برشلونة يحتفل بهدف راكيتيتش في مرمى مانشستر سيتي

لم نشاهد مباراة اليوم، ما شاهدناه فريق سريع، مهاري، يعرف ماذا يريد وكيف يحقق ما يريده يواجه مجموعة أفراد يقدمون مستوى أقل من المتوسط ولا يمكن اعتباره بأي من الحال فريق كبير. برشلونة القوي ضد وهم مانشستر سيتي.

انتصار يستحقه برشلونة وعبور لربع النهائي عن جدارة، الفريق الكاتالوني أظهر مدى قوته مجدداً وكان قريب من تحقيق انتصار تاريخي وعريض للغاية لولا تألق حارس المرمى جو هارت.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل برشلونة قوي جداً أم مانشستر سيتي ضعيف؟ في الحقيقة كلا المفهومين صحيح، وفي ما يلي البرهان على ذلك:-

1- برشلونة أصبح فريق سريع جداً مستغلاً توغل ميسي من الجناح الأيمن نحو العمق ثم التمرير للزميل المتواجد في موقع مناسب، أو وضع الكرة بسرعة بين أقدام سواريز ونيمار اللذان اعتادا على التواجد في مساحات شاغرة عجز دفاع السيتي عن اغلاقها. البرسا لم يعد يكترث دائماً بدقة التمريرة بقدر اكتراثه بنجاعة الخطة، فأن يصيب في كرة واحدة مباشرة وطويلة للمهاجم المتواجد في مساحة شاغرة يعني أن هناك فرصة هدف محقق ستجلب للفريق انتصار سهل.

هارت يتألق في التصدي لإنفراد ميسي

2- الاعتماد على ليونيل ميسي شبه كلي في خط برشلونة الجديدة حتى وإن لاقى المساندة من سواريز ونيمار، النجم الأرجنتيني يتواجد بشكل بعيد عن متناول تكتل دفاع المنافس ثم ينطلق متوغلاً فيما بينهم، خلال هذه الأثناء يتحرك زميله في الطرف البعيد من منطقة الجزاء خلف دفاع الخصم، ليونيل في حينها يرسل كرة ساقطة خلف المدافعين لتصل إلى زميله في موقع مناسب للتسجيل، أو إرسال كرة عرضية أرضية أخرى لنيمار أو سواريز أو حتى ميسي نفسه.

هذه الآلية تكررت أكثر من ست أو سبع مرات ضد السيتي وتكررت في العديد من المباريات السابقة لتصبح طريقة لعب برشلونة الجديدة، أو بالأحرى أحد أهم وسائله لتسجيل الأهداف.

3- في الجانب الدفاعي برشلونة كان يعرف ماذا يريد أيضاً، البرسا أصبح يعرف كيف يتواجد في الخلف بتسع لاعبين من أجل منع الخصم من تناقل الكرة بأريحية. كما أن نيمار وميسي يقدمان مساندة دفاعية واضحة على الأطراف. هذا الأسلوب المتطور تكتيكياً يهدف في ظاهره لتأمين مرمى شتيجن، بينما يهدف في باطنه إلى سحب لاعبي الخصم ثم شن الهجمة السريعة المطلوبة عبر التمريرة المباشرة أو انطلاقات ميسي. أي أنه أسلوب هجومي ودفاعي في آن واحد.

إقرأ أيضاً: برشلونة يكرر فوزه على السيتي ويصعد لربع النهائي

سواريز وكومباني يتصارعان على الكرة

شاهد الصور: برشلونة يجبر الستي على توديع دوري الأبطال من الباب الضيق

4- إذا كان برشلونة بهذا الفكر والتكتيك المرن والمنضبط، هل نستطيع القول أن السيتي معذور؟ الجواب بكل تأكيد لا، برشلونة مرن وسريع ومهاري لكن أسلوبه مكشوف أيضاً، مالقا عندما واجه برشلونة كان يعي جميع ما ذكرته سابقاً لذلك عرف كيف يغلق المساحات في الزاوية البعيدة لنظر ميسي مما جعله يحقق الفوز.

ما افتقر له السيتي اليوم هو التنظيم، عندما ينطلق ميسي بالكرة وسط أكثر من مدافع فهذا يعني أن الظهير على الطرف البعيد سوف يقترب من قلبي الدفاع لإغلاق المساحة، هذا بالضبط ما يستغله البرسا خلال الأيام الحالية، ما فعله مالقا ولم يفعله السيتي هو متابعة جناح خط الوسط للقادم من خلف الظهير بحيث يبقى كظله في عملية الانطلاق ويعمل على اغلاق المساحة الشاغرة.

5- ليست هذه مشكلة السيتي فقط، المشاكل عديدة ولا يسعنا ذكرها، الفريق يفتقر للروح ويفتقر لشخصية الكبار، انهزامي لا يستطيع استغلال أن خصمه توقف عن اللعب من أجل اراحة نفسه للكلاسيكو، يفتقر مدربه للحلول ولا يستطيع احداث أي تغيير على النهج التكتيكي، بطيء في تمرير الكرة وبطيء في التحضير وبطيء في الانتقال من الدفاع للهجوم. باختصار السيتي فريق من الأشباح وبرشلونة فريق متطور ومنظم.