فورزا كالشيو -4- وداعا ماروتا … مهندس يوفنتوس المعاصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فورزا كالشيو سلسلة حلقات تهتم بأبرز ما يحدث في الدوري الإيطالي ولكن بمنظور مختلف والحديث اليوم في الحلقةالرابعة عن بيبي ماوتا المدير التنفيذي والرياضي الذي أعلن رحيله عن يوفنتوس ببداية الشهر الحالي أكتوبر لينهي 8 سنوات داخل جدران السيدة العجوز

    ودعت جماهير نادي يوفنتوس مديرها الرياضي بيبي ماروتا وذلك بشكل مفاجئ بعد أن خرج الأخير ليعلن رحيله بإنتهاء عقده في الأول من أكتوبر وذلك لينهي رحلة أستمرت ل8 سنوات داخل جدران السيدة العجوز مليئة بالنجاحات والإنجازات التاريخية

    لحظة حزينة عاشتها جماهير يوفنتوس بسبب ذلك القرار الذي تم إعلانه مفاجئة ولكن يبدو أن الجميع داخل أروقة الإدارة كان على علم بذلك فماروتا لم يتم التجديد له في منصبه ليحين وقت الرحيل بعد أن وضع الأساس الصحيح ليوفنتوس كتب ومازال يكتب تاريخا كرويا في إيطاليا وأوروبا

    كانت بدايته مع كرة القدم إداريا فلم يلبس “الشورت” يوما ما في حياته، بعمر ال21 عاما تم تعينه مسئولا عن قسم الشباب بنادي مدينته فاريسي قبل عام واحد فقط من ترقيته ليصبح مديرا عاما للنادي ليساهم سريعا في عودة الفريق للدرجة الثانية ويحافظ على تواجدهم هناك لخمس سنوات متتالية

    هبط فاريسي وعاد للدرجة الثالثة وحان وقت رحيل ماروتا لينتقل إلى مونزا في الدرجة الثالثة ويساهم في عودتهم إلى الثانية، بعد أربعة مواسم في مونزا أنتقل إلى كومو ثم رافيني ولكنه فشل في الصعود بالثنائي إلى الدرجة الأعلى

    شهد عام 1995 تعينه مديرا عاما لنادي فينسيا الذي كان يرأسه حينها ماوريزيو زامبريني الذي أشتهر أكثر بفترته كمالك لباليرمو بعد ذلك، رفقة ماروتا أنتهت فترة طالت ل31 عام من الإنتظار للعودة إلى الدرجة الأولى فبفضل ماروتا وصفقاته وجد فينسيا نفسه في الدرجة الأولى أخيرا

    قضى بعد ذلك عامان في أتلانتا قبل أن يعلن سامبدوريا في صيف 2001 عن توقيعه مع المدير الرياضي الشاب لينقذه من فترة كانت الأسوء في تاريخ الفريق حيث كان يقبع في منتصف الجدول في الدرجة الثانية

    عمل ماروتا منذ اليوم الأول كعادته على إعادة الفريق إلى الدرجة الأولى فكانت خطته التي لا تخيب أبدا، التعاقد مع أصحاب الخبرات في الدوري وإضافة أسماء شابة مميزة إليهم فكان النجاح فصعد سامبدوريا وعاد إلى الدرجة الأولى وبنهاية موسم 2004-2005 كان سامبدوريا يشارك في كأس الأتحاد الأوروبي بفضل مجهودات الإيطالي الذي أصبح مخضرما

    صيف 2004 شهد حصول ماروتا على منصب المدير التنفيذي لسامبدوريا بجانب عمله كمدير عام للنادي وكان أول قرار له هو الإستعانة باللاعب الساب فابيو باراتشي مساعدا له ومسئولا عن كشافي الفريق

    خلال تواجده مع سامبدوريا أستقدم ماروتا العديد من الأسماء الكبرى كان أبرزها التعاقد مع المشاغب أنطونيو كاسانو من ريال مدريد معارا مع أحقية الشراء والذي تم بعدها بموسم إضافة إلى جلب أسماء كجيامبولو باتزيني وأنجيلو بالومبو وأخرون، كما عمل مع الثنائي التدريبي المميز في إيطاليا والتر ماتزاري وجيجي ديل نيري

    أخر مواسم ماروتا مع سامبدوريا شهدت ضمان سامبدوريا المشاركة في دوري أبطال أوروبا قبل أن يعلن يوفنتوس الجريح الخارج من تداعيات الكالشيوبولي تعاقده مع بيبي ماروتا ليصبح المدير المسئول عن الرياضة في السيدة العجوز، الخطوة الأكبر والحلم

    وصل إلى يوفنتوس في موقف صعب، النادي يريد العودة مرة أخرى إلى القمة المحلية والأوروبية وهناك ملعب تم بنائه يعوق النادي إقتصاديا في الحاضر وإن كان سيأمن المستقبل ولا يوجد صبر لدى الجماهير التي رأت فريقها من وجهة نظرهم يتعرض للظلم ويحتاج إلى رد الأعتبار سريعا

    جلب معه من سامبدوريا الثنائي فابيو باراتشي ليصبح ساعده الأيمن كما كان في لويجي فيرايس ومعه قام بتعيين المدرب ديل نيري لعل وعسى يعيد نجاحاته في الموسم السابق مع سامبدوريا

    دخل يوفنتوس سوق الإنتقالات ب”غشومية” فأبرم العديد من الصفقات منها ما نجح بشكل مبهر كليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي وأخرون نجحوا بشك متوسط كفابيو كوياريلا وصفقات أخرى فشلت فشل ذريع كميلوش كراسيتش وماركو موتا وخورخي مارتينيز

    أنهى يوفنتوس ذاك الموسم في المركز السابع وضاعت عليه أي فرصة للمشاركة أوروبيا والصدمة كانت قوية على ماروتا الذي أجتمع مع مساعديه ليقرر تغير إستراتيجيته قليلا فإدارة الأندية الكبرى ليس كالأندية المتوسطة

    البداية كانت بإختيار نجم وسط الفريق السابق أنطونيو كونتي لقيادة المشروع بعد فترة قليلة قضاها في عالم التدريب رفقة سيينا، تلاها سوق إنتقالات بالأسلوب المحبب لماروتا والذي سيظل مستمرا معه حتى رحيله هذا الموسم

    صفقة مجانية كل صيف لنجم كبير لينضم إلى الفريق تلك هي الخطوة الأولى دائما فكانت البداية بأندريا بيرلو الذي توقع الجميع أن يكون قد أنتهت مسيرته قبل أن يثبت في يوفنتوس العكس تماما ويصبح حجر الأساس لفريق ظل يفوز ل4 سنوات متتالية محليا قبل أن يرحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية

    تبعه كل صيف صفقة بهذا الشكل فتم التعاقد مع سامي خضيرة وداني ألفيش وفيرناندو لورينتي، الصفقات المجانية لم تخلو من الشباب أيضا فتم جلب بول بوجبا وكينجسلي كومان إضافة إلى إيمري تشان أخر الصفقات المجانية لماروتا في يوفنتوس

    أراد ماروتا حل مشاكل يوفنتوس المادية ومعها تدعيم الفريق فكان هناك دائما صفقات من نوعية “إعارة مع أحقية الشراء” أشتهر بها الفريق طوال فترة تواجده وبها نجح الفريق في ضم العديد من الأسماء وذلك للوقوف على مدى نجاحهم قبل أن يتم دفع الأموال التي تكلف خزائن الفريق الكثير وقد لا يستفاد بهم

    وصل خوان كوادرادو بهذا الشكل من تشيلسي والثنائي دوجولاس كوستا والمهدي بن عطيه من بايرن ميونخ ونجحوا ليتم تفعيل بند الشراء بينما بينديك هوفيديس وروميلو لم ينجحوا في إقناع الإدارة بالإبقاء عليهم فتم الإستغناء عن خدماتهم بدون أن تتكلف خزائن الفريق الكثير

    نجح يوفنتوس بفضل قيادة ماروتا الحكيمة في العمل على الجانبين الكروي والإقتصادي بدون أن يتأثر أحدهم بالأخر، على الصعيد الكروي كان ماروتا مسئولا عن جلب الصفقات لبناء فريق جديد وصلب يعيد يوفنتوس إلى البطولات بدون أن يتأذى الفريق ماديا

    مخطئ من يعتقد أن يوفنتوس لم يكن يصرف كثيرا في سوق الإنتقالات ولكن الصرف كان يتم توزيعه لتدعيم جميع المراكز بالفريق في البداية لذلك كان من الصعب جلب نجوم كبار من خارج الدوري وعندما يتم التعاقد معهم يكون ذلك لعدم حاجة أنديتهم لخدماتهم أو وجود لاعب متاح تحت بند “صفقة لا يمكن رفضها”، بقية الصفقات كانت في منطقة نجوم أندية الوسط حتى وقت قريب

    وصلت العديد من الأسماء المميزة محليا كستيفان ليخشتاينر وكوادو أسامواه وماوريسيو إيسلا وسبستيان جيوفينكو ومارتن كاسيراس وأنجيلو أوجوبونا وفردريكو بيلوسو وسيموني زازا وستيفانو ستورارو وأليساندرو ماتري وميركو فوزونيتش و…و… القائمة تطول

    ومن خارج الدوري وصل أرتورو فيدال وباتريس إيفرا وكارلوس تيفيز ونجوم شابه كألفارو موراتا وماريو ماندزوكيتش وأليكس ساندرو والقائمة تطول أيضا

    لم يكن موسم ماروتا الأول مع يوفتوس هو لحظته الأصعب في مسيرته فالبدايات دائما ما تكون صعبة ولكن منتصف الطريق ومواصلة النجاحات تعتبر الأصعب، بعد ثلاث مواسم ناجحة للفريق كرويا فشلت الإدارة في تلبية طلبات المدرب أنطونيو كونتي في التعاقد مع أسماء بجودة أفضل

    رحل كونتي وترك إدارة الفريق في موقف محير فالبديل يجب أن يكمل مسيرة الإنتصارات وعليه ألا يكون متطلبا فمازال الفريق غير قادر على الدعم بميزانية مفتوحة فكل شيء يجب ان يسير بالعقل والإقتصاديات مع النجاح الكروي

    خرج ماروتا ليعلن ماكسيمليانو أليجري مديرا فنيا للفريق خلفا لكونتي ليواجهة سيلا من الإنتقادات التي كانت تطوله وتحمله مسئولية رحيل كونتي أولا وإختيار أليجري الخاطئ من وجهة نظرهم لخلافته

    أثبت ماروتا أنه على حق فمنذ الموسم الأول وجد يوفنتوس نفسه بطلا للثنائية المحلية ويلعب في نهائي دوري أبطال أوروبا بنفس الأسماء التي رحل عنها كونتي لعدم إقتناعه بإمكانيات بعض من هذه الأسماء

    لم يهنأ ماروتا كثيرا فبعد الفشل في الفوز بدوري أبطال أوروبا وجد هجرة جماعية من نجومه إلى الخارج فرحل فيدال وأنجيلو أوجوبونا أنتقل إلى ويست هام الإنجليزي، تيفيز أنهى فترته في أوروبا وقرر العودة إلى بلاده الأرجنتين ولورينتي لم يتم تمديد تعاقده كما هو الحال مع أندريا بيرلو وسيموني بيبي

    كان صيفا ساخنا ذاك الذي عاشه يوفنتوس فتم تدعيم الفريق بنوعية جديدة من اللاعبين وهم أسماء شابة ونجوم للمستقبل كباولو ديبالا وأليكس ساندرو وسيموني زازا مع روبيرتو بيريرا وأضاف إليهم خبرات ماريو ماندزوكيتش وهيرنانيز

    نجح من نجح من هذه الأسماء ولم يفشل سوى بيريرا مع هيرنانيز لكن ذاك الصيف كشف عن قدرات ماروتا في البناء بمساعدة من الخبير أليجري

    الصيف التالي شهد صفقة من العيار الثقيل وذلك عندما أعلن يوفنتوس عن دفعه ل90 مليون يورو هو الشرط الجزائي في عقد المهاجم جونزالو هيجواين وذلك بعد إقناعه بترك نابولي واللعب للمنافس السيدة العجوز، لم يكن هيجواين فقط فتم إقناع ميراليم بيانيتش أيضا

    ساعدت نجاحات يوفنتوس المحلية الفريق على جلب نجوم الدوري المحلي ولكن كان الفريق لا يزال يعاني من رغبة نجومه الدائمة في الرحيل عنه فذهب بول بوجبا إلى مانشستر يونايتد وموراتا عاد لبيته ريال مدريد

    الصيف الماضي كان تاريخيا لماروتا ويوفنتوس، أخيرا توافرت الأموال والقدرة على إقناع النجوم من خارج الدوري للوصول إلى يوفنتوس ومن النجم الأبرز الذي يمكنه أن ينضم؟ لا يوجد أفضل من كريستيانو رونالدو وهو ما تم في النهاية

    خرج ماروتا وإدارة يوفنتوس معه لتعلن حصولها على خدمات رونالدو قادما من ريال مدريد ب117 مليون يورو في صيف لم يكن هادئا إطلاقا في تورينو فتم إضافة جواو كانسيلو وماتيا بيرين وإعادة الأبن العاق بونوتشي مرة أخرى لصفوف الفريق

    لم يكن يوفنتوس فقط المستفيد من ماروتا وإنما الأندية الإيطالية كافة وذلك بفضل إستغلال يوفنتوس قوته المالية في شراء العديد من الأسماء الشابة وإعارتها إلى الأندية الإيطالية المختلفة للإستفادة الفنية منهم قبل أن يقوم ببيعهم بشكل نهائي بعد ذلك لتوفير دخل سنوي ليوفنتوس من هذه الصفقات

    خرج ماروتا بعد أنتهاء ذاك الصيف بأسابيع قليلة ليعلن للجميع خبرا حزينا، أنتهت فترته في يوفنتوس لأسباب لم يتم الإعلان عنها حتى الآن

    ربما خلافات بينه وبين الرئيس أندريا أنيلي في طريقة إدارة الفريق وربما أنتهت مهمة ماروتا التي كان منوطا بها منذ ثمانية أعوام على أكمل وجه كتب خلالها أسمه في تاريخ يوفنتوس بحروف من ذهب

    يوما ما كان لوتشانو مودجي في هذا المركز وجلب الأسماء والنجوم الواحدة تلو الأخرى ليوفنتوس لكن كل نجاحاته لن يتم ذكرها بعد أن ضاعت في فضيحة كالشيوبولي بينما ماروتا سيكون أسمه دائما مرتبط ببناء يوفنتوس جديد خرج من أزمات فضائح التلاعب في المباريات وتغلب على المشاكل الإقتصادية والكروية حتى نجح في الهيمنة على الكرة الإيطالية لسبع سنوات متتالية وأستعاد مكانته وسط كبار أوروبا كرويا زإقتصاديا

    جماهير يوفنتوس دائما ما كانت تهاجم المخضرم الإيطالي لرغبتهم الدائمة في الحصول على الأفضل وهو ما لم يكن يحققه ماروتا في الكثير من الأوقات لأسباب متعددة ولكن في النهاية كان هو صاحب القرارات الصحيحة فلم يتأثر يوفنتوس سلبا بأي من قراراته التي أغضبت الجماهير

    رحل ماروتا بعد أن نجح في مهمته التي وصل من أجلها والتي كانت الأولى من نوعها في مسيرته الكروية فكان لقراراته وإختياراته الفضل في مواصلة يوفنتوس لسبع سنوات متتالية ومستمرة السيطرة الكاملة على الكرة الإيطالية فكان هو المهندس المصمم لتاريخ يوفنتوس المعاصر