إيطاليا .. ليست مشاكل فنية فقط

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فشل المنتخب الإيطالي في تحقيق أي فوز خلال مباراتيه في دوري الأمم الأوروبية هذا التوقف الدولي فتعادل مع بولندا بهدف لكل فريق وخسر من البرتغال بهدف نظيف ولم يقدم الأزوري ما يشفع له ولمدربه روبيرتو مانشيني من تجنب الإنتقادات بسبب سوء المستوى

    قام مانشيني بتجربة العديد من اللاعبين الجدد في قائمة المنتخب ومحاولة النزول بمعدل الأعمار من أجل بناء فريق شاب إيطالي قادر على العودة مرة أخرى بعد فضيحة الغياب عن المونديال الماضي والتي على إثرها تم الإطاحة بالمدير الفني السابق فينتورا

    لكن يبدو أن فينتورا لم يكن السبب الرئيسي فما شاهده الجميع خلال التوقف الدولي الحالي من لاعبي إيطاليا لا يبشر بخير، الأمور ليست تكتيكية ففرديا الأسماء المستدعاه لا تبدو قادرة على تمثيل المنتخب الإيطالي بالشكل المناسب

    نجح مانشيني في النزول بمعدل الأعمار بالفعل فوصل إلى 26.4 عاما وهو المعدل الأصغر لتشيكلة المنتخب الإيطالي منذ التي بدأت بها مباراة لوكسمبورج في أكتوبر من العام 1976، إيطاليا أنتظرت ست سنوات بعد تلك المباراة لرفع كأس العالم 1982 بقيادة المدرب إينزو بيرزوت

    ظهرت العديد من الأسماء لأول مرة رفقة إيطاليا خلال هذا التوقف الدولي ككريستيانو بيرارجي لاعب فيورنتينا ومانويل لازاري ظهير سبال، جرب مانشيني طريقة 4-3-3 في المباراة الأولى ثم 4-4-2 في المباراة الثانية والتي فشل فيها تماما في صناعة أي فرصة على مرمى المنافس

    قبل المباراة تحدث الجميع عن كون جوجو كيليني هو الهداف التاريخي لهذه الأسماء الإيطالية بتسجيله ل8 أهداف، ربما الأمر مجرد إحصائية لا معنى لها نظرا لكون جوجو يلعب دوليا مع إيطاليا منذ 2004 تاريخ إستدعائه الأول للمنتخب مقارنة ببقية الأسماء التي لا تزال تخطو خطواتها الأولى دوليا

    لكن الأمر لا علاقة له بالمهاجمين فالثلاثي تشيرو إيموبيلي وماريو بيلوتي وماريو بالوتيلي لا غبار على قدراتهم التهديفية وما يقدموه مع أنديتهم ولكن المشكلة تكمن في صناعة اللعب، أمام البرتغال لم تصنع إيطاليا أي فرصة تهديفية على مرمى الخصم

    ليست تلك المرة الأولى بالتأكيد التي تعاني فيها إيطاليا وربما هذا هو السبب في كون الأهداف ال12 الأخيرة التي سجلتها إيطاليا جاءت عن طريق 12 لاعبا مختلفا منهم فمعظم المحاولات تكون مجهودات فردية أو إستغلال لأخطاء دفاعية للخصوم أو ركلات ثابتة وركلات جزاء نظرا لعدم وجود فرص للمهاجمين

    غياب الإنسجام سبب رئيسي في تلك النقطة فمانشيني مازال في مرحلة التجريب وإختبار الأصلح للعب بقميص الأزوري فلم يثبت تشكيلته بعد ولم يستقر على الأسماء الأساسية التي سيعتمد عليها في الفترة المقبلة بداية من تصفيات أمم أوروبا القادمة

    أمام البرتغال لعبت إيطاليا بطريقة 4-4-2 وفشلت فشلا ذريعا فظهر الفريق غير قادر على الخروج بالكرة من نصف ملعبه، في إحدى اللقطات خلال أحداث المباراة ظهر ستة لاعبين من المنتخب الإيطالي غير قادرين على الحصول على الكرة من حارس مرمامهم جيانلويجي دوناروما رغم وجود ثلاث لاعبين من منتخب البرتغال فقط معهم، السبب بالتأكيد هو التمركز الخاطئ للجميع على أرضية الملعب

    تشيرو إيموبيلي وسيموني زازا فشلو معا في التأقلم وخلخلة دفاعات البرتغال بسبب غياب الإنسجام بينهم فكان زازا دائما في أحضان مدافعي البرتغال غير قادر على التحرك وإيموبيلي كان يخرج كثيرا بعيدا عن مناطق الخطورة لإستلام الكرة من خط الوسط والأطراف في إجازة هجومية ودفاعية معا

    لم يختلف الأمر كثيرا عندما تحولت طريقة اللعب إلى 4-3-3 مع خروج إيموبيلي ونزول دومينيك بيراردي في الدقيقة 60 فظلت إيطاليا بلا أي شكل أو طعم أو لون إلى نهاية المباراة والتي تحولت فيها الطريقة إلى 4-4-2 مرة أخرى بنزول بيلوتي بدلا من بريان كريستانتي

     الخلاصة أن إيطاليا مازالت في بداية الطريق ومانشيني مازال يحاول الوصول للتوليفة الأفضل له طبقا للإمكانيات المتاحة والتي تبدو غير قادرة على مجاراة المنتخبات الأوروبية الكبرى بسبب نقص الخبرة، مانشيني سيعاني في الفترة المقبل أكثر فبدلا من أن يجد الأسماء الشابة لديه تحصل على فرصا أكبر فإن معظمها في أنديتها قد تحول إلى أسماء إحتياطية بعد بدايات مميزة الموسم الماضي كروبيرتو جاليارديني مثلا

    لا تمتلك إيطاليا حاليا سوء أسماء معدودة تلعب على مستوى تنافسي كبير خصوصا في أوروبا وهم رباعي يوفنتوس كيليني وليوناردو بونوتشي وفريدريك بيرنارديسكي والحارس الإحتياطي ماتيا بيرين إضافة إلى لاعب وسط تشيلسي جورجينيو أما بقية الأسماء فهي إما مستبعدة من تشكيلة أنديتها كإيمرسون بالميري أو تلعب على المستوى المحلي فقط ونادرا ما تظهر أوروبيا بالشكل المطلوب خصوصا لاعبي نابولي وميلان نظرا لنقص الخبرات لديهم

    مشاكل عديدة تعاني منها الكرة الإيطالية التي تحاول التعافي والعودة مرة أخرى إلى مقدمة الأمم الأوروبية كرويا، التوقف الدولي الحالي كشف عن حقيقة مرة للجميع داخل إيطاليا، المشكلة لم تكن أبدا في المدرب وإنما في قدرات الأسماء المتاحة