مانشستر يونايتد بين التذبذب والعودة إلى الطريق الصحيح

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نجح مانشستر يونايتد في تحقيق فوز صعب على حساب بورنموث المجتهد في إطار مباريات الجولة ال11 من الدوري الإنجليزي وذلك بفضل هدف البديل ماركوس راشفورد في الدقائق الاخيرة من المباراة ليحصد الشياطين الحمر النقاط الثلاث ويقترب أكثر من مراكز المقدمة التي أبتعد عنها بسبب بدايته السيئة للموسم

    لثاني مرة فقط هذا الموسم ينجح يونايتد في تحقيق إنتصاريين متتاليين فلم يحدث هذا من قبل سوى في الرابعة والخامسة عندما حقق الفريق الفوز على برنلي ثم واتفورد قبل أن يوقف وليفراهمبتون السلسلة في بدايتها بالتعادل معه، يونايتد حقق الفوز الأسبوع الماضي على إيفرتون بهدفين لهدف وبالأمس السبت نجح في إيقاف سلسلة أستمرت لستة مباريات لم يتعرض خلالها أصحاب الأرض بورنموث لأي هزيمة على ملعبهم

    بدأ فريق يونايتد في تقديم أداء جيد في الفترة الأخيرة، من يشاهد يونايتد مع جوزيه مورينيو يعرف أن المشكلة الكبرى ترجع إلى غياب الثقة عن المدرب البرتغالي في السنوات الأخيرة وتحديدا منذ فترته الثانية مع تشيلسي التي تعرض فيها لضغوطات كبيرة وأنتهت الفترة في منتصف الموسم الثالث بالإفتراق بين الطرفين

    منذ بداية ذاك الموسم الأخير له مع تشيلسي تحول مورينيو إلى عدو للصحافة وكرة القدم وجماهيرها، الجميع يتعرض دائما بالهجوم على المدرب البرتغالي على كل خطوة يقوم بها، في يونايتد خلال موسمه الأول نجح في حصد بطولة كأس وتحقيق لقب يوروبا ليج ولكن ذلك لم يرضي جماهير الفريق ولا الصحافة

    الموسم الماضي كان خاليا من البطولات وهو ما زاد من الهجوم عليه رغم تحقيقه للمركز الثاني في الدوري الإنجليزي إضافة إلى الأخبار المنتشرة منذ الصيف الماضي عن خلافات بينه وبين الإدارة بسبب طلبات المدرب التي ترى الإدارة أنها لا تخدم مصلحة النادي المستقبلية وإنما مصلحة المدرب الحالية فقط

    أغضب ذلك جماهير النادي التي رأت مورينيو يعادي بول بوجبا وأنطونيو مارسيال ولوك شاو ويطلب التعاقد مع أسماء رأتها الجماهير أقل كفائة وأكبر سنا من هؤلاء، بداية الموسم لم تكن مختلفة عن نهاية الموسم الماضي فكان التراجع والتذبذب في الأداء الباهت أساسا

    هوجم مورينيو ويونايتد كثيرا منذ البداية، أنصار المدرب رأوا أن اللاعبين هم السبب ومتأمرين لطرد البرتغالي من الفريق بقيادة بول بوجبا والذي وصلت الخلافات بينه وبين المدرب إلى حد سحب شارة القيادة منه بعد هجومه على طريقة إدارة المدرب للفريق

    بينما مشجعي يونايتد من كارهي مورينيو رأوا أنه هو السبب فيما يحدث للفريق بسبب عناده وغروره وعدم تطوره مع كرة القدم الحديثة، هناك نوعية ثالثة رأت أن الأخطاء متساوية بين مورينيو واللاعبين وإدارة الفريق التي لم تدعم المدرب بالأسماء التي طلبها

    خرج مورينيو بأعجوبة من فترة كانت أخبار إقالته تتردد كل يوم في الصحافة وتعلن إقترابها وبدء بحث الفريق عن البديل وتحديدا بعد الخسارة بثلاثية مهينة أمام ويست هام ولكن الفريق نجح في تحقيق بعض من النتائج الإيجابية التالية فتعادل سلبا مع فالنسيا ثم فاز على نيوكاسل وتعادل مع تشيلسي بعد أن كان الأقرب للفوز ثم خسر أمام يوفنتوس في دوري الأبطال وعاد ليفوز على إيفرتون وبورنموث في الدوري

     ما شاهده الجميع على أرضية الملعب خلال تلك المباريات وإن كانت النتائج تبدو باهته كان مبشرا، يونايتد بدأ في إستعادة عافيته والفريق بقيادة مورينيو أصبح أكثر فاعلية على مرمى الخصوم والتشكيلة أصبحت أكثر إستقرارا وثباتا مقارنة بالفترة السابقة التي كان دائما ما يقوم مورينيو بتغيرات عديدة عليها

    الأداء يبدو لغزا كبيرا، إذا شاهدت مباريات يونايتد الأخيرة سترى أن الأداء لا يتذبذب من مباراة إلى أخرى وإنما في المباراة نفسها فكل 20 دقيقة هناك شكل مختلف للفريق، مباراة بورنموث كمثال فقد بدأ الشياطين الحمر المباراة بشكل سئ جدا وتكبدت شباك الفريق هدفا مبكرا وكادت تستقبل أكثر لولا تألق دافيد دي خيا

    بعد ذلك أنتفض الفريق وقدم أداء مميز جدا ونجح في تسجيل التعادل بعد مرور دقائق بعد نصف ساعة من عمر الشوط الأول ثم تراجع بعد الهدف، بداية الشوط الثاني كانت أفضل بكثير فقدم لاعبي يونايتد لمحات فنية رائعة على أرضية الملعب وهيمنوا تماما على أجواء اللقاء خصوصا مع نزول أندير هيريرا إلى أرضية الملعب ولكن أمام المرمى كان التركيز ضائعا

    نجح يونايتد في تسجيل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة لحسن حظه والسبب ليس في تسجيل هذا الهدف المستحق وإنما لأن يونايتد عندما يسجل دائما في منتصف المباريات فإنه يتراجع بشكل غريب إلى الخلف ويترك المباراة للخصم ليعطيه فرصة للعودة

    هناك سبب لذلك وهو ثقة المدرب مورينيو في نفسه وإختياراته وطريقة إدارته للفريق فنيا، مورينيو كما قلنا يمر بفترة طويلة من إنعدام الثقة في إختياراته وما يحققه دائما ما يتم التقليل منه صحفيا وإعلاميا حتى لو كان الفوز فالكل ينتظر منه ما هو أكثر من ذلك

    تسبب هذا في التغيرات الكثيرة التي كان يقوم بها في الفترات السابقة على تشكيلة الفريق وإستخدامه الدائم للاعب مثل مروان فيلايني كحل تأميني فهجوميا سيشارك المهاجمين في إستقبال العرضيات البائسة التي كان يعتمد عليها الفريق ودفاعيا سيساعد زملائه في خط الوسط

    حاليا الأمور تبدو أكثر هدوءا داخل يونايتد مع بداية تحسن الأداء وإن كان لايزال الطريق طويلا، مورينيو بدأ يستعيد بعضا من ثقته في نفسه وهو ما ظهر كثبات في تشكيلة الفريق وإستخدام أسماء كان يخاف من الإعتماد عليها في الفترة الماضية كأنطونيو مارسيال ولوك شاو

    كان مورينيو يرى أنه لا يمكن الإعتماد في ظروفه الصعبة تلك على أسماء قد تقدم 100% من مستواها في مباراة ولا تقدم شيء في المباراة الأخرى والأفضل الإعتماد على لاعب يقدم 50-60% كل مباراة، الأمور تغيرت حاليا وأصبح مارسيال هداف يونايتد هذا الموسم وشاو أحد الركائز الأساسية

    بدأ فريد في الحصول على دقائق مشاركة أكثر والتطور بالمشاركة في المباريات في خط الوسط، مورينيو خلال مشاكله مع بوجبا لم يتخلى عنه في التشكيلة الرئيسية، مورينيو حرر بوجبا على أرضية الملعب بعد تلك المشكلة فبدأ الأداء في التحسن وبدأ بوجبا في تقديم مستوى أقل تذبذبا

    تحسن البعض في يونايتد والبعض الأخر مازال يحاول الوصول إلى مستواه كأليكسيس سانشيز النجم التشيلي الذي يمر بفترة سيئة جدا على المستوى الكروي منذ وصوله إلى الفريق الشتاء الماضي، روميلو لوكاكو وجد نفسه أيضا يبتعد عن التهديف في الفترة الأخيرة

    لاتزال المشكلة الكبرى حاليا وهي غريبة جدا على مدرب مثل مورينيو وهي الثغرات الدفاعية، الفريق يستقبل أهدافا بسهولة، 18 هدف هزت شباك الفريق في 11 مباراة حتى الآن وهو رقم كبير جدا، يونايتد لم يخرج بشباك نظيفة سوى في مباراة وحيدة فقط هذا الموسم

    ثنائية كريس سمالينج وفيكتور ليندلوف قام مورينيو بتثبيتها في المباريات الأخيرة ولكن لا يبدو هناك تحسن في أداء الثنائي فالأخطاء تتكرر بشكل ممل وساذج وهي المشكلة التي بالتأكيد تؤرق جوزيه مورينيو

    وعد المدرب البرتغالي جماهير فريقه بمكان أفضل على سلم الترتيب مع نهاية العام الحالي، المشكلة أن جدول المباريات لا يساعد الفريق فهناك مبارايات صعبة أمام الفريق ضد مانشستر سيتي وأرسنال وليفربول محليا، تحقيق النتائج الإيجابية يعيد الثقة ليونايتد ومدربه بالتأكيد ولكن الظروف الحالية لا تجعل الفريق قادرا على المنافسة بكل قوته مع هؤلاء وسقوط وحيد سيعيد الفريق إلى نقطة الصفر مرة أخرى