دور المجموعات … تغير جذري لإعادة الروح لدوري أبطال أوروبا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تنطلق الثلاثاء مباريات دور المجموعات لنسخة جديدة ومثيرة من نسخ بطولة دوري أبطال أوروبا الأكبر والأكثر إنتشارا ومتابعة بين كل بطولات الأندية حيث تتجمع أكبر الأندية الأوروبية معا للمنافسة على لقب ذات الأذنين والخروج بالمجد والتاريخ معنويا والمال الوفير من الجوائز المادية

    تحمل النسخة الحالية التي أنطلقت بالفعل بالأدوار التمهيدية الشهر الماضي رقم 63 في تاريخ البطولة منذ إطلاقها لأول مرة في 1955 في إنتظار معرفة من البطل المنتظر وهل ينهي أحدهم هيمنة وسيطرة ريال مدريد المستمرة منذ أعوام على البطولة أم لا؟ بداية من الغد تبدأ المنافسة الحقيقية

    كيف بدأت هذه البطولة؟ وكيف وصلت إلى ما هي عليه اليوم، التاريخ يبدأ في أمريكا اللاتينية وتحديدا العاصمة التشيلية سانتيجو هناك أنطلقت بطولة أمريكا الجنوبية للأبطال نسخة 1948 أثناء تواجد صحفي فرنسي يدعى جاك فيران والذي قام بتغطية البطولة صحفيا للجريدة التي يعمل بها ليكيب الفرنسية

    عاد فيران إلى فرنسا يحمل خبر فوز فاسكو دي جاما بتلك النسخة من البطولة ليدخل على كبير محرري الجريدة جابريل هانوت ويخبره بفكرته التي سيأخذوها فيما بعد إلى الأتحاد الأوروبي للموافقة عليها وهي إطلاق بطولة جديدة تضم أبطال الدوريات الأوروبية للتنافس معا على لقب بطل أوروبا

    كيف يمكن لأوروبا التي تريد قيادة العالم ألا تملك بطولة كهذه تحت أجنحتها! كان علينا نسخ تلك التجربة

    كانت تلك تصريحات لفيران لبرنامج جلوبو البرازيلي خلال حديثه عن مولد دوري أبطال أوروبا، بالفعل الأتحاد الأوروبي وافق على تشكيل تلك البطولة بداية من 1955 على أن تضم الفريق البطل من كل دوري أوروبي بجانب حامل اللقب ونظام البطولة هو أدوار خروج المغلوب مباشرة

    أنطلقت البطولة  في نسختها الأولى والتي حاز عليها ريال مدريد كما هو حال النسخ الخمسة الأولى إلى أن جاء غريمه برشلونة وقام بإقصاءه في نسخة 1961 والتي حصدها بنفيكا كما هو حال النسخة التالية وظلت البطولة تتنقل بين بطل وأخر وتنقلت ذات الإذنين ما بين خزائن ريال مدريد وبايرن ميونخ وهامبورج في ألمانيا وثنائي مدينة ميلانو مع يوفنتوس إضافة إلى ثلاثي أنجلترا مانشستر يونايتد وليفربول ونوتينجهام فورست مع تواجد أبطال كبورتو البرتغالي وأياكس وفينورد من هولندا وسيلتك الإسكتلندي وشتاوا بوخاريست الروماني

    أصبحت البطولة تفقد بريقها رويدا رويدا والإهتمام من الأندية الكبرى أصبح أقل وهو ما جعل أندية أقل شهرة مثل شتاوا بوخارست وبورتو وهامبورج وإيندهوفن وريد ستار بيلجراد يحققو اللقب في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي وحتى العام 1991 عندما أعلن الاتحاد الأوروبي عن تغير جديد في نظام البطولة لإعادة الروح إليها

    قام الأتحاد الأوروبي بالتعاقد مع شركة دعائية من أجل إعادة الروح إلى البطولة بجانب تغير نظامها، الشركة التي تدعى “تيم” قامت بهذه المهمة

    على المستوى الدعائي تم تغير عقود البث التلفزيوني وقدمت الشركة للعالم كله الهالة الموضوعة حول دوري أبطال أوروبا حتى اليوم فتم تلحين أغنية خاصة بالبطولة يتم تشغيلها عند نزول اللاعبين وتواجد شعار البطولة في كل مكان في الملعب كان إقتراحهم أيضا

    الهدف كان أن يكون دوري أبطال أوروبا علامة تجارية كاملة فأينما أقيمت المباراة يجب أن تكون الطقوس كلها واحدة والمظهر العام موحد لذلك دائما ما تتغير أشكال الملاعب عند إجراء مباريات دوري الأبطال عليها فتشعر كأن كل شيء مكرر في كل ملعب وشعار البطولة متواجد في كل التفاصيل

    نجحت شركة تيم في تقديم علامة دوري أبطال أوروبا منذ اليوم الأول ولكن كرويا لم يكن الأتحاد الأوروبي قد أستقر بعد على النظام الأفضل فتم تجريب إدخال دوري مجموعات عندما يصبح عدد الأندية المتبقية 8 يتم تقسميهم لمجموعتين والمتصدران يصلان للنهائي مباشرة

    أستمر هذا النظام لنسختين فقط حتى تم تعديله ليصبح المتصدر والوصيف من كل مجموعة يتأهل للعب دور نصف النهائي  ولكن هذا النظام لم يستمر سوى لنسخة واحدة فقط قبل أن يتم تغيره مرة أخرى بنظام جديد وهو ترحيل دور المجموعات إلى دور ال16 وأيضا لم يستمر هذا النظام سوى لثلاث مواسم قبل أن يتم تغيره مرة أخرى

    بداية من نسخة 1997 تم تعديل النظام مرة أخرى على أن يتم تقسيم الأندية إلى ست مجموعات وكل مجموعة يتأهل منها المتصدر وأفضل ثنائي وصيف إلى دور الثمانية لتبدأ مباريات خروج المغلوب وكالعادة لم يستمر هذا النظام طويلا فتم تغيره بعد نسختين بنظام مكون من دوري مجموعات، الأول في دور ال32 ومتصدر ووصيف كل مجموعة من المجموعات الثمانية يتأهل لدور ال16  المكون من 4 مجموعات أيضا يتأهل الأول والصيف أيضا إلى ربع النهائي ويبدأ نظام خروج المغلوب

    صمد هذا النظام من 1999 وحتى 2003 عندما أعلن الأتحاد الأوروبي عن تغير جديد بإزالة دور المجموعات الثاني والإكتفاء بإقامة المجموعات في دور ال32 فقط يتأهل متصدر ووصيف كل مجموعة إلى الدور التالي بداية أدوار خروج المغلوب

    كان هذا أخر تعديل على نظام البطولة من قبل الإتحاد الأوروبي وكل هذه التغيرات كانت لمصلحة البطولة وبفضل الدعايا الكبيرة للبطولة لم تستعد البطولة بريقها فقط بل أصبح أفضل وأكثر إنتشارا حيث تنتظر الجماهير في كل أنحاء العالم مساء الثلاثاء والأربعاء لمتابعة مبارياتها والإستمتاع بأجواءها والإستماع إلى الأهازيج الخاصة بالبطولة

    نجحت ويفا بداية من نسخة 1991-1992 في إعادة أهتمام الاندية الكبرى بالبطولة وساعدهم في ذلك رفع الإيقاف عن الأندية الإنجليزية والذي تسببت به جماهير ليفربول بسبب حادثة ملعب هيسل، زادت مداخل البطولة وأصبحت تتضاعف بشكل مهول بسبب الإنطلاقة الدعائية الجديدة وكلما زادت الجوائز زاد أهتمام الأندية بالفوز بها

    عام 2006 كانت عوائد الأتحاد الأوروبي من البطولة 607 مليون يورو وبنهاية نسخة 2016-2017 وصلت هذه العوائد إلى 2 مليار يورو

    النسخة الحالية ستشهد توزيع أكثر من 2 مليار يورو جوائز على الاندية المشاركة بزيادة أكثر من 400 مليون يورو عن الموسم الماضي وذلك بسبب زيادة عقود البث التلفزيوني الخاص بالبطولة

    عان الأتحاد الأوروبي كثيرا حتى وصل إلى النظام الأفضل الحالي للبطولة ولكن بفضل شركة الدعايا الإعلانية التي تعاقد معها ووكل إليها المهمة لإعادة الروح إلى البطولة لكان التاريخ قد تغير