كلمة فشل مؤلمة دوماً وصعبة ومحبطة وظالمة نسبياً لكنها تبقى الكلمة الأقرب التي تصف الطريقة التي تعمل بها ادارة برشلونة في الوقت الحالي، منذ رحيل خوان لابورتا والأوضاع في النادي تزداد سوءَ وتسير نحو الهاوية وربما لن ترى النور في الموسم المقبل.

لست أدعو جماهير البلاوجرانا للتشاؤم والإحباط إنما وببساطة لم أعد أثق في قرارات مجلس الإدارة الحالي ولا في اختياراته، النادي في الفترة الماضية شهد العديد من المحطات التي أكدت ضياع بوصلة برشلونة وسنستعرض أهمها

1- خلق صراع وعداء مع الأب الروحي وصانع المجد يوهان كرويف، الأمر ذكرني بما حصل بين فلورنتينو بيريز وديل بوسكي عام 2003 وما تلاه من تخبط في سياسة ريال مدريد منذ ذلك الحين، وإن كان ما يحصل بين كرويف والبرسا أعمق وأشد خطورة.

يوهان هو من أسس برشلونة الحديث وصنع مجد التسعينات الأوروبي ثم ساهم في مجد رايكارد وبعده جوارديولا، حقيقة لا مناص منها تفيد أن البرسا لم يعي طريق المجد إلا عن طريق كرويف، لا أقول أن النادي لا يمكنه النجاح بدون الهولندي لأن الحياة لا تقف عند شخص واحد، ما أقوله أن شخص ناجح بمواصفات كرويف لا يوجد أي مبرر لإقصائه واستبعاده من منظومة العمل.

2- التخلي عن مدرب ناجح وعدم اقناعه بالبقاء وتلبية مطالبه مهما كلف الأمر، ربما لو استمر جوارديولا مع برشلونة لازدادت الأمور سوءً وربما أصبحت أفضل، لا نعلم ما كان سيحصل في حينها لكن ما نعلمه جيداً أن الموافقة على رحيل رجل حقق كم هائل من البطولات وأدى موسم أخير ناجح أيضاً يعد قرار غير منطقي ولا يمكن تبريره.

3- فتح قضايا فساد بدون أدلة تخص الرئيس السابق لابورتا (لم يثبت صحتها) فور نيل كرسي الرئاسة وتشويه صورة النادي إعلامياً، هذه القضية فتحت الأعين على برشلونة ووضعته على أول خطوات التفكك ادارياً.

4- التورط في قضايا فساد متشعبة ورفض الانصياع لقوانين الفيفا الأخلاقية بحقوق اللاعبين القصر، الإدارة تصر على أن كل ما يحاك ضدها مؤامرة كونية لكنها فشلت حتى هذه اللحظة في الرد على أي من التهم الموجهة لها.

5- الأهم من كل ما سبق هو التخطيط السيء جداً لمستقبل الفريق الأول في لعبة كرة القدم، برشلونة منذ عام 2012 أو قبلها وتظهر حاجته الماسة للتعاقد مع قلب دفاع لكن في كل عام كانت الادارة تصر على المماطلة حتى وضعت نفسها في مأزق عظيم.

برشلونة مضطر الآن لتغير جلده وبيع العديد من النجوم الذين انخفض مستواهم بمختلف المراكز ثم استقطاب نجوم جدد في أماكنهم وفي هذا الأمر دلالة واضحة على تخبط اداري مخزي، عملية الاحلال والتبديل تتم تدريجياً وليس دفعة واحدة، البرسا الآن لن يستطيع التخلي عن العديد من النجوم السيئين لأنه ببساطة لن يستطيع تعويضهم جميعاً!

نقطة أخرى تدل على التخطيط السيء وسوء ادارة الفريق الأول، الشاب الصغير نيمار يقال أنه ينال راتب ضخم جداً يتفوق به على جميع لاعبي برشلونة وهذه نقطة سوداء بإمكانها عرقلة نجاح أي مؤسسة في شتى مجالات الحياة.

 
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك من هنا