أجمعت جميع الآراء على ان بايرن ميونخ هو الأقوى على المستوى المحلي والأوروبي، واتفق المحللين وعشاق الساحرة المستديرة على ذلك، فبعد الثلاثية الموسم المنصرم وبعد تولي الإدارة الفنية للفيلسوف جوارديولا اصبح البافاري نادي لا يقهر حسب ظن الكثير.

المسألة لا تكمن بترشح البافاري لحصد ثلاثية اخرى فهذا طبيعي لما يملكه من اسلحة مثل ثلاثية الموسم الماضي والمدرب جوارديولا وحسمهم للبوندسليجا في الجولة 27، لكن القضية هي ان البعض يرى هذا الأمر مسالة وقت فقط لتتويج البايرن بجميع الألقاب!

ماذا لو وضعنا موسم البايرن تحت المجهر وراجعنا بعض الحقائق، فهل سنخرج بنفس النتيجة؟

اولاً: الدوري الألماني ضعيف جداً والدليل على هذا نتائج انديته اوروبياً، فشالكه سُحِق من الريال ذهاباً وإياباً، وحصل ذات الأمر مع بوروسيا دورتموند ذهاباً ضد الريال وإن عاد في الإياب بنتيجة جيدة لكنه بالمجمل العام مستواه متذبذب طوال الموسم، ولا ننسى بأن بايرن ليفركوزن خسر بمجموع اللقائين بدور الـ16 من باريس سان جيرمان 6-1. نحن نتكلم هنا عن كبار المانيا!!

الأمر لا يقتصر على بطولة دوري الأبطال فحسب لأن القضية تمتد نحو الدوري الأوروبي، فلا يوجد اي نادي ألماني في دور الثمانية من البطولة أو حتى دور الستة عشر.

كل النقاط السابقة تؤكد ضعف واضح للأندية الألمانية، وهذا اعطى البافاري فرصة كبيرة لفرض هيمنته على المانيا دون عناء يذكر، فلو كان أي فريق كبير في مكان البايرن فربما نشاهد نتائج قريبة للتي حققها البافاري.

ثانياً: البايرن اخفق اوروبياً هذا الموسم بالعديد من اللقاءات، فانهزم من السيتي في معقله اليانز ارينا، وأيضا تعادل مع آرسنال على نفس الملعب كما تعادل مع مانشستر يونايتد في مسرح الأحلام أولدترافورد، ورغم ان النتيجة تعتبر جيدة للبافاري لكن الأوضاع التي يمر بها اليونايتد تجعل نتيجة التعادل تبدو سيئة.

وإن عدنا بالذاكرة لكأس السوبر الاوروبي لوجدنا ان بايرن خطف اللقب من تشلسي بمعجزة وبشهادة الجميع ان البلوز هم من استحقوا اللقب حينها. بالإضافة للخسارة بنتيجة قاسية أمام بوروسيا دورتموند في كأس السوبر عندما كانت صفوف الفريقين مكتملة.

ثالثاً: لا نجد في تشكيلة جوارديولا لاعب لا يمكن السيطرة عليه، أعلم ان معظم لاعبي بايرن هم من الصف الأول في اوروبا لكن انا اتحدث عن الموهبة الاستثنائية مثل ميسي او رونالدو او سواريز القادر على حسم اي مواجهة لوحده.

ميسي ورونالدو حسما العديد من المواجهات لريال مدريد وبرشلونة عندما كانت الصعاب تشتد على الفريقين، بينما نجد أنه من الصعب على ريبيري أو روبن او كروس أو غوتزه فعل ذات الشيء.

رابعاً: اصبحت إستراتيجية جوارديولا في اللعب مكشوفة لدى الجميع، فإتباع اسلوب الحفاظ على الكرة وحرم المنافس منها لم يعد ذاك الشيء العجيب كما شاهدناه مع برشلونة لأول مرة.

فالمدربين المحنكين امثال سيميوني وانشيلوتي ومورينيو يعرفوا تماماً كيف يواجهوا هذه الفلسفة، ومورينيو فعلها بالفعل في لقاء كأس السوبر الأوروبي، وفي مواجهات الكلاسيكو الأخيرة بين المدربين، لذلك نشعر أن جوراديولا كلما واجه مدرب كبير يفتقد للحلول.

جميع النقاط السابقة تقودنا الى ان البايرن فريق قوي جدا ومرشح للظفر بالثلاثية مرة أخرى، لكنه ليس برشلونة 2009 أو ميلان 1989 و1990 ولم يصل بعد لهذا المستوى.

عذراً بايرن فأنت لست مرعب، وعذرا جوارديولا فالبايرن ليس برشلونة 2009-20011، وشكراً هاينكس لما صنعته.