عندما تُفتح لك أبواب الشهرة والمجد..”الشحات يقترب من ارتداء ثوب جدو”

أحمد عمارة 15:59 11/02/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “أصحاب العقول العظيمة يجب أن تكون مستعدة دائماً ليس لاغتنام الفرص فحسب ولكن لصنعها أيضاً”، هكذا قال الكاتب البريطاني الشهير تشارلز كاليب كولتون، عن صنع واغتنام الفرص من أجل الوصول للأهداف والأحلام المنشودة.

    لاعب مغمور انضم من صفوف احدى أندية دوري الدرجة الثانية في مصر إلى أحد الأندية الجماهيرية في الممتاز، وظل ضمن صفوفه لمدة 5 مواسم يعاني من التهميش الاعلامي لا تتحدث وسائل الاعلام عن أهدافه المؤثرة أو تتطرق الاستوديهات التحليلية لتقييمه فنيًا، لم يخطر ببال أحد ممن تناوبوا على تدريب منتخب البلاد ضمه، حتى جاءت اللحظة الحاسمة.

     جدو إلى دمنهور بـ 5 اّلاف جنيه

    يبدأ إسم محمد ناجي إسماعيل يتداول بين سكان مركزحوش عيسى بمحافظة البحيرة، حيث يبدأ الشاب صاحب الـ 20 عامًا مشواره الكروي بمركز شباب المركز، ليلفت مستواه الفني  نظر مسؤولي نادي ألعاب دمنهور الذي تعاقد معه مقابل 5 اّلاف جنيه موسم 2004، لقيادة خط هجوم الفريق، وليبدأ اللاعب الذي اشتهر بإسم “جدو” رحلة كفاحه مع الفريق الدمنهوري، مقدمًا مستويات مميزة في دوري الدرجة الثانية لينال استحسان جماهير النادي ومجلس إدارته ويصبح هتاف “عايز تهدو هاتله جدو” يرج أرجاء محافظة البحيرة.

    بداية السطوع بدوري الأضواء والشهرة

    مجلس إدارة الاتحاد السكندري يقرر التعاقد مع “جدو” بعد تألقه اللافت للأنظار مع فريق دمنهور، وذلك في صيف 2005 لمدة 3 مواسم مقابل 350 ألف جنيه، ليبدأ اللاعب أولى خطواته في دوري الأضواء والشهرة مع زعم الثغر، ويسجل عدة أهداف مؤثرة في مشوار الفريق أشهرها في مرمى الحارس الدولي الايفواري جان جاك تيزيه حار الترجي الرياضي التونسي بمسابقة الكونفدرالية 2006، ثم يعاني بعدها اللاعب من تفاوت وتباين في الأداء فيسير على سطر ويترك 10 سطور، فضلاً عن تأثره بالظروف المحيطة بالنادي السكندري من أزمات مالية وتغيير في مجالس الادارات والمعاناة من شبح الهبوط مع كل موسم، حتى شهد موسم 2009-2010، انطلاقة جديدة لجدو وتقديمه مردود مميز للغاية مع زعيم الثغر، فساعد الاستقرار الاداري وتحسن مركز الفريق بجدول ترتيب المسابقة في ظهور الوجه الحقيقي لجدو خلال ذلك الموسم، مهاجم قوي يمتلك قوية بدنية كبيرة وقدرة فائقة على التهديف بالرأس وكلتا القدمين.

    إصابة أبرز مهاجمي مصر..مصائب قوم عند قوم فوائد

    حينما تجتهد وتخلص في عملك من أجل الوصول لحلمك تأتي بعض الظروف لتساندك وكأنها تفتح ذراعيها لك كم أجل الصعود لسلالم المجد والشهرة، ففي ظل بلوغ جدو ذروة التوهج والتألق مع الاتحاد السكندري بالدوري المصري موسم 2009-2010، يتعرض أكثر من لاعب بالخط الأمامي لمنتخب مصر للاصابة، على رأسهم عمرو زكي ومحمد أبوتريكة ومحمد بركات، فضلاً عن استمرار سوء العلاقة بين أحمد حسام ميدو والمدير الفني للمنتخب حسن شحاتة على خلفية الأزمة الشهيرة بينهما في 2006، وذلك قبل أسابيع قليلة من انطلاق أمم أفريقيا 2010 بأنجولا، والتي يحمل أبناء النيل لقبها لنسختين متتاليتين، ليقرر “المعلم” بدء رحلة البحث عن أوراق بديلة من خلال رؤية لأندية الممتاز، ليجبر جدو مهاجم الاتحاد بتألقه المدير الفني لمنتخب مصر على ضمه لصفوف الفراعنة، وليكن هو القرار الصادم لأغلب خبراء اللعبة في مصر، والذين أبدوا تحفظات كبيرة على اختيار المعلم لعدم توافر الخبرات الدولية في اللاعب التي تمنحه قيادة هجوم الفراعنة في العرس القاري.

    جدو يحقق المستحيل

    لم يكن أكثر المتفائلين بمشوار جدو مع منتخب مصر في رحلة أنجولا 2010 أن يسجل اللاعب ولو هدفًا واحداً خلال مشاركته مع الفراعنة في العرس القاري، إلا أن جدو ضرب بجميع التوقعات عرض الحائط، فصال وحال وكان هو السبب الرئيسي في تتويج منتخبنا القومي باللقب للمرة الثالثة على التوالي، وحصل على هداف الدورة بخمسة أهداف في قمة التأثير على مسيرة الفراعنة منها هدف التتويج في المباراة النهائية أمام المنتخب الغاني، حيث اعتقد الكثيرون أن تسجيلة في المباراة الأولى جاء بمحص الصدفة، إلا أن اللاعب أخرس الألسنة المتربصة التي اعترضت على دخوله قائمة منتخب البلاد والتي شككت في قدراته، ليحقق جدو المستحيل ويثبت صحة رؤية المعلم حسن شحاتة، رافضاً أن يخذله على اختياره، ليصبح هتاف “عايز تهدو هاتله جدو” يجتاح محافظات مصر ليكون النشيد الكروي للبلاد عقب التتويج بأمم أفريقيا 2010، حيث انضم بعدها اللاعب لصفوف فريق النادي الأهلي وأصبح أحد الأعمدة الرئيسية بصفوف أحفاد الفراعنة.

    الشحات يقترب من تكرار سيناريو جدو

    حسين الشحات إسم برز في الموسم الجاري وفرض نفسه بقوة على الساحة الكروة في مصر قبل شهور من انطلاق منافسات مونديال روسيا 2018، والذي تعود مصر للمشاركة في منافساته عقب أكثر من ربع قرن من الغياب، فلم يكن الاسم متداولاً بين الأوساط الرياضية في المحروسة على مدار 4 سنوات ماضية قضاها اللاعب في صفوف مصر المقاصة بسمابقة الدوري الممتاز عقب انضمامه من الشرقية للدخان موسم 2014.

    الشحات بدأت انطلاقته في الموسم الجاري عقب عودة الجناح الطائر أحمد الشيخ إلى صفوف فريق النادي الأهلي، حيث تحرر الشحات من مهامه الدفاعية في مركز الظهير الأيمن وشغل مركز الجناح الأيمن والأيسر تارة، واللاعب الحر خلف رؤوس الحربة ليقدم أوراق اعتماده لجماهير الكرة المصرية.

    الشحات دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد نجاحه في تسجيل 3 “هاتريك” في موسم واحد بواقع 2 مع المقاصة بالدور الأول للدوري في الموسم الجاري وأخر مع فريق العين الاماراتي الذي اعير له في يناير الماضي، على الرغم من كونه ليس مهاجمًا صريحاً.

    وباتت مسألة انضمام الشحات لصفوف منتخب مصر قبل شهور قليلة من انطلاق منافسات مونديال روسيا مطالبة جماهيرية، في ظل عقم تهديفي تعاني منه الكرة المصرية خاصةً على مستوى المهاجمين الصرحاء واختفاء المواهب القادرة على التسجيل وهز شباك المنافسين بخلاف نجم مصر الأول محمد صلاح نجم ليفربول.

    الشحات وجدو وجهان لعملة وحدة

    جدو والشحات وجهان لعملة واحدة، فالأول توهج قبل شهور قليلة من مناسبة كروية كبرى لمنتخب مصر هي أمم أفريقيا 2010 وهو الحال ذاته لحسين الشحات الذي يقدم مردود أكثر من رائع في الوقت الحالي قبل شهور من انطلاق مونديال روسيا، الثنائي استغل غياب بعد النجم عن مستواهم وكثرة الاصابات والظروف المعاسكة لأقارنهم الذين يشغلون مركزهم أملين في حجز مقعداً بتشكيل الفراعنة عقب سنوات من التهميش.

    جدو كان مفاجأة شحاتة التي راهن عليها وكسب الرهان في النهاية وكسر جميع التوقعات وتحقق على يد اختياره المستحيل ..ترى هل يتردي الشحات ثوب جدو في مونديال روسيا ويكون هو المفاجأة المدوية التي يطلقها كوبر بالعرس العالمي في ظل توجه جميع أنظار العالم نجو ما سيحققه محمد صلاح مع الفراعنة في روسيا؟