لماذا فشل منتخب ألمانيا؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أنتهت رحلة المنتخب الألماني بطل العالم سريعا في روسيا، لعنة البطل أصابته كما أصابت سابقيه فودع المونديال من الدول الأول ليلحق بفرنسا وإيطاليا وأسبانيا في تلك السلسلة من العروض السيئة التي تلي الفوز الكبير

    فشلت ألمانيا في تحقيق سوى أنتصار واحد فقط مقابل خسارتين، دخلت اللقاء الأخير أمام كوريا الجنوبية التي ودعت البطولة قبل مباراتهم معا وحسم التأهل في يدها هي فقط ولكنها فشلت في غثبات أحقيتها بالبطاقة الثانية في المجموعة التي ضمت معها السود المتصدر والمكسيك الوصيف

    عاد خواكيم لوف رفقة أبطال العالم السابقين إلى بلادهم سريعا منكسي الرأس بعد الأداء المخيب الذي قدمته الماكينات التي أصابها العطب في روسيا مرة أخرى بعد أكثر من 70 عاما من أنتهاء الحرب العالمية الثانية

    العديد من المشاكل صادفت المنتخب الألماني خلال مبارياته الثلاثة والتي شهدت إحرازه لهدفين فقط مقابل إستقبال شباكه لأربعة أهداف ليتم إقصاءه من البطولة سريعا

    البداية من القائمة التي أختارها يواكيم لوف، هنا يجب الإشارة إلى أن لكل مدرب لاعبيه المفضلين وبعض المدربين يفضل أختيار الأسماء الملائمة لطريقة لعبه والأسماء التي تسطيع تنفيذ أفكاره لذلك كان أستبعاد ليروي ساني أو هكذا قيل لعدم ملائمة طريقة لعبه مع أفكار المدرب لوف

    أختار المدبر الألماني ماريو جوميز كمهاجم ثاني في قائمته بعد الشاب تيمو فيرنر، هنا يجب الإشارة إلى أن المنتخب الألماني يعاني في هذا المركز منذ أعتزال ميروسلاف كلوزه وأداء فيرنر الدولي مازال واضحا عليه إفتقاده للخبرة بينما جوميز ليس بالمهاجم الذي يمكن الأعتماد على خبراته فقط

    مستوى سيئ قدمه مسعود أوزيل الموسم الماضي مع أرسنال لم يمنعه من الإنضمام إلى تشكيلة المدرب لوف والمشاركة أساسيا في لقائين، الأداء كان واضحا عليه غياب اللاعب القادر على صناعة الفرص التهديفية واللعب الخلاق فألمانيا في النهاية أكتفت بإرسال عرضيات عشوائية إلى داخل مناطق المنافسين دون خطورة تذكر

    أرسلت ألمانيا 96 عرضية في المباريات الثلاث بمعدل 32 عرضية في المباراة الواحدة دون جدوى فلم تسجل أي أهداف منها، رقم كبير يدل على قلة الحيلة وغياب الأفكار والطريقة الهجومية للمنتخب الألماني الذي أكتفى مدربه لوف بمتابعة لاعبيه يقومون بإطلاق عرضيات طائشة لا تصل إلى أحد داخل مناطق جزاء المنافسين

    السبب في ذلك غياب التفاهم والتجانس بين لاعبي المنتخب الألماني أولا وثانيا لأن فيرنر مهاجم الفريق الأول لا يزيد طوله عن 180 سم بينما ماريو جوميز الحل الثاني ورغم طوله الفارع إلا أنه أفتقد إلى اللمسة الأخيرة مع تقدمه في العمر وهو ما أثر كثيرا على نتائج ألمانيا لعدم إستغلالها للفرص القليلة التي كانت تأتي لها مع أخطاء المنافسين

    حتى توماس موللر أيقونة الحظ والساعي للحصول على لقب الهداف التاريخي للمونديال ظهر بعيدا عن منطقة الجزاء في معظم المباريات بتمركزه كجناح أيمن وهو ما قلل من خطورته على مرمى المنافسين في أختيار فني غريب للمدرب الألماني

    أما ماركو رويس وجوليان برانديت أجنحة الفريق فلم يظهر لهم تأثير قوي وإن كان برانديت قد حاول في الدقائق القليلة التي حصل عليها تنشيط اللعب قليلا ولكن في النهاية غياب الخبرة أثر على قراراته في الملعب مع الضغط الكبير الموضوع عليه لتغير النتيجة

    هذا كان الشق الهجومي أما الشق الدفاعي فخط وسط ألمانيا ظهر ضعيفا وغير قادر على صنع الفارق فظهر سامي خضيرة بطيء جدا وعيوب توني كروس كانت واضحة للمشاهدين وأخطاءه كلفت ألمانيا كثيرا رغم إنقاذه لهم في المباراة الثانية وتسجيله الهدف الثاني في مرمى السويد والذي منح ألمانيا النقاط الثلاث الوحيدة لهم في هذه النسخة

    ظهرت ثنائية جيروم بواتينج وماتياس هوميلز غير مجدية وسهلة الإختراق في المباراة الأولى أمام المكسيك بسبب بطيء الثنائي وأمام السويد تعرض بواتينج للطرد بسبب محاولاته للتغطية على أخطاء زميله أنطونيو روديجير ولم تتغير الأمور كثيرا بوجود نيكولاس زوله الأبطئ منهم

    الإندفاع الهجومي الشديد للظهير جوشوا كيميتش كان ثغرة كبيرة أستغلها الجميع في مواجهة ألمانيا وبطئ حركة لاعبي الوسط وقلبي الدفاع سهل على المنافسين التسجيل من المرتدات التي كانت تشكل مصدر الخطورة الوحيد تقريبا على مرمى الماكينات الألمانية المعطوبة في روسيا دون تدخل من لوف لتغيرها

    نعم تدخل لوف لتغير الأسماء المتواجدة على أرضية الملعب طوال المباريات الثلاث ولكنه لم يغير من أفكاره أو يحاول حل مشاكل المنتخب وسد الثغرات الواضحة للمتابعين جميعا

    كما كان غياب القائد على أرضية الملعب وفي غرفة الملابس مؤثرا على المنتخب فلم يجد لاعبو ألمانيا فيليب لام أو باستيان شفاينشتايجر للإلتفاف حوله وإعطاءهم النصائح والدفعات المعنوية داخل وخارج الملعب فتأثرت ألمانيا وظهرت بشكل باهت وودعت المونديال مبكرا

    ناقوس خطر بالتأكيد يدق الآن في برلين بعد الخروج المبكر والأول لألمانيا من الدور الأول منذ ثلاثينات القرن الماضي، بالتأكيد ستتم مناقشة الأمور بهدوء الآن ومحاولة معرفة السبب الذي جعل ألمانيا تسافر إلى روسيا بمنتخب بدى أنه يفتقد إلى اللاعبين الكبار خصوصا أنه قبل المونديال بأيام كان الجميع يتباهى بأن ألمانيا هي الدولة التي تمتلك ثلاث تشكيلات قادرة على الوصول بعيدا في أي بطولة في حال أشركوا أيا منها

     أنتهى الدرس لألمانيا فلم ينفعها الغرور في النهاية فعادت منكسرة إلى بلادها منذ الدور الأول، كيف سيكون رد الفعل؟ هذا ما ستكشف عنه الأشهر المقبلة