخ تواجد أكثر من ثنائي بهذه الجودة في نفس العصر، وربما تواجد الثنائي ضروري لاستمرار الحافز لكل طرف، ولا يتبق للمشجعين سوى تمجيد لاعبهم المفضل واختراع الحجج لمهاجمة لاعب الغريم، فالإعتراف بقوة الآخر لن يكون سهلاً إلا عند الإرتياح في القمة.

تابع الكاتبة على الفيسبوك: