حكايات ديربي ميلانو .. الإنفصال

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ستتجه أنظار العالم الكروي مساء الأحد ناحية مدينة ميلانو الإيطالية حيث سيستضيف ملعب سان سيرو دربي المدينة بين طرفيها أي سي ميلان وإنترميلان وذلك ضمن الجولة التاسعة من الدوري الإيطالي

    حكايات كثيرة شهدها الدربي منذ يومه الأول وربما أبرزها كيف ولدت المنافسة بين الثنائي الذي يقتسم المدينة وملعبها بينهم ولكي نعرف البداية سيكون علينا العودة إلى 1899 تاريخ تأسيس أول نادي كرة قدم في مدينة ميلانو وواحد من أوائل الأندية الكروية في إيطاليا

    في ذلك العام قام الثنائي الإنجليزي ألفريد إيدوادرز وهيربرت كيلبن بتأسيس نادي ميلان لكرة القدم والكريكت في السادس عشر من ديسمبر ولأن المؤسسين من أنجلترا فقد تم إطلاق أسم المدينة بالإنجليزية على النادي وليس أسمها الإيطالي ميلانو

    تولى دافيد أليسون تدريب النصف الكروي من النادي والذي كان كيلبن لاعبا فيه ونجح الفريق في تحقيق البطولات سريعا فكان أول فريق ينجح في إيقاف سلسلة بطولات نادي جنوى المتتالية وذلك عندما حقق لقب الدوري المحلي في 1901 لينهي هيمنة جنوى على البطولات الثلاثة التاريخية الأولى للبطولة

    أضاف ميلان إلى خزائنه بطولة 1906 و1907 ولكن بعد أن ترك كيلبن الملعب دبت الخلافات في  صفوف الفريق بسبب الإستعانة باللاعبين الأجانب، رغم أن النادي تأسس على يد إنجليز إلا أن النزعة القومية للاعبين الإيطاليين قد سيطرت على الفريق طوال السنوات الثمانية عمر الفريق

    خلال تلك الفترة كانت النزعة القومية داخل إيطاليا قد بدأت تحتد والإتجاه السياسي في البلاد بدأ في طريقه لإقصاء الأجانب من إيطاليا لإعلاء كلمة أبناء البلاد ونادي ميلان لكرة القدم لم يكن بعيدا عن تلك الخلافات

    نشأ خلاف كبير بين أعضاء النادي ال44 حول إستخدام لاعبين من خارج إيطاليا، الأغلبية رفضت إضافة أجانب إلى النادي رغبة منهم في جعله إيطاليا خالصا والبقية ترى أنه لا مشاكل من الإستعانة بهم من أجل تقوية النادي

    أنتهت هذه الخلافات في 1908 عندما أعلنت مجموعة من اللاعبين الإيطاليين والسيوسريين عن إنفصالهم عن ميلان وتكوينهم لنادي “إنترناسيونال ميلانو” وذلك بقيادة جورجينيو موجياني والأخوه هينترمان

    في هذه الليلة الرائعة تهدينا السماء ألوان شعارنا الأسود والأزرق

    سيكون أسمه العالمي “إنترناشيونال” لأننا أخوه في هذا العالم

    كان هذا بيان تأسيس النادي الوليد في التاسع من مارس عام 1908 وإنتر ميلان لم ينتظر كثيرا لحصد الألقاب فحقق لقب الدوري في 1910 ثم أنتظر عشرة أعوام أخرى ليضيف اللقب الثاني في 1920 بينما ميلان الفريق الأصلي فإنه بسبب هذا الإنفصال قد خسر قوته الضاربة  مكتفيا بالتواجد في منتصف جدول الترتيب بعد أن كان محلقا في الصدارة

    أنتظر ميلان حتى خمسينيات القرن الماضي من أجل العودة إلى البطولات وذلك بقيادة الثلاثي السويدي جونار جرين وجونار نوردال ونيلس ليندهولم وما تلى ذلك من بطولات تاريخيه حتى اليوم كان بفضل الأسماء الأجنبية والتي كان رفض دخولها وإرتدائها ألوان الفريق

    حاول سيلفيو بيرلسكوني في العديد من المرات خلال تواجده مالكا ورئيسا لنادي ميلان أن يكون ناديه من أسماء إيطالية خالصة ولكنه فشل بالتأكيد فكانت كل النجاحات التي حققها النادي خلال السنوات التي تجاوزت الخمسة والعشرين له مع الفريق يقودها مواهب أجنبية مدعمة بأسماء إيطالية مميزة

    يحاول بيرلسكوني حاليا تنفيذ حلمه في بناء فريق إيطالي خالص مع نادي مونزا في الدرجات الأدنى الإيطالية ولكن ميلان الفريق الذي رفض الأجانب يوما ما أصبح يتنقل بين ملاك أجانب فتحولت ملكية النادي إلى ملياردير صيني قبل أن تستحوذ عليه شركة إليوت الأمريكية في الوقت الحالي

    بينما إنتر ميلان فإنه لم يخالف عقيدته يوما ما فظل الفريق يجمع بين الأسماء الإيطالية والمحترفين الأجانب وأخر نجاحات الفريق في موسم الثلاثية رفقة المدرب جوزيه مورينيو لم يكن هناك سوى إيطالي واحد في تشكيلته الأساسية وثلاثة في القائمة كلها

    22310686_1550455678348596_4997765985213140395_n

    شهد نهائي كأس كيساو البطولة السويسرية الدربي الأول بين الطرفان وذلك في الثامن عشر من أكتوبر 1908 وأنتهت المباراة لصالح الأحمر والأسود بنتيجة 2-1 ولكن لا يوجد فريق نجح في السيطرة على الدربي في خلال السنوات التالية والتي وصل عدد المباريات خلالها إلى 221 مباراة نجح إنتر في تحقيق الفوز في 78 مباراة منهم مقارنة ب76 لميلان بينما التعادل كان حاضرا بينهم في 67 لقاء

    حصل الدربي على لقب “ديلا مادونينا” التمثال الشهير للسيدة العذراء والذي يقف فوق واحد من أكبر ميادين المدينة الإيطالية فكأنما يشهد على الصراع الكروي بين قطبي المدينة والتي أنقسم سكانها لمناصرة الفريقان

    حصل مشجعو نادي إنتر ميلان على لقب البرجوازيين ففي البدايات كان مناصري الفريق الأزرق والأسود من الطبقة العليا في المدينة وأصحاب المال فكان يتم مشاهدة جماهير الفريق تذهب إلى الملعب لمناصرة فريقها بالسيارات والموتوسكلات الخاصة بيهم بينما ميلان كان يقف خلفه طبقة الكادحين والعمال والذين كانت وسيلة مواصلاتهم الوحيدة هي الترام، بالطبع كان ذلك في الماضي والفروق الإجتماعية والإقتصادية أختفت الآن