محمد صلاح نجم فيورنتينا الجديد

دائماً ما كنت اتساءل لماذا لا ينجحون اللاعبين العرب عند إحترافهم في الدوريات الاوروبية الكبرى رغم انهم يمتلكون قدرات فنية كبيرة ويتألقون في بلادهم؟ ولطالما كانت إجابة هذا السؤال هو ضعف الدوريات المحلية من الناحية الإقتصادية والفنية مقارنتاً مع المسابقات العالمية.

ربما يكون هذا جزء من الإجابة ولكن لا يشمل الحقيقة كاملة، فلماذا إذاً يتألق اللاعبون القادمون من القارة اللاتينية او من الدول الصغرى في أوروبا ولا يحدث هذا عند إحتراف اي نجم عربي إلا فيما ندر؟

محمد صلاح المنتقل مؤخراً الى فيورنتينا أحد الامثلة الحية على هذا الامر، رغم تألق اللاعب اليوم في مواجهة ساسولو وتسجيله أول أهدافه في السيري أ إلا ان هذا لم يمنع مدرب الفريق مونتيلا من إنتقاده في الجانب التكتيكي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب نهاية اللقاء.

وهذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها المدرب الإيطالي الى ضعف محمد صلاح في هذا الجانب، فسبق له ان طالب النجم المصري ببذل مجهود أكبر خلال التدريبات والعمل على كيفية التحرك من دون كرة.

اقرأ أيضاً: صلاح يسجل أول أهدافه بقميص فيورنتينا 

محمد صلاح نجم فيورنتينا الجديد

ولو راجعنا تفاصيل العام الذي قضاه صلاح في تشلسي تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو ستضح الصورة بشكل أكبر، فالمدرب البرتغالي تعاقد مع صلاح من بازل وكان يرى نه سيكون نجم المستقبل للبلوز، لكن الأخير خيب ظنه وهذا كلفه ان يكون حبيس دكة البدلاء الى ان تم إعارته للفيولا بعد ان أُدرج في صفقة خوان كوادرادو.

المشكلة الحقيقة في محمد صلاح وأمثاله ممن يذهبون للإحتراف في أوروبا هي "العقلية العربية" التي تسيطر عليهم، فلم يعتادوا أبداً على الإلتزام في كل ما يطلب منهم وتنفيذ أوامر أصحاب السلطة بشكل دقيق، وهذا الأمر بالتحديد يقودهم الى الفشل في مغامرتهم.

ولو تتبعنا النجوم الذين لديهم أصول عربية لكنهم نشؤوا في أوروبا أمثال منير الحدادي وسمير نصري وبلعربي وكريم بنزيما ..الخ سنجد انه هناك فوارق كبيرة مع المحترفين العرب رغم أنهم يحملون نفس الجينات.

اقرأ أيضاً: صلاح يكشف عن موقفه بخصوص العودة الى تشلسي

يمكن تشبيه الحالة التي تصيب اللاعب العربي بما يحدث لنجوم الكرة البرازيلية عند ذهابهم الى القارة العجوز، لكن الفارق بين الحالتين هو ان البرازيليين لديهم مهارات وقدرات فنية كبيرة تصنع الفارف وتجبر المدربين على الإعتماد عليهم حتى لو لم يكونوا ملتزمين الى حد كبير تكتيكياً.

يجب على محمد صلاح ان يستفيد من خبرات أسلافه أمثال مواطنه أحمد حسام الذي مثل تسعة أندية والعراقي نشأت أكرم، فهناك آلاف اللاعبين ممن يمتلكون مواهب كبيرة، لكن من ينجح في حفر أسمه في التاريخ هم فئه قليلة جداً.