يوفنتوس وأنيلي رحلة ثمانية سنوات بدأت بديون تاريخية ووصلت إلى التعاقد مع الأفضل في العالم

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أعلنت صفقة كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس عن بداية فترة جديدة للنادي الإيطالي في عهد إدارته الحالية بقيادة الوريث الشرعي لرئاسته أندريا أنيلي وذلك بعد سنوات من التراجع والعذاب بسبب النتائج المترتبة على فضيحة كالشيوبولي في 2006 وإسقاط الفريق إلى الدرجة الثانية

    نعم عاد يوفنتوس إلى الدرجة الأولى سريعا ولكنه حتى وصول أنيلي في مايو 2010 إلى رئاسة النادي كان لايزال متخبطا في الإدارة الفنية ومترنحا على المستوى الإقتصادي ليقرر جون إلكان التخلي عن منصبه إلى أحد أبناء عمومته الشاب أندريا أنيلي ليبدأ رحلة خروج السيدة العجوز من إنكسارها

    دعمت الجماهير أنيلي منذ اليوم الأول فأعتبرته وريثا شريعا عاد لكرسيه المسلوب وذلك بعد أن كان والده وجده الأكبر رؤساء في هذا المكان حققوا النجاحات وأضافوا إلى أسم يوفنتوس ووضعوه في مصاف الأندية الكبرى

    كانت الخطة صعبة فالفريق محطم فنيا وإقتصاديا وهناك ملعب يتم بناءه سيكلف الفريق الكثير من الأموال في ظل ظروف إقتصادية صعبة لا يعيشها الفريق فقط بل إيطاليا كلها، أنيلي أعلن في أول موسم له مع الفريق عن خسائر وديون وصلت إلى 95 مليون يورو وهو الرقم الأعلى والأسوء في تاريخ النادي، يعطيك هذا فكرة عن الوضع حينها

    هنا بدأت الخطة وبرفقة بيبي ماروتا الذي قام أنيلي بجلبه من سامبدوريا ليصبح مديرا تنفيذيا للنادي أنطلق يوفنتوس على مدار 8 أعوام كاملة ليحقق النجاح تلو الأخر

    على المستوى الفني لم يكن الموسم الأول جيدا للفريق رغم الصفقات التي جاء بها ماروتا والمتمثلة في ميلوش كراسيتش وديجو وأماوري وأخروون بقيادة المدرب لويجي ديل نيري فشلوا في إعادة الفريق إلى المقدمة فترنح يوفنتوس وتراجع إلى المركز السادس بنهاية البطولة ليبتعد عن أي مشاركة أوروبية

    كانت الخطوة التالية صعبة فتم أختيار المدرب الشاب أنطونيو كونتي لقيادة الفريق، ما حدث بعد ذلك كان تاريخيا يوفنتوس بطلا للدوري لثلاث مواسم متتالية قبل أن يعلن كونتي رحيله عن الفريق بسبب خلافات مع الإدارة

    الخلافات كانت متمثلة في طريقة إدارة سوق الإنتقالات، كونتي رأى أن الإدارة السبب في فشل الفريق الأوروبي بسبب ضعف مستوى التدعيمات وعدم تلبية رغباته في السوق، لكن حينها كانت إدارة يوفننتوس شغلها الشاغل التعاقد مع أفضل الأسماء المتاحة بأقل الأسعار فكانت التدعيمات القوية مجانية كأندريا بيرلو وبول بوجبا وفيرناندو لورينتي

    بينما الصفقات الشرائية لم تكن جيدة فالتعاقدات كانت مع أسماء كماتري وبوريللو والمواهب متمثلة في إستجاربيا، ليست البيئة الملائمة لتحقيق طموحات كونتي في تعاقدات كبيرة، على الأقل حينها

    بديل كونتي كان ماكسيميليانو أليجري المدرب الذي جلب أخر بطولة دوري لفريق غير يوفنتوس عندما كان مدربا لميلان قبل أن يسقط بهم إلى الهواية، تعاقد أثار سخط الجميع ولكن في النهاية الإدارة أثبتت أنها كانت صاحبة القرار الصحيح كما حدث سابقا مع كونتي

    حصد يوفنتوس الثنائي المحلية أربعة مواسم متتالية ووصل لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين خلال تلك الفترة وتعاقدات الفريق شهدت منحنى جديد فبعد أن كان النجوم ياتون بشكل مجاني بدأ يوفنتوس بجلب نجوم شابة كألفارو موراتا والتعاقد مع أسماء مميزة بأسعار إقتصادية كما حدث في صفقة كارلوس تيفيز التي تمت في عهد كونتي

    خلال المواسم الأولى لأليجري ونظرا للنجاحات المتتالية وهيمنة الفريق المحلية أعلنت الإدارة أنها أخيرا قد تخلصت من عبئ ديون الملعب الذي بدأ يحقق الأرباح ويوفنتوس نفسه خرج لأول مرة بنهاية 2017 بصافي أرباح في نهاية السنة المالية لأول مرة منذ زمن بعيد

    تغيرت خطة الفريق في سوق الإنتقالات فالموسم قبل الماضي مثلا شهد التعاقد مع جونزالو إيجواين مهاجم نابولي بكسر الشرط الجزائي في عقده والبالغ 95 مليون يورو في إشارة للجميع داخل إيطاليا أن البيانكونيري ليس مهيمنا فقط على أرضية الملعب ولكنه خارجها أصبح إقتصاديا قادر على جلب أي أسم يريد من داخل الدوري الإيطالي

    مشكلة يوفنتوس كانت أنه من الصعب بل من المستحيل إقناع النجوم الكبار الإنضمام إلى الفريق وترك دورياتهم القوية وذلك رغم أنه أثبت أنه قد أصبح قوى إقتصادية كبرى لا يستهان بها، لكن مازال الفريق بعيدا عن جلب النجوم من خارج إيطاليا وإقناعهم باللعب بين صفوفه مكتفيا بنجوم الصف الثاني ممن فشلوا مع الأندية الكبرى الأخرى كدوجولاس كوستا والمهدي بن عطيه وكوادرادو وأخرون وهو تقدم عن الصفقات المحلية الردئية التي كان بيرمها في بداية عهد أنيلي وماروتا

    هؤلاء أضافوا للفريق فنيا ولكن السيدة العجوز كانت في وضع يجعل النجوم تقرر الرحيل عن الفريق وترك إيطاليا التي أصبحت عامل طرد للمواهب والنجوم فرحل أرتورو فيدال ورحل موراتا ورحل بول بوجبا عن الفريق تواليا دون أن يستطيع الفريق إقناعهم بالبقاء

    الموسم الماضي شهد إعلان يوفنتوس تغيره لشعار الفريق لأسباب دعائية وتم إعلان عدة مشاريع مرتبطة بملعبه الذي تحول بالفعل إلى مدينة رياضية كاملة تضم بين جنباتها ملعب تدريب ومقر إقامة للفريق ومقر طبي مجهز على أعلى مستوى بجانب بيع حقوق أسم الملعب إلى شركة أليانز للتأمينات ليصبح أليانز تورينو كما أصبح أسمه أيقونة للنادي ومصدر دخل نقله بعيدا عن بقية الفريق المحلية والسبب رغبة الإدارة في تحويل الفريق إلى علامة تجارية كبيرة كما يحدث مع ريال مدريد ومانشستر يونايتد حول العالم، هدأ يوفنتوس طوال الموسم وهذا الصيف خرج بصفقة مدوية

    كريستيانو رونالدو في يوفنتوس!! لا أحد توقع أن تتحول تلك الشائعات إلى خبر رسمي يعلنه ريال مدريد ويوفنتوس معا، نجحت إدارة الفريق الإيطالي في نيل إعجاب اللاعب البرتغالي الذي قرر الذهاب إلى هناك لمدينة تورينو للعب رفقة السيدة العجوز

    بيبي ماروتا المدير التنفيذي ليوفنتوس كشف أن رونالدو هو من أختار يوفنتوس والسيدة العجوز قامت بدفع المبلغ المطلوب للحصول على خدماته من ريال مدريد وهو 100 مليون يورو والراتب الذي طلبه اللاعب والذي سيصل إلى 31 مليون يورو

    مبلغ ضخم ربما كان يقارب مجموع رواتب لاعبي يوفنتوس جميعا عندما تسلم أنيلي وماروتا الفريق في 2010 ولكنه اليوم يوفنتوس أصبح عامل جذب لأفضل لاعب في العالم، يوفنتوس نجح في ضم علامة تجارية تدعى كريستيانو رونالدو لكتيبته الدعائية ونجح في ضم اللاعب الأفضل في العالم والحائز على الكرة الذهبية لدعمه فنيا على أرضية الملعب

    مرحلة جديدة دخل فيها مشروع يوفنتوس الناجح جدا مع أنيلي الرئيس الذي حمل على عاتقه منذ اليوم الأول الخروج بالفريق من النفق المظلم وإعادته مرة أخرى كما كان قبل 2006 ثالث أكبر فريق إقتصاديا في أوروبا وداخل الملعب الفريق الذي يهابه الجميع محليا وأوروبيا وهو ما يحدث بالفعل رفقة المدرب ماكسيميليانو أليجري

    نجح أنيلي وماروتا في قيادة يوفنتوس إلى بر الأمان أقتصاديا مع تحقيق نجاحات كروية ساحقة جعلت الفارق بين يوفنتوس ومنافسيه يتسع يوما بعد يوم وصفقة كريستيانو رونالدو كانت الضربة القاضية التي أنهت آمال وطموحات المنافسين في اللحاق بالسيدة العجوز التي يبدو أنها قررت الجلوس منفردة على القمة لسنوات قادمة

    نقلة نوعية كبيرة لصفقات الفريق ستجعل الجماهير تتناسى أنه في يوم ما كانت تشكيلة الفريق مكونة من أسماء مجانية لم تصلح للعب أبدا في أندية بعيدة عن منتصف الجدول ولكنها اليوم تضم بين صفوفا أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو ومن هنا سيكون الأمر أسهل في إقناع أي أسم بالإنضمام إلى الفريق وسيكون الراغب في الرحيل عن السيدة العجوز مضحيا بحلم اللعب بجانب الأفضل