فورزا كالشيو -5- عودة النملة الذرية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Mar 7, 2018; Toronto, Ontario, USA; Toronto FC forward Sebastian Giovinco (10) controls the ball against Tigres UANL in the second half of their CONCACAF Champions League quarter-final game at BMO Field. Mandatory Credit: Dan Hamilton-USA TODAY Sports

     فورزا كالشيو سلسلة حلقات تهتم بأبرز ما يحدث في الدوري والكرة الإيطالية ولكن بمنظور مختلف والحديث اليوم في الحلقة الخامسة عن عودة سبستيان جيوفينكو للمنتخب الإيطالي

    شهدت قائمة المنتخب الإيطالي التي قام المدرب روبيرتو مانشيني بإستدعائها لهذا التوقف الدولي مفاجئة كبيرة، لا ليست مفاجئة إستبعاد ماريو بالوتيلي المهاجم المدلل للمدرب الإيطالي وإنما إستدعاء مهاجم تورونتو  سبستيان جيوفينكو بعد ثلاث سنوات من إنتقاله للعب في الدوري الأمريكي رفقة الفريق الكندي

    لم يكن يتوقعها أحد خصوصا أنه منذ أن ترك القصير الإيطالي دوري بلاده وأنطلق إلى الدوري الأمريكي أصبح بعيدا عن أختيارات مدربيه نظرا للفارق في المستوى بين الدوريات الأوروبية وتلك البطولة المدعوة MLS في الولايات المتحدة الأمريكية، فارق يجعل من يقترب من إعتزال كرة القدم يذهب هناك ليصبح نجما ويستعيد شبابه مع الحصول على المال الوفير

    جيوفينكو نفسه تفاجئ من هذا الإستدعاء فصرح بعده

    أنا سعيد جدا بهذا الإستدعاء، لأكون صريحا لقد تفاجئت بوجود أسمي في القائمة ولكني عملت بجهد في السنوات الأخيرة ولا أستطيع الإنتظار  حتى أصل إلى هناك

    رفض أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس ومنتخب إيطاليا السابق وضع جيوفينكو في إطار الباحث عن المال، اللاعب الذي ترك يوفنتوس في عمر ال27 عاما منذ 3 سنوات للإنتقال إلى الولايات المتحدة الامريكية لم يذهب من أجل المال فقط بالنسبة للمدرب الإيطالي

    أنا أعرف جيوفينكو جيدا هو لم يذهب هناك من أجل المال

    إنها فرصة كبيرة له وقرر إغتنامها، لو كنت مكانه لفعلت مثله

    Juventus' coach Antonio Conte (L) hugs Juventus' forward Sebastian Giovinco during the Italian Serie A football match Juventus vs Chievo Verona at the Juventus Stadium in Turin on February 16, 2014.  AFP PHOTO / MARCO BERTORELLO        (Photo credit should read MARCO BERTORELLO/AFP/Getty Images)

    Juventus’ coach Antonio Conte (L) hugs Juventus’ forward Sebastian Giovinco during the Italian Serie A football match Juventus vs Chievo Verona at the Juventus Stadium in Turin on February 16, 2014. AFP PHOTO / MARCO BERTORELLO (Photo credit should read MARCO BERTORELLO/AFP/Getty Images)

    لكن كونتي الذي كان صاحب أخر إستدعاء لجيوفينكو للمنتخب الإيطالي قبل أن يقوم بإستبعاده برر بعد ذلك إستبعاده بأنه

    يجب عليه تحمل العواقب الكروية من اللعب في الولايات المتحدة الأمريكية

    ودفاعا عن كونتي بقد أستبعد معه المخضرم أندريا بيرلو لنفس السبب من البطولة، عندما كان كونتي مدربا لجيوفينكو في يوفنتوس لم يكن يعتمد عليه بشكل أساسي كما هو الحال في المنتخب الإيطالي، لماذا؟ البنية الجسدية للاعب كانت سببا رئيسيا

    عندما تزداد التنافسية يزداد العنف وجيوفينكو لا يتمتع بالقوة الجثمانية أو الطول الذي يمكنه من الدفاع عن نفسه ضد تدخلات المنافسين، جيوفينكو ليس فقط أقصر من ليونيل ميسي مثلا بأثنين سنتيمتر بل أخف عشرة كيلوجرامات كاملة مما يجعله صيدا سهل إسقاطه من المدافعين في حال كانت هناك تدخلات جسدية وهو ما سيكون بالفعل وغالبا بدون إحتساب الأخطاء لصالحه

    أكتفى جيوفينكو بدور البديل الذهبي في يوفنتوس رغم أنه عندما كان في بارما قد جذب كل الأنظار عليه بفضل تألقه وأهدافه وتمريراته الساحرة وهو ما جعل يوفنتوس يستعيده مرة أخرى من صفوف بارما بعد عامين قضاهم هناك في إينو تارديني، سبب الحرية كان لقلة التنافسية مقارنة بتلك التي يظهرها اللاعبين ضد يوفنتوس وهو ما كان يعطيه الحرية والمساحات أكثر لإظهار قدراته ومهارته

    عندما وصل ليوفنتوس حصل على لقبه الأشهر والمفضل له “النملة الذرية” تشبها بمسلسل أطفال كان يعرض في إيطاليا في الستينيات عن بطل خارق يتمتع بالسرعة والقوة

    الكثير أخبروني بأني لن أصل بعيدا بسبب جسدي الصغير

    لذلك أتعمد الإحتفال بوضع يدي فوق رأسي والإشارة بإصبعي الصغير إلى الأعلى

    يدل هذا الإحتفال الخاص باللاعب بأنه قد أصبح أكبر وأطول مع كل هدف يسجله وعدد أهدافه وصل إلى 131 هدف في 379 مشاركة رسمية منذ تصعيده لأول مرة للفريق الأول ليوفنتوس في 2006 وحتى اليوم لعب خلالها للسيدة العجوز وإيمبولي وبارما وتورونتو الكندي

    يلعب جيوفينكو في مركز صانع الألعاب المقدس بالنسبة للإيطاليين لذلك عندما وصل إليه تورنتو لجعله أغلى لاعب في تاريخ الدوري الأمريكي مع إعطائه الرقم 10 وافق مباشرة ففي النهاية جيوفينكو لا يحب لعب دور الكومبارس إنما يريد دائما أن يكون تحت الأضواء يلعب كل مباراة وينال التصفيق والتحية من الجميع وهو ما كان يفتقده في يوفنتوس رغم تحقيقه بأربعة بطولات هناك

    عندما وصل إلى تورنتو لم يحتاج الكثير من الوقت للإنفجار فحصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة الأمريكية في موسمه الأول وأصبح أول لاعب يتصدر قائمة الهدافين وأفضل صانعي الألعاب في موسم واحد وينجح في تجاوز الثلاثين نقطة في عدد الأهداف التي سجلها وصنعها في موسمين متتاليين

    سجله في أول موسم كان تسجيله ل22 هدف وصناعته ل16 هدفا أخر لزملائه وهو أول لاعب في تاريخ يصل لهذه الأرقام في موسمه الأول، أكثر لاعب تسجيلا للركلات الحرة في موسم واحد برصيد 6 ركلات وفي سنواته الأربعة هناك وصل عدد الركلات الحرة التي سجلها إلى 3 وهو أكثر لاعب متفوقا على دافيد بيكهام الذي سجل 10 فقط خلال الفترة التي لعبها هناك

    أصبح الهداف التاريخي لتورنتو برصيد 66 هدف وصاحب أسرع هدف في تاريخ النادي بعد أن سجل بمرور 57 ثانية فقط من إنطلاق أحد مبارياتهم في الدوري

    كل تلك الإنجازات لم تشفع له لإقناع كونتي بإستدعاء اللاعب لقائمته التي شاركت في يورو 2016 وأستمر الإستبعاد بوصول جيان بيرو فينتورا تدريب الأزوري، فينتورا أجاب عن سبب الإستبعاد فقال

    أود حقا مساعده ولكن ما يفعله في الدوري الأمريكي لا يمكن أخذه في الإعتبار

    عدد الأهداف التي يسجلها ويصنعها أقل أهمية بسبب حقيقة تواجده في دوري ضعيف بمواصفات أقل وإعتياده على اللعب هناك يؤثر بالتأكيد على عقليته

    لم يتأثر جيوفينكو أبدا بتلك الإقصاءات وإن كانت إيطاليا قد أفتقدت خلال تلك الفترة إلى بطل لها يستطيع حمل الفريق على عاتقه فالحرس القديم قد بدأ في الإعتزال أو أعتزل بالفعل والجيل الشاب الجديد لا يزال قليل الخبرة كثير الأخطاء وجيوفينكو صاحب ال31 عاما حاليا هو نجم الجيل الوسطي بينهم

    للأسف خسرت إيطاليا وجماهيرها مشاهدة إبداعات جيوفينكو في دوريها بعد أن قرر الذهاب لأمريكا للحصول على فرصة للمشاركة وأن يكون البطل هناك رغم العنف الذي يتعرض له هناك وهي العقبة التي كان يتحجج بها البعض في إيطاليا لإستبعاد اللاعب ووضعه دائما خيارا ثانيا أو ثالثا

    أعاد روبيرتو مانشيني إستدعاء جيوفينكو للمنتخب الإيطالي لأول مرة منذ 2015 وثاني أستدعاء منذ أنتقاله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هذه المرة مانشيني يرغب في رؤية ما ستقدمه النملة الذرية للمنتخب الإيطالي لعله يعوض الفترة السابقة التي غاب فيها عن المنتخب وتألق فيها خارجا

    لعب جيوفينكو سابقا 23 مباراة مع المنتخب الإيطالي سجل خلالها هدف وحيد وصنع ثلاثة أهداف، فقط ستة منهم كان أساسيا والبقية حل كبديل

    مع مانشيني ستكون تلك فرصة لجيوفينكو من أجل إثبات أحقيته في اللعب لإيطاليا خصوصا أن المدرب المخضرم سيقوم بكل تأكيد بالإعتماد عليه لعل وعسى يجد ضالته في اللاعب القادر على الربط بين خطوط فريقه وصناعة اللعب لمهاجميه لحل مشكلة إنعزال خطوط المنتخب الإيطالي عن بعضها البعض ونقص خبرات لاعبيها

    فرصة لجيوفينكو إن أستغلها فستكون دعاية جيدة للدوري الأمريكي لقدرته على الحفاظ وتطوير مستوى لاعبيه قادرين على اللعب مع المنتخبات الأوروبية الكبرى وهو ما سيساعد في جذب طبقة جديدة من اللاعبين من قارة أوروبا بعد أن أكتفى الدوري بالتعاقد مع عواجيز أوروبا مع الصف الثاني من نجوم أمريكا اللاتينية

    هناك نوعية من المدربين مازالت تعتقد أن الدوري الأمريكي مازال ضعيفا كما كان منذ 15-20 ععاما

    لكن هناك مدربين مثل مانشيني تابعوا الدوري وتطوره وما قدمه لاعبوه في كأس العالم الماضي وكيف يمكن الإعتماد عليهم في أي مسابقة حول العالم

    النملة الذرية لا تحمل على عاتقها فقط فرصة إثبات قدرته على قيادة هذا الجيل الإيطالي والكرة بين أقدامه وإنما أيضا يحمل طموحات وآمال ممثلي الدوري الأمريكي لإثبات تطور كرة القدم عندهم حتى وإن كانت لا تزال تدعى “سوكر” هناك