كلاسيكو فرنسا .. إثارة في المدرجات ومسدس ضد دبابة على أرضية الملعب

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • يصطدم باريس سان جيرمان مساء اليوم بمضيفه مارسيليا على ملعب فيلدروم في قمة مباريات الجولة ال11 من الدوري الفرنسي لكرة القدم، لقاء يحمل لقب كلاسيكو الكرة الفرنسية منذ تسعينيات القرن الماضي عندما كانت المنافسة مشتعلة بين الطرفين داخل وخارج الملعب

    تم إنشاء مارسيليا في 1899 وظل في منافسة دائمة مع سانت إتيان وبوردو على الهيمنة على الكرة الفرنسية، حينها كان الجنوب مسيطرا على كرة القدم والشمال يشق طريقه ويحاول بشتى الطرق دون جدوى إلى أن جاء العام 1970 وتم إنشاء فريق باريس سان جيرمان

    ألتف أبناء العاصمة الفرنسية حول ناديها الجديد لعل وعسى يستطيع جلب المجد إلى الشمال الفرنسي في وقت كان الجنوب يتمتع بالنجاحات الكروية تاركا النجاحات الإقتصادية لأبناء الشمال

    نجح باريس بعد 16 عاما من تسجيل بطولة الدوري الأولى له في تاريخه بقيادة المدرب جيرارد هوليه ليضع نفسه على قائمة أبطال البطولة الفرنسية وبعدها يبدأ صراع جديد بين باريس ومارسيليا من الناحية الكروية بجانب صراعات أقتصادية وإجتماعية أخرى

    parc_psg_om_24102016

    تفتخر باريس العاصمة الفرنسية بكل شيء فهي الأقوى إقتصاديا في فرنسا وتسكنها الطبقات الراقية مع بعض سكان الطبقة المتوسطة على أطراف المدية، كل شيء في باريس يبدو حلما والمدينة تعتبر مزارا سياحيا للسائحين من كافة أنحاء العالم لمشاهدة معالمها المتمثلة في برج إيفل ومتحف اللوفر وقوس النصر إلى أخره

    بينما مارسيليا فهي تلك المدينة الساحلية التي يعمل سكانها في الصيد ويعيشون تحت خط الفقر، على عكس كل المدن حول العالم فوسط مارسيليا تسكنه الطبقات الفقيرة ومن حولها الطبقات المتوسطة، تمتلك مارسيليا أعلى نسبة مهاجرين بين سكانها والعصابات تتشكل في كل أطرافها

    إنها منافسة خاصة بالعقلية، بأسلوب الحياة

    نحن من الجنوب وهم من الشمال، هم فريق العاصمة ونحن نمثل ثاني أكبر مدينة في فرنسا بعدهم

    هي مباراة بين فريق المقاطعات وفريق العاصمة مباراة ضد القوة

    كانت كرة القدم وسيطرة المدينة عليها هي كل ما تفخر به المدينة وسط جيرانها وعندما صعد باريس سان جيرمان بدأت الجماهير تخاف من خسارة هذا الإمتياز ومع مرور الوقت وزيادة المنافسة بين باريس سان جيرمان ومارسيليا زاد العنف والتعصب لكل الطرفان إلى أن أصبحت لقاءاتهم حربا في كل شيء

    مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات قامت شركة كانال بلس بتملك النادي الباريسي من أجل رعايته وزيادة التنافسية وعدد المشاهدات للدوري بضخ الأموال لفريق بينما مارسيليا أعلن عن أختيار الملياردير والسياسي الفرنسي بيرنارد تابي ليكون رئيسا للنادي لتبدأ حرب كلامية على المستوى الإعلامي أنعكست على أرضية الملعب

    الأغنياء الجدد

    هكذا كان وصف تابي لمنافسيه في العاصمة الفرنسية والتي وإن كان نشأ وترعر فيها إلا أنه لم يخفي ابدا كره ومقته للنادي الممثل لتلك المدينة وذلك من أجل كسب مشجعي فريقه إلى صفه دائما

    أراد تابي إنقاذ مارسيليا المدينة من مشاكلها الإقتصادية ومعها إنقاذ النادي الذي يمثلها وإعادة مجده المحلي والأوروبي ومنافسه الأبرز حينها كان باريس سان جيرمان بأمواله التي كان يتم ضخها من أجل وضع الفريق على القمة

    ساهمت تلك المنافسة في إشعال الأمور خارج الملعب بصفقات مدوية فتعاقد مارسيليا مع رودي فوللر وجيان بير بابان والناحية الأخرى كان باريس يضم جورج وياه ويوري جوركوف إلى صفوفه

    باريس سان جيرمان سيدهس مارسيليا بسهولة على أرضية الملعب

    كانت تلك تصريحات المدرب أرثر جورج قبل أحد لقاءات القمة بين الطرفان في ديسمبر 1992 تبعها تصريجات من مهاجم فريقه دافيد جينولا يتوعد المنافس بحرب على أرضية الملعب وبسبب هذا الشحن الزائد يعتبر هذا اللقاء واحدا من أعنف لقاءات الفريقان تاريخيا

    فاز مارسيليا في تلك المباراة بهدف نظيف في مباراة تم أحتساب أكثر من 55 خطأ خلالها وهوجم حكم اللقاء ميشيل جيرارد بسبب أداءه التحكيمي الذي أتهم بأنه كان منحازا لمارسيليا الذي فاز في النهاية وواصل طريقه للفوز باللقب في النهاية

    لكن لم تستمر الأمور طيبة كثيرا لمارسيليا فوجد مشجعي الفريق تابي يتم إدانته في قضية تلاعب في المباريات ليتم إبعاده ويسقط الفريق للدرجة الثانية قبل عودته السريعة بينما باريس سان جيرمان هو الأخر أبتعد عن المنافسة مع نهاية التسعينات وبداية الألفية الجديدة والتي سيطر عليها طولا وعرضا أولمبيك ليون

    خلال تلك الفترة نجح الفريقان في تقاسم خمسة بطولات للدوري وست بطولات كأس بجانب فوز مارسيليا بدوري أبطال أوروبا وتحقيق باريس سان جيرمان للقب كأس الأتحاد الأوروبي، بذلك أصبح الثنائي أول فريقان يحصدان بطولة أوروبية ولم ينجح أحد فيما بعد في الوصول إلى ذلك حتى الآن

    رغم أبتعاد الفريقان في الألفية الجديدة عن البطولات والمنافسة على ارضية الملعب إلا أن الأمور خارجها كانت مشتعلة دائما بسبب المشاحنات والمشاجرات بين مشجعي الطرفان والتي كانت دائما ما تؤدي إلى إصابات وإعتقالات كثيرة، 146 إعتقال و10 من الشرطة تم نقلهم إلى المستشفى بسبب شجار أندلع بين جمهور الفريقان في 1995 وفي عام 2000 تعرض أحد مشجعي مارسيليا لإصابة بعد أن تم قذف كرسي عليه من جماهير باريس ليتعرض للشلل

    om1

    وصل الأمر إلى مشاجرات بين جماهير نفس الفريق خلال لقاءات الفريقان ضد بعضهم البعض في عام 2010 قامت جماهير باريس سان جيرمان بالتشاجر مع بعضها البعض

    بسبب تلك المشاجرة تعرض أحد مشجعي الفريق الباريسي للموت ليصبح أول مشجع في تاريخ كرة القدم يتم قتله على يد زملائه من مشجعي نفس الفريق وبناء عليه تم حل أربعة روابط تشجيعية كاملة للنادي الباريسي وظهرت دعاوي يقودها تابي الرئيس السابق لمارسيليا بحل النادي الباريسي ليكون عبرة لغيره

    بوصول باريس سان جيرمان أصبحت المنافسة أقل بسبب تفوق باريس في كافة المستويات مما أفقد الدربي حماسته على أرضية الملعب بالنسبة للاعبي الفريق الباريسي على الأقل فمازال جمهور الفريق يمتلك نفس الحماسة والرغبة في الفوز على المنافس في الدربي كما يمتلكها لاعبي وجماهير مارسيليا

    لقد أغضبنا ما صرح به مبابي وموني حول لقاء مارسيليا

    نحن نعلم أن باريس سان جيرمان حاليا يلعب في مستوى أعلى لكن هذا لا يعني أن تخسر مباراة مارسيليا أهميتها

    كانت تلك تصريحات غاضبة من روماين مابيلي رئيس إحدى روابط التشجيع الخاصة بنادي باريس سان جيرمان بعد تصريحات للاعب فريقه كيلان مبابي بإعتبار المباراة مثلها مثل أي مباراة أخرى، زميله توماس موني تحدث عن تلك المواجهة التي جرت بينهم الموسم الماضي فقال

    لا أسمع أحد من اللاعبين يتحدث عن أهمية تلك المباراة

    الجماهير تظهر حماستها بشكل كامل قبل المباراة ولكن قائمة اللاعبين تمتلئ باللاعبين الأجانب لذلك فالحماس مختلف

    على الجانب الأخر لا تترك جماهير مارسيليا لاعبي فريقها ينسون يوما أهمية تلك المباراة، صحفي فرنسي محب لمارسيليا تحدث لبليتشر ريبورت سابقا فقال

    جماهير مارسيليا تتواصل دائما مع لاعبي فريقها ودائما ما تذكرهم بأهمية تلك المباراة

    لاعبي مارسيليا يعرفون جيدا أن الفوز أو التعادل ضد باريس سان جيرمان يجلب الفخر للمدينة وسينشر السلام والأمان عليها لمدة أيام وأسابيع تالية

    رئيس أحد روابط تشجيع مارسيليا ويدعى كريستان كاتالدو تحدث عن كلاسيكو الفترة الأخيرة بين الطرفان فقال

    عندما وصل القطريون إلى هنا قلنا باننا لن نستطيع الفوز بأي شيء بعد اليوم وهو ما حدث بالفعل

    لكن ستظل المنافسة متواجدة بين الطرفان خارج الملعب أما على المستوى الرياضي فالأمر مثل أن تذهب إلى الحرب بمسدس ضد دبابة مصفحة

     يبدو كاتالدو محقا فبينما كانت الفترة الذهبية لمارسيليا في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات والتي شهدت هيمنة الفريق على لقب الدوري في أربعة مواسم متتالية وفترة أستمرت لتسعة مباريات في الدربي بدون خسارة فإن باريس سان جيرمان لم يسقط في الدربي منذ ستة سنوات كاملة وسبعة عشر مباراة دربي بين الدوري وكأس الرابطة وكأس الإتحاد الفرنسي كان فيها أكبر إنجاز لمارسيليا إسقاط منافسيهم بالتعادل في ثلاث مناسبات فقط

    تغير ملاك باريس سان جيرمان وتم شراء العديد من الأسماء المميزة التي تفتقد إلى معرفة أهمية الكلاسيكو والحماس الذي يصيب الجماهير فهناك خوف من أن تفقد المباراة أهميتها مع الهيمنة الباريسية على كل شيء هناك في فرنسا

    جماهير باريس سان جيرمان لا تريد ذلك ولا تنسى أبدا أنها تواجه عدوها الذي يجب سحقه في كل مقابلة

    نحن نمثل الهوية الباريسية ومارسيليا يمثل كل ما لا نحبه

    الأمر يكون صعبا عندما نشاهد مارسيليا على أرضية ملعبنا فهنا يجب أن يكون الفوز فقط ولا شيء أخر