أجويرو .. حكاية ال200 وواحد هدف

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • وصل إلى مانشستر صيف 2011 للتوقيع للنصف الأزرق من المدينة وذلك بعد مسيرة مميزة وأهداف لا تنسى حفر بها أسمه في ذاكرة جماهير أتليتكو مدريد رغم أنه لم يكن قد تجاوز ال23 من عمره عندما ترك الفريق الإسباني ليصبح حينها الصفقة الأغلى في تاريخ مانشستر سيتي

    دفعت إدارة السماوي الشرط الجزائي في عقد اللاعب وذلك بعد أقل من ستة أشهر من تقليص المبلغ في عقد اللاعب من 51 مليون جنية إسترليني إلى 38 مليون فقط تم بها فك أرتباط المهاجم الأرجنتيني بالروخا بلانكوس ليوقع عقدا سيكتب به التاريخ بالقميص السماوي لمانشستر سيتي

    عندما وصل هناك كان روبيرتو مانشيني يعلم جيدا بأنه قد تعاقد ليس فقط من أحد المواهبة الواعدة في كرة القدم بل أيضا هدافا لا يتوقف عن زيارة الشباك منذ نعومة أظافره وبداية عهده مع كرة القدم، سريعا دخل أجويرو تاريخ الفريق ومنذ الموسم الأول وحتى الآن مازالت الأرقام القياسية تتحطم على أقدامه

    الأنطباع الأول يدوم دائما والمشاركة الرسمية الأولى لأجويرو مع فريقه الجديد جاءت بعد 10 أيام فقط من وصوله إلى أنجلترا وأمام سوانسي سيتي قرر مانشيني الدفع بلاعبه الشاب لنصف ساعة أخيرة في المباراة التي كان سيتي متقدما في نتيجتها بهدف نظيف

    تسع دقائق فقط وكان أجويرو يفتتح أهدافه الرسمية مع الفريق وصافرة الحكم بنهاية المباراة كانت قد أعلنت عن ثنائية سجلها أجويرو وهدف أخر صنعه لزميله دافيد سيلفا في إنطلاقة أعتبرتها الصحف الإنجليزية واحدة من أفضل الإنطلاقات للاعب جديد على البريميرليج في تاريخ البطولة

    لست مندهشا مما قدمه لأني أعرفه جيدا

    هو لاعب مذهل ولكنه لم يعطينا 100% من إمكانياته بعد لقد وصل إلى هنا منذ 10 أيام فقط

    كانت تلك كلمات روبيرتو مانشيني عن مهاجمه الشاب بعد تلك المباراة، أجويرو لم يخيب ظن مدربه فأنطلق مسجلا 30 هدف في 48 مباراة شارك فيها خلال موسمه الأول في أنجلترا، هدفه الأهم؟ بالتأكيد كان ذلك الذي أهدى مانشستر سيتي لقب الدوري الأول لهم منذ غياب لأعوام وأعوام وأعوام

    ثواني قليلة تفصل سيتي عن خسارة لقب الدوري بعد منافسة شرسة مع الجار مانشستر يونايتد والنتيجة تشير إلى التعادل 2-2 قبل أن تصل الكرة إلى ماريو بالوتيلي داخل منطقة الجزاء ولأول مرة في مسيرته الكروية رفقة الفريق السماوي قرر السوبر ماريو أنه حان وقت التمرير وصناعة هدف لزميل له ليمهد الكرة إلى المنطلق داخل منطقة الجزاء أجويرو والذي لم يفكر لأكثر من ثانية قبل أن يطلق تسديدته الشهيرة التي سكنت مرمى كوينز بارك رانجيرز معلنة أن الدوري الإنجليزي سيبيت هذه الليلة في النصف الأزرق من مانشستر

    هو الهدف الأهم في مسيرتي كلها حتى الآن

    أنت تسجل هدف في الثانية الأخيرة يفوز لفريقك ببطولة هذا قد لا يتكرر مرة أخرى

    عندما وصلت الكرة إلى بالوتيلي فكرت مثل الجميع أنه سيقوم بالعمل بشكل فردي ولكنه قام بتمريرها لي

    لقد كدت أسقط على الأرض ولكن حينها كل ما جاء في عقلي سدد الكرة بكل قوة نحو المرمى فكان ذلك ما حدث ووجدت الكرة في الشباك

    كاد يسقط ولكنه وقف على قدمه في النهاية وسجل الهدف، لم تكن البطولة الأولى له في مسيرته فقد نجح رفقة أتليتكو مدريد في رفع يوروبا ليج وكأس السوبر الأوروبية ولكن هذه المرة هدفه الشخصي هو ما حسم كل شيء

    ربما تذكر في تلك اللحظة طفولته في أحياء بوينيس أيريس الفقيرة حيث نشأ هناك في شمال المدينة بحي فيلا ميسريا حيث التجار ومتعاطي ال”باكو” أحد مشتقيات مخدر الكوكايين المخلوطة بسم الفئران لردائتها، والده كان سائق سيارة أجرة يحصل فقط على 20 دولار أسبوعيا والعائلة تعيش في عالم من الفقر

    هناك ولد وسنواته الأولى مرتبطة بكل شيء وصل إليه هنا فيومه كان مقسما بين مشاهدة أفلام الكارتون اليابانية والتي حصل منها على لقبه “كون” من شخصية كارتونية تدعى “كوم كوم” كانت تشبهه، جده كان المسئول عن هذا اللقب، أجويرو إن لم يكن يشاهد الرسوم المتحركة فهو بالتأكيد يلعب كرة القدم

    كرة القدم تحيط بك من كل أتجاه في الأرجنتين

    في أي وقت في اليوم كنت ألعب كرة القدم ليلا أو نهارا وأقضي ساعات وساعات معها لم يكن الوقت عاملا مهما بالنسبة لي

    بفضل موهبته أنضم صغيرا جدا إلى أكاديمية نادي إندبيندنت الشهير، ريكاردو بوتشيني أسطورة الفريق كان حينها المسئول عن قطاع الناشئين وعندما شاهد أجويرو يلعب رأى الموهبة الخام والمهارات الطبيعية التي لا تحتاج سوى إلى توجيه صحيح

    لقد كان واثقا من نفسه وهدافا مميزا

    أوسكار روجيري كان مديرا فنيا لإندبيندنت عندما قرر تصعيد أجويرو للمشاركة في أخر مباراة بالدوري الأرجنتيني وأجويرو كان يبلغ من العمر 15 عاما و35 يوم فقط ليسجل نفسه أصغر لاعب في تاريخ البطولة يشارك في المباريات

    كنت صغيرا في السن والحجم وكان علي تجنب التدخلات العنيفة من الجميع

    كانت مشاركة مفاجئة والمدرب أخذ مخاطرة كبيرة بإشراكي ولكنه وضع ثقة كبيرة في رغم صغر سني

    في بلاد تعج بالأساطير والمواهب في مركز صانع الألعاب والرقم 10 ظهر أجويرو المهاجم القناص القادر على قتل المنافسين بهدوء وحسم داخل منطقة الجزاء كما لو كان راقصا للسامبا بالرقم 9 فولدت هناك في الأرجنتين مقارنة بين المهاجم الأرجنتيني الشاب ومهاجم برازيلي مخضرم أبهر العالم كله وهو روماريو، لويس مينوتي الفائز مع الأرجنتين بكأس العالم 1978 كان هو أول من أشار إلى التشابه الكبير في طريقة اللعب بين أجويرو وروماريو

    أعتاد مينوتي في إندبينتدنت أن يلقبني بروماريو

    أكد على تلك المقارنة روبيرتو مانشيني مدربه في مانشستر سيتي عندما وصل في 2011 وزميله في الفريق السماوي فيرناندينيو كرر تلك المقارنة في تصريحات له في 2015 وهو نفس ما قاله ماكسويل ظهير أياكس وبرشلونة وباريس سان جيرمان السابق

    مثل روماريو قصير وقوي

    مدرب لوكوموتيف موسكو أناطولي بيشوفيتس الذي سجل أجويرو ضده ثنائية في 2007 عندما كان في أتليتكو مدريد أضاف قليلا على ذلك “كون أجويرو يشارك أكثر زملائه اللعب” وهو ما لم يكن الأسطورة البرازيلية يقوم به، أجويرو نجح في أن يكون قاتلا كمهاجم برازيلي وجماعيا كصانع ألعاب أرجنتيني متعته ليس في سماع آهات الإعجاب من الجماهير ولكن في رؤية الحسرة على وجوه المنافسين والكرة تحتضن شباكهم

    واصل أجويرو العمل يوما بعد يوم فلم يتوقف عن كونه صاحب الهدف التاريخي الذي جاء لسيتي بالدوري الأول لهم رفقة الملاك الجدد وموسما تلو الأخر كان يتحول إلى أيقونة للنادي ولجماهيره التي عشقته خصوصا مع رفضه الدائم للرحيل وقبول العروض التي لا تتوقف عن الوصول من ريال مدريد

     لعنة الإصابات بدأت في معرفة طريقها إلى ركبة اللاعب فأسقطته المرة تلو الأخرى وفي كل مرة كان يعود أجويرو أقوى وأفضل، موسم 2013-2014 أكتفى ب17 هدفا في 23 مباراة بالدوري الإنجليزي كانت مؤثرة بما فيها الكفاية لتهدي فريقه لقب الدوري مرة ثانية وهذه المرة رفقة المدرب التشيلي مانويل بيلجريني

    لم تتركه الإصابات ففي سبعة مواسم رفقة السماوي تعرض ل13 إصابة منها 5 في ركبته التي كثيرا ما وقفت آلامها ضد إنطلاقاته وحاولت تعطيل ماكينته التهديفية دون جدوى

    وصل بيب جوارديولا إلى مانشستر سيتي منذ عامين ومعها بدأت الشائعات حول إمكانية رحيل أجويرو أخيرا عن سيتي نظرا لأنه لا يناسب تطلعات المدرب الإسباني ولا يمتلك المقومات المطلوبة لمهاجم فريق يدربه الكتلوني الذي يمتلك تاريخا أسود مع مهاجمي الفرق التي دربها صامويل إيتو وزلاتان إبراهيموفيتش وماريو ماندزوكيتش

    لكن ما حدث أن أجويرو أثبت للجميع وأولهم مدربه إن كانت هناك بينهم خلافات فنية بأنه الأحق بهذا المركز فظهر الفارق واضحا بين أجويرو وبديله الشاب جابريل خيسوس وبقية مهاجمي الدوري الإنجليزي فأستمر في التهديف بدون توقف

    هدف في مرمى نابولي الموسم الماضي في دوري أبطال أوروبا جعل فريقه يمر من دور المجموعات إلى الأدوار الإقصائية كان الهدف رقم 178 للاعب الأرجنتيني في مسيرته مع سيتي وهو ما يعني أنه قد أصبح رسميا الهداف التاريخي للفريق بعد 7 أعوام فقط من التواجد معهم متفوقا على الإنجليزي إيريك بروك الذي سجل 177 هدف في 13 موسما قضاهم مع النادي في ثلاثينات القرن الماضي

    دخل تاريخ الفريق من أوسع أبوابه وخلد أسمه في ذاكرة جماهير مانشستر سيتي ومنافسيه بأهدافه التي سكنت شباكهم ولكنه لم يتوقف عند هذا فقط فأستمر في تحطيم دفاعات الخصوم الواحد تلو الأخر

    مازال هناك رقم تهديفي جديد لم يكسره أجويرو مع سيتي، اللاعب مازال يبتعد عن بروك في عدد أهدافه في الدوري الإنجليزي فأسطورة سيتي السابقة سجل 158 هدف متساويا مع أنجليزي أخر هو تومي جونسون بينما أجويرو سجل 143 هدف فقط والموسم الحالي قد يشهد هيمنة الكون على كل الأرقام التهديفية لسيتي

    أفتتح أهداف فريقه في مرمى تشيلسي في الدرع الخيرية لتصل أهدافه إلى الرقم 200 بقميص مانشستر سيتي ولم يكتفي بذلك فأضاف الهدف الثاني ليؤمن لفريقه الفوز باللقب الأفتتاحي في الموسم الجديد والبطولة رقم ثمانية له في سبع سنوات رفقة الفريق السماوي

    رقم لم يصل له أي لاعب في تاريخ الفريق ولن يفعلها أحد قريبا خصوصا أن أجويرو لن يكتفي بهذا الرقم وسيعمل على زيادته، الألة التهديفية التي لا تتوقف ولا ترحم أحد فبيمناه سجل 147 هدف ويسراه أطلقت 35 رصاصة رحمة على المنافسين بينما رأسياته كانت حاضرة في 19 مرة فقط

    تمركزه داخل منطقة الجزاء سهل مهمته في التسجيل 182 مرة بينما خروجه من منطقة الجزاء وإن كان نادرا فلا يحرمه من التهديف فحدث هذا ب19 قذيفة بعيدة المدى أسعدت جماهير سيتي

    مسيرة أجويرو مستمرة في مانشستر سيتي بمجهوده وأهدافه، جماهير الفريق تعي بأن مع بداية كل موسم النهاية تقترب وستستيقظ يوما ما على خبر رحيل أسطورة الفريق عنها للعودة إلى بلاده الأرجنتين من أجل إنهاء مسيرته

    هناك في إندبندنت ولدت وهناك ستنتهي مسيرتي الكروية