كيف تمكن ريال مدريد من النجاح في دوري الأبطال دون أي أسلوب لعب مميز؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • في وجهة نظر مثيرة للجدل، أشار بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي قبل أيام إلى أن الدوري الإنجليزي هو المنافسة الأكثر صعوبة، والأكثر أهمية، حتى من دوري أبطال أوروبا. ربما يبدو هذا تعليقا مثيرا للاستغراب في البداية، ولكن عند الأخذ بعين الاعتبار أن بوب بيزلي، وكارلو أنشيلوتي، فقط هما المدربين الذين حققا البطولة الأوروربية أكثر من بيب جوارديولا، فإنك تعيد التفكير في أن رأي رجل التيكي تاكا إن لم يكن حقيقة فهو يلامسها.

    جوارديولا، مثل مورينيو، كونتي، كلوب، أو سيميوني.. يهدفون إلى إنشاء فرق تعمل مثل الآلات، آلات مبنية على أسلوب معقد ومحدّد بوضوح للعب بطريقة محددة يتم التعديل عليها طوال الموسم إلى حين تشكيل هوية وأسلوب لعب جماعي محدد. وبمجرد إتقان هذا، تصل هذه الفرق إلى مستوى عالي من الأداء والصمود. بعبارة آخرى، تنتهي هذه الفرق إلى عمل أشياء كثيرة بشكل جيد دون الاعتماد بشكل مباشر على الإلهام أو الشكل الفردي المتميز، لأنهم استوعبوا مهامهم ويمكنهم القيام بها دون تفكير، كما لو كانوا يتنفسون.

    بنية الدوريات تخدم هذه الفرق التي تعمل مثل الآلات الصناعية، لأن أسلوبها يتميز بالاستمرارية في حصد النقاط طوال الموسم ضد الفرق العادية، والمتوسطة، والقوية. لهذا السبب فاز جوارديولا بسبعة ألقاب دوري من أصل آخر 9، أو كونتي الذي حقق 4 من آخر 5. وهذا أيضا هو السبب في قدرة أتليتيكو سيميوني على منافسة برشلونة، وريال مدريد، من خلال 38 مباراة في الليجا، على الرغم من امتلاكه فريقا أقل شأنا.

    على الجانب الآخر دوري أبطال أوروبا بنيته مختلفة تماما، حيث الأسلوب، طريقة اللعب، أو النهج، ليست شيئا أساسيا لحمل ذرع البطولة، هناك حاجة إلى الابتذال، الارتجال، المرونة في التعامل مع مواقف خاصة، لأنه نادراً ما تتسامح هذه البطولة مع الأخطاء، خصوصا في أدوار خروج المغلوب. في مباراة واحدة مدتها 180 دقيقة مقسمة إلى مواجهتين ذهابا وإيابا، حيث تكون المواجهة الثانية مشروطة بشكل كبير بنتيجة المواجهة الأولى.

    فكرة التفوق الأساسية في مباريات دوري الأبطال، هي أن السيطرة على المباراة، وفرض أسلوب لعبك لا يهم بقدر ما يهم مدى الضرر الذي ستلحقه بالخصم عندما يكون فريقك متفوقًا، والخروج بأقل الأضرار عندما يكون منافسك متفوقا. يعني القدرة على التعامل مع الفترات الصعبة في المباراة والحفاظ على هوية الفريق وثقته.

    كافحت فرق جوارديولا لإيجاد مثل هذه الفضيلة منذ أن ترك بيب برشلونة. في عام 2014، هدف راموس الأول في ملعب “أليانز إرينا” سيجعل بايرن بيب ينهار بنتيجة 3 أهداف لصفر في 18 دقيقة. هدف ميسي (1ـ0) في الدقيقة 77، سيجعل برشلونة ينهي المباراة(3ـ0). وعاد موناكو من (1ـ0) في ثماني دقائق، وبعدها بقليل ، ضيع فالكاو ضربة جزاء التي كانت يمكن أن تجعل النتيجة (1ـ3). وقبل أسابيع قليلة، هدف صلاح في الدقيقة 12 أصبح (3ـ0) في الدقيقة 31… والأمثلة لا تحصى و لاتعد.

    فرق بيب جوارديولا تتأثر عاطفيا باستقبال هدف مبكر، أو هدف غير قانوني، كما حصل ضد ليفربول، وأدى اعتراض بيب إلى طرده، أمر يمكن أن يكون مدمرا لأي فريق في دوري أبطال أوروبا.

    لكن هذا لا ينطبق على ريال مدريد، بالكاد يهتز الفريق في هذه الظروف. سيطرتهم على دوري الأبطال تعود إلى امتلاكهم مواهب فردية، وقوة وقدرة ذهنية في الاستفادة من مراحل تفوقهم إلى درجة لا يمكن لأي فريق أوروبي آخر أن يضاهيها. وهذه أفضل ميزة في وحوشهم المتمرسين، مارسيلو، وراموس، ومودريتش، ورونالدو، الذين حملوا الفريق باستمرار في أصعب اللحظات. في ريال مدريد عكس عديد الأندية التي تلعب بخطة لعب محددة للغاية لا يمكنهم التفكير فيها خارج الصندوق، لديهم حق الارتجال عندما يواجهون الشدائد في أوروبا.

    لقد حطم ريال مدريد التقدم “الطبيعي” لفرق مثل أتلتيكو مدريد، أو يوفنتوس، الذين استوفوا جميع المتطلبات التقليدية للسيطرة على أوروبا. لقد منعوا النوادي الفخمة الجديدة مانشستر سيتي، وباريس سان جيرمان، من النمو بسرعة أكبر واكتساب العظمة والخبرة التي يفتقران إليها في هذه المسابقة. لقد غير ريال مدريد مصير كل منافس في دوري الأبطال (باستثناء برشلونة الذي يجهز على نفسه بنفسه في المواسم الأخيرة).

    في المستقبل ، سيكون علينا إيجاد طريقة لشرح كيفية سيطرة هذا الوحش في أوروبا فقط، مقابل التتويج بدوري واحد من آخر 5، وجمع 15 نقطة فقط من أصل 57 نقطة ممكنة ضد برشلونة وأتليتكو مدريد. ريال مدريد أصبح كملاكم بوهيمي الذي يعتقد أنه الأفضل ويظهر فقط عندما يريد، عند القتال من أجل اللقب أو الدفع من أجل المجد. هذا الشعور بالتحكم في بطولة هو فضيلة رائعة تحدث فرقا في هذه المنافسة، ولكن قد تنشأ مشاكل إذا كان فريق ريال مدريد وموظفو الفريق الفني يخططون لدخول الموسم القادم بعقلية مشابهة، تهمل الدوري، وتركز على دوري الأبطال.

    أمور يجب أن تتحسن في ريال مدريد خلال نهائي دوري أبطال أوروبا .. فيديو