هناك أمر واحد يجب على ريال مدريد فعله لإنهاء سلسلة النتائج السلبية التي حققها ضد جاره وغريمه أتلتيكو مدريد ألا وهو: العمل بجدية أكبر.
على الرغم من أن تشكيلة أتلتيكو مدريد تملك العديد من اللاعبين الموهبين من أمثال أنطوان غريزمان وأردا توران وكوكي، لكن تبقى تشكيلة ريال مدريد الأساسية والاحتياطية تحتوي على أفضل المواهب في عالم كرة القدم.
عندما واجه ريال مدريد غريمه أتلتيكو في المباريات الماضية، خصوصاً في فبراير (شباط) الماضي، كان الفريق يعول على فارق الامكانات الفردية الذي يصب في صالحه، بالإضافة إلى فارق المواجهات المباشرة تاريخياً.
لم يقل لاعبوا ومدرب ريال مدريد ذلك علناً حتى لا يعتبر الأمر تقليلاً من احترام أتلتيكو مدريد، لكن لا يوجد شك بأنهم موقنون في حال كان للمهارة الفردية والفنية تأثير على النتائج فإنهم سيتفوقون بسهولة على الروخي بلانكوس.
ريال مدريد خاض جميع مباريات الديربي من هذا المنطلق، حيث حاول تحويل المباريات إلى معركة فنية ومهارية بشكل أكبر من المعركة البدنية.
لكن المشكلة أن أتلتيكو مدريد لم يسمح لهم إطلاقاً في فعل ذلك. رجال المدرب سيميوني جعلوا المباراة شاقة على ريال مدريد وخاضوا معهم صراع بدني كبير، ولم يمنحوهم فرصة التفكير أو التقاط أنفاسهم في أي لحظة.
في الحقيقة هذا أسلوب أتلتيكو مدريد في اللعب في جميع مبارياته، لذلك يعد أصعب فريق ممكن أن تواجهه الفرق الكبرى، حيث أنه اذا أردت التفوق عليهم فسوف تكون بحاجة إلى مجاراتهم بالعمل الجماعي والبدني، إن لم تفعل ذلك فسوف تخسر المباراة. ريال مدريد يجب أن يتخلى عن اعتقاده بأن جودة اللاعبين قادرة على منحه الانتصار ضد اتلتيكو في حال وصلوا إلى قمة تألقهم خلال المباراة.
إقرأ أيضاً: تحليل سريع لنتائج قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا
وإقرأ أيضاً: ريال مدريد يرفع شعار "فعلناها سابقاً يا برشلونة"
ضد أتلتيكو مدريد إن لم تلعب مباراة رجولية فلن تنفعك موهبة لاعبيك. ريال مدريد يجب عليه أن يتخذ برشلونة مثالاً على ذلك عندما اتسم أدائه ضد أتلتيكو في الدوري الاسباني بالسرعة والحماس والقتال فاستطاع تحقيق الانتصار لأول مرة منذ ست مباريات جمعته مع الروخي بلانكوس.
برشلونة بدل عقلية "نحن أفضل منهم" ومارس ضغط على لاعبي أتلتيكو مدريد، نجوم البرسا قاتلوا وكافحوا وجروا كثيراً على أرض الملعب وخاضوا تحديات فردية بدنية مما مكنهم من تحقيق الانتصار بنتيجة 3-1.
هذا ما يجب على ريال مدريد مراعاته الشهر المقبل، الأمر لا يتعلق بالمهارة إنما بالقتال والحماس والكثافة العددية على أرض الملعب.
