التدريب في كرة القدم المصرية ونوعية المدربين في الدوري المصري بشكل عام أصبحوا نسخة مكررة من المدرب المصري التقليدي الذي كان لاعباً سابقاً بنفس أسس التفكير التقليدية وإتباع ما ورثه عن باقي المدربين على مر السنوات السابقة في كل شيء.

نفس الفكر نفس التغييرات الفنية نفس طريقة التعامل مع المحترفين واللاعبين المهاريين والأقل مستوى بل ونفس الحديث والتصريحات حتى لا أحد يُفكر خارج الصندوق أو يفكر فعلياً كيف يسيطر على المباراة ويكون ” مدير فني ” ففي مصر المدير الفني هو مدرب وليس مدير فني فعلاً!

إحتفال إيهاب جلال مع لاعب المقاصة بعد تسجيله لهدف

إحتفال إيهاب جلال مع لاعب المقاصة بعد تسجيله لهدف

لكن مؤخراً يظهر اسم جديد صراحة يجعلني يجب أن أهتم به وأن أشيد بما يقدمه كمدير فني ” حقيقي “ يفهم فعلاً كرة القدم ويدرس الخصم جيداً ويقرأ المباراة وهو على الخط ولا يكتفي بالصراخ والصياح على لاعبيه كأنهم ناشئين مثل البعض.

إيهاب جلال

إيهاب جلال

إيهاب جلال المدير الفني لنادي مصر المقاصة شخص يمتلك فعلاً كل مقومات المدرب الناجح الذي يعلم أصول كرة القدم و يطور نفسه دائماً لك يظل في أفضل نسخة بدون أي مؤثرات سلبية غير صحية كروياً في الكرة المصرية.

كنتائج إيهاب جلال رجل يضع دائماً الأهداف الصعبة لكي يحقهها وهذا ما فعله مع مصر المقاصة خلال آخر موسمين بالصعود ومزاحمة الكبار في قمة الدوري المصري والتواجد في بطولة كأس الكونفدرالية لأول مرة في تاريخ النادي الفيومي أي نتحدث عن رجل دائماً يصل لأهدافه ودائماً يريد أن يطور نفسه في علم التدريب وهذا ما يقوم به كل موسم بحضور دورات تدريبية في أمريكا وأوروبا وهذا ما أنعكس عليه كمدرب.

نادي مصر المقاصة

نادي مصر المقاصة

فنياً إيهاب جلال لديه ميزة لم أراها في أي مدرب صراحة بأنه يصنع لاعبين من لا شيء فالفريق الذي أمتلكه في مصر المقاصة لم يكن به أي نجم سوبر على الإطلاق بل نجوم غير معروفة الاسم بجانب نجوم أنتهت حقبتها وقوتها في الأهلي والزمالك والإسماعيلي أو لاعبين فشلوا في إثبات نفسهم في هذه الفرق ومع إيهاب جلال أصبحوا أفضل مما كانوا عليه بل وأفضل من نفس اللاعبين في مراكزهم في الدوري المصري.

فرق صغيرة في دوري الدرجة الثانية مثل الحمام وكفر الشيخ وحتى تجربة تليفونات بني سويف في الدوري الممتاز بالرغم من فشلها لكن بصمة إيهاب جلال كانت حاضرة دائماً بفكره الفني في كرة القدم المختلف عن أي مدرب آخر.

تدريب مصر المقاصة

تدريب مصر المقاصة

ما رايته مع المدرب صاحب الـ49 عام أنه دائماً لديه حلول سواء فريقه مستحوذ على الكرة أو في حالة فقدها فالكل يعلم واجباته والكل يعلم ماذا يفعل من الحارس حتى المهاجم وليس مجرد ” أسطامبات ” كروية محفوظة في مواقف الفوز أو الخسارة بالمباراة يرددها للاعبين.

المدرب الذي يصنع نجوم ويضع حلول تكتيكية في كل مباراة فبدون شك هو مدرب يذاكر جيداً خصمه ويدرس نقاط قوته وضعفه وهذا ما رأيناه في مواجهته دائماً مع فرق القمة المصرية (الأهلي-الزمالك-الاسماعيلي-المصري) خلال آخر موسمين.

217553

إيهاب جلال في رأيي أثبت نفسه جيداً أنه أفضل مدرب في مصر حالياً بدون منازع والحكم عليه أكثر سيكون في تجربة أكبر حجما من مصر المقاصة وتحديداً الأهلى والزمالك أو منتخب مصر الأول أي فريق يكون أكثر تطلعاً للأهداف وأكثر ضغوطات جماهيرية وإعلامية وهذا ما يجعلني أخشى عليه من الانهيار والرهبة من كل هذه الضغوطات التي لم يعتاد عليها بأن يكون مركز الأحداث.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك