وأعتزل المدافع الوفي .. وداعا لوكاريلي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لقد قطعت وعدا أن أعود ببارما إلى الدرجة الأولى مرة أخرى واليوم قمت بتنفيذه

    هكذا ودع أليساندرو لوكاريلي جماهير فريقه بارما وكرة القدم بعد عطاء أستمر ل10 أعوام مع الفريق تحول خلالها المدافع الإيطالي المخضرم إلى أسطورة في الوفاء والإنتماء للفريق التارديني الذي مر بظروف صعبة خلال السنوات القليلة الماضية

    لم ينشأ لوكاريلي على حب بارما ولا كل ذاك الكلام المعسول الذي يقال عن أساطير الأندية وإنما أحب كرة القدم حيث بدأ في نادي بيتشينزا مسيرته الكروية، فترة إعارة قصيرة في الدرجة الثالثة مع ليفي وعودة للعب في الدرجة الأولى وسط الكبار في بيتشينزا حيث هرب معهم من الهبوط في موسم 1998-1999 ولكنه فشل في مساعدتهم على النجاة في الموسم التالي

    أكمل ال100 مباراة مع بيتشينزا عاد معهم للدرجة الأولى ولكنه أستمر في الدرجة الثانية بعد إنتقاله إلى باليرمو لموسم واحد ثم لعب مباراتين فقط مع بريشيا في صيف 2003 عندما شارك معهم في الأدوار التمهيدية لكأس الإنترتوتو قبل أن يتكرهم ويذهب للعب مع فيورنتينا في الدرجة الثانية أيضا

    ساعدهم للصعود إلى الدرجة الأولى وذاك الموسم راقبه نادي المدينة التي ولد بها ليفورنو ونجح في ضمه ليلعب معهم موسم 2004-2005 قبل الإنتقال إلى ريجينا حيث قضى موسمين وأخيرا أنتقل إلى جنوى صيف 2007

    رغم أنه كان يعتبر من الأسماء الأساسية إلا أنه كان دائم التنقل والترحال من فريق إلى أخر وصيف 2008 شهد إنتقاله إلى بارما والذي كان يلعب في الدرجة الثانية حينها وذلك للعب بجانب أخيه كريستيانو لوكاريلي هناك

    كالعادة وللمرة الثالثة في مسيرته كان لوكاريلي مشاركا في صعود بارما إلى الدرجة الأولى وعودته للعب وسط الكبار وهذه المرة قرر لوكاريلي الذي كان قد دخل على عامه ال30 الإستقرار قليلا في مدينة تارديني واللعب لبارما لأطول فترة ممكنة

    أستمر اللاعب مع الفريق الموسم تلو الأخر حتى حصل على شارة قيادة الفريق وبعدها ساهم في حصول الفريق على المركز السادس على سلم الترتيب وأخيرا بارما سيعود إلى المشاركات الأوروبية

    الحلم لم يكتمل، مشاكل مالية وفشل إدارة الفريق في دفع أحد القروض عليها والبالغة 200 ألف دولار فقط جعل بارما يدخل في دوامة من المشاكل التي أدت إلى الإفلاس وعرض الفريق معروضا للبيع وهو ما لم يتم في صيف 2014 ليدخل الفريق الموسم التالي بلا أي مصادر مالية

    تكدست الديون على بارما والفريق لا يدفع، فبراير 2015 الأمور أصبحت معقدة وتم إلغاء مباراة للفريق أمام أودينيزي بسبب عدم قدرة الفريق على دفع إيجار ملعب إينو تارديني والكهرباء والماء أنقطعوا تماما عن مقر النادي وتم الحجز على جميع ممتلكات الفريق والأمور أصبحت واضحة أنتهى بارما تماما

    خرج لوكاريلي بصفته القائد في محاولات لمساعدة بارما على إكمال الموسم، عرض على زملاءه توصيلهم  إلى الملاعب التي سيواجهون عليها بقية الفرق في الدوري كما تطوع بغسل قمصان اللاعبين إستعدادا للمباريات

    هبط بارما في النهاية وتم حل الفريق تماما قبل أن يعود بأسم جديد ويبدأ من الدرجة الرابعة بجهود ذاتية لمجموعة من رجال الأعمال المحليين في المدينة، رحل معظم لاعبي الفريق إلا لوكاريلي الذي قطع على نفسه وعدا بالعودة مرة أخرى رفقة بارما إلى الدرجة الأولى

    أنا مستعد للعب مع بارما في الدرجة الرابعة فبعد 7 سنوات هنا أنا أشعر أن الفريق جزء مني وأنا متاح للعب في أي درجة معهم

    نجح بارما بقيادة لوكاريلي في الصعود إلى الدرجة الثالثة من المحاولة الأولى وبدون أن يتعرضوا لأي هزيمة وفي الدرجة الثالثة كاد الفريق يفقد فرصة التأهل بعد أن حل ثانيا في مجموعته وأضطر إلى لعب مباراة فاصلة لمعرفة المتأهل الثاني والكاميرات رصدت خطبة لوكاريلي للاعبين قبل مباراة أليساندريا

    لقد عانينا وقدمنا العديد من التضحيات من أجل أن نكون هنا في هذه المباراة

    الدرجة الثانية هدفنا وتسعين دقيقة فقط تفصلنا عنها علينا تقديم كل ما نملك، أن نخرج كل الطاقة التي نملكها

    سنصل إلى هناك بقلوبنا ولأننا نستحق هذا

    وفي النهاية أنا لا أعرف إن كان سيكون لي فرصة أخرى للعب هنا لذلك أطلب منكم أن تقدموا لي معروفا وتأخذوني إلى الدرجة الثانية اليوم

    نجح بارما في الفوز في المباراة بهدفين نظيفين والعودة إلى الدرجة الثانية ولوكاريلي أعلن أنه سيستمر في الملعب لعام أخر حتى وإن كان قد أكمل ال40 من العمر حينها

    موسم مميز قدمه بارما رغم السقوط في بعض مراحل الموسم إلا أنه نجح في الدخول لدائرة المتنافسين على التأهل، الأمور أصبحت سينيمائية في الجولة الأخيرة فبارما أحتاج إلى الفوز على سبيزا بجانب سقوط منافسه فروسينون من أجل التأهل المباشر للدرجة الأولى

    فاز بارما بهدفين نظيفين وفروزوني كان متقدما بهدفين لهدف حتى الدقائق الأخيرة من المباراة قبل أن تتلقى شباكه هدف التعادل لتصبح الأمور رسمية، بارما عاد للدرجة الأولى بعد 3 أعوام فقط من حل الفريق ولوكاريلي نجح في تنفيذ وعده وتحقيق ما حسبه البعض مستحيلا

    لقد بدأت هذه الرحلة منذ 3 سنوات مررنا خلالها بلحظات صعبة ولكن دائما كنا ننجح في الوقوف مرة أخرى

    الجماهير لم تستسلم أبدا وأنا سعيد أنني كنت قائدا لهذا الفريق

    الآن يمكنني التوقف، لا أعرف ماذا سأفعل في المستقبل ولكني سأستمر في الأحتفال

    هكذا ودع لوكاريلي فريق بارما معلنا إعتزاله كرة القدم مع إقترابه من سن ال41 ورحلة أستمرت ل10 أعوام رفقة بارما شارك معهم في 350 مباراة ولكن الأهم أنه لم يشاركهم فقط حلم الصعود وإنما كان الشعلة التي أنارت طريقهم للعودة مرة أخرى بعد السقوط