اعتداء على الحكم ثم تضامن .. مشهد متكرر في الكرة الأردنية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • اعتراض لاعبي الفيصلي على الحكم إبراهيم نور الدين

     ليست المرة الأولى ولا الأخيرة، من الوحدات 2000 إلى الفيصلي 2017 .. أحداث من المفترض أن نخجل بأن تصدر من لاعبين أردنيين وأندية أردنية، وغيرها من الأحداث الصغيرة التي تحدث كل عام بشكل متفرق من مختلف اللاعبين والأندية، والمسلسل لن يتوقف بكل تأكيد.

    لدينا مشكلة في تقبل الخسارة، في فهم كرة القدم، في استيعاب بأن البشر بالنهاية لهم أخطائهم، وحتى لو كانوا فاسدين (كما نتوهم) فلا يجب أن تكون ردة الفعل بهذه الطريقة، ثم من متى الخطأ يعالج بخطأ أكبر منه؟ حقيقة، ردة الفعل التي نقوم بها أكبر بكثير من خطأ الحكم نفسه.

    إن لم تعجبك البطولات العربية فالفكرة بسيطة، لا تشارك بها ! هل هناك أبسط من ذلك؟ هي بطولات غير رسمية .

    لاعبي القطبين (وربما غيرهم من الأندية) اعتدوا على الحكام في أكثر من مناسبة، والمشكلة الأكبر أن إعلامنا يغيب عن المشهد تماماً، بل أن الكثيرين راضون ضمنياً عما حدث بل متضامنون معه !

    تضامن لا يعلم معظمنا ما هو تبعاته على كرة القدم الأردنية في المستقبل، وكيف سيؤثر بالأطفال ليخلق جيلاً يتشرب نفس العقلية، فكلما شعر بالظلم (أو توهم بأنه مظلوم) سيتجه للضرب والتكسير، ومع مرور الوقت سيصبح الضرب والاعتداء سمة رئيسية في ملاعبنا وسنشاهده يحدث لأتفه الأسباب.

    شريحة كبيرة من الجماهير ترى أن ما حدث، وسيحدث، ردة فعل طبيعية، وكأن من طبيعة البشر تحويل الخلافات إلى معركة على الأرض. المشكلة الأكبر أن هذه العقلية تأتي في وقت نرى فيه كشعوب عربية نتائج الكراهية والعنف بأم أعيننا، ونرى ما ألحقته بالأوطان من دمار. ليست مبالغة، فمن يرضى بالعنف في الرياضة التي بالأساس هي مكان للتآخي والمحاباة، سيقبل به في أي مكان آخر.

    إعلام يغيب عن المشهد، وإدارات أندية ليس لها أي دور في توعية لاعبيها، أو في تطوير عقليتهم الرياضية منذ أن كانوا أطفالاً، لا بل هم السبب الرئيسي في هذا العنف الذي نشاهده بين الحين والآخر اتجاه الحكام، بل يكونوا سباقين أحياناً لافتعاله.

    كيف لإدارة نادي أن تقبل بكل ما حدث وهي تعلم علم اليقين بأنها ستتعرض لعقوبات صارمة وحادة وتغريمات مالية قاسية في وقت هي تعاني فيه بالأساس من مشاكل مالية؟!

    وعلى من يقبل بالاعتداء على الحكم أن يفهم بأنه سيأتي يوم يتم الاعتداء فيه أيضاً على اللاعبين لارتكابهم الأخطاء، فإن أهدر المهاجم فرصة سهلة سيتم الاعتداء عليه، وإن تسبب حارس المرمى بدخول هدف في شباكه سيتم الاعتداء عليه. على اللاعبين أن يفهموا ذلك قبل غيرهم.

    الأخطاء التحكيمية تحصل في ملاعب كرة القدم، بل وحصلت بشكل أكبر مما حدث بكثير، وردات الفعل لا تكون بهذه الطريقة، إن كنت تراها رياضة فاسدة فإما أن تلتزم بـ “المثالية المحلية” التي تخلو من الفساد، أو تلجأ لطرق حضارية لفضح الفساد الذي تدعيه، بمخاطبة الاتحادات القارية والدولية، ومحاولة فتح تحقيقات للوصول إلى ملابسات ما حدث.

    لا أخص كلامي هنا ضد نادي معين، بل ضد العقلية الرياضية الكروية بشكل كامل كلاعبين وإدارات وجماهير ووسائل إعلام .. الاعتداء جريمة والتضامن معها جريمة أشد بشاعة.