حراس مرمى بالوراثة.. “موهوبين أم مفروضين” ؟

أحمد عمارة 12:57 14/09/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • دائماً ما يحلم الأب بالبلدان العربية والمجتمعات الشرقية بأن يسلك أبنائه المجال ذاته الذي يعمل به، فمنهم من يسعى ليُكمل أنجاله مسلسل نجاحه وتفوقه في مجال ما فيسلمهم الراية أملاً في السير على نهجه ومواصلة صيت إسمه وتاريخه رغبةً في الاستماع للاشادة به من الجميع بأمثال شعبية ومقولات شهيرة جرت عليها العادة في مصر كـ” ابن الوز عوام” و”هذا الشبل من ذاك الأسد”، ومنهم من فشل في الوصول إلى قمة النجاح فيمني النفس بأن يحقق أنجاله ما فشل فيه واستعصى عليه تحقيقه ومشاهدة أولاده يترجمون أحلامه على أرض الواقع.

    مركز حراسة المرمى في لعبة كرة القدم هو واحد من أكثر المراكز الحساسة داخل المستطيل الأخضر، فربما تُغتفر أخطاء العشرة لاعبين لفريق ما من قبل جماهيره وأنصاره ولكن يبقى خطأ حارس العرين بمثابة الكارثة التي تبخر أحلام وأمال الفريق وتبقى عالقة في أذهان عشاق اللعبة باستمرار.

    وعلى مستوى الكرة المصرية وجهت عدة انتقادات لاذعة من قبل بعض الجماهير لدفع المدربين والأجهزة الفنية في تشكيلاتهم بحراس مرمى من أبناء كبار هذا المركز باللعبة في مصر بداعي “الواسطة” والمجاملة لأبائهم، حيث أشعلت صورة نشرها شريف اكرامي حارس الأهلي  بصحبة نجلي أحمد شوبير وطارق سليمان داخل أرضية ملعب التتش، عبر حسابه الشخصي بتويتر، مؤخراً غضب البعض، في الوقت الذي أيد عدد اّخر تواجد أبناء حراس مرمى على الساحة الرياضية طالما يمتلكون الموهبة والقدرة على اثبات الذات والجدارة باللعب وحراسة عرين الأندية والمنتخبات.

    البداية كانت بتقديم وحش أفريقيا إكرامي الشحات، أحد أشهر حراس النادي الأهلي ومنتخب مصر عبر التاريخ، بنجليه أحمد وشريف، حيث انضم الراحل أحمد إكرامي الذي وافته المنية في الرابع من فبراير لعام 2006 عن عمر يناهز 25 عاماً، لقطاع الأشبال بالنادي الأهلي وهو في الثامنة من عمره، والتحق بالمنتخبات الوطنية تحت السن حتى اعتزاله اللعبة في عام 2001 بعد اصابة بالغة في الكتف خلال احدى مباراة لفريقه الترسانة، بينما انضم شريف اكرامي لفريق الناشئين بالنادي الأحمر قبل أن يخوض تجربتين احترافيتين بفينورد الهولندي وأنفرة التركي ومنه إلى الجونة ثم العودة لحراسة عرين النادي الأهلي، وكان شريف ضمن القائمة التي خاضت مونديال 2018 مع منتخب مصر الأول، ويعد شريف اكرامي من أكثر الذين تعرضوا للانتقادات خلال المواسم الأخيرة بداعي مجاملته على حساب بعض الحراس الأكفاء.

    ويتواجد أحمد عادل عبدالمنعم في حراسة مرمى النادي الأهلي لعدة مواسم سابقة، وهو نجل حارس المصري البورسعيدي في الثمانينات، الراحل عادل عبدالمنعم، قبل أن ينتقل لصفوف مصر للمقاصة  في الموسم الماضي 2017.

    وقرر طارق سليمان، مدرب حراس الأهلي السابق، تصعيد مصطفى شوبير الشهير بـ”أوفا” نجل أحمد شوبير حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر وحامي عرين الفراعنة بمونديال 90، وذلك مع نهاية الموسم الماضي، حيث شن البعض من جماهير الكرة المصرية حملة هجوم شرس على الاعتماد على خدمات “أوفا” بصفوف منتخب مصر للناشئين، خاصةً عقب خسارة الفراعنة الصغار في مباراة شهيرة أمام نظيرهم الاثيوبي بثلاثية ووداعهم لتصفيات أمم أفريقيا.

    أحمد طارق سليمان هو واحد من حراس منتخب مصر للشباب مواليد 2000 بصحبة مصطفى شوبير، حيث يلعب بفريق النادي الأهلي بقطاع الشباب وهو نجل طارق سليمان حارس مرمى الأهلي السابق في منتصف الثمانينات وبداية التسعينات والمدرب السابق لحراس مرمى الفريق الأول بالنادي الأحمر.

    أحمد الشناوي حارس الزمالك السابق ومنتخب مصر، والحارس الحالي لفريق نادي بيراميدز، هو وحاد أيضاً من أبناء الحراس بالكرة المصرية، حيث لعب ناصر الشناوي لفترة طويلة لصفوف المريخ البورسعيدي، وسار أحمد على نهجه بالظهور ضمن صفوف فريق المصري البورسعيدي قبل الانتقال للزمالك ومنه لبيراميدز في الصيف الماضي.

    ويلعب أحمد نادر السيد بصفوف فريق الناشئين بنادي الزمالك، حيث يعد والده من الحراس القلائل الذين حرسوا عرين الأهلي والزمالك، واشتهر بالتصدي لركلات الجزاء، حيث استمر نادر السيد حارساً لمنتخب مصر لفترة ليست بقصيرة مع نهاية التسعينات وبداية الألفية الحالية.

    70982-احتفالات-الزمالك-ببطولة-الجيزة

    عصام الحضري الحارس التاريخي للكرة المصرية والذي لازال يعطي بالمستطيل الأخضر حتى الاّن، رفض ألا يسير نجله ياسين على نهجه، حيث يلعب ابن الـ 12 عاماً بقطاع فريق الأشبال بنادي وادي دجلة.

    52153-ياسين-عصام-الحضرى

    جماهير الكرة المصرية لم ولن تعارض أو تختلف على وجود حارس مرمى في نادي شهير أو بمنتخب مصر، وُرث المجال من والده، طالما يمتلك الموهبة على التواجد بشكل أساسي والقدرة والجدارة التي تمنحه الأحقية في مركزه، في الوقت الذي ترفض خلاله ظهور هؤلاء بمستويات مهزوزة فتُوجه وقتها أصابع الاتهام نحو المسؤولين بالمجاملة.