حكاية السرقة الكبرى

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • وصفتها جماهير إنتر ميلان ب”السرقة الكبرى” طوال 20 عاما والبعض أعتبرها “المباراة الأم لفضيحة كالشيوبولي” التي عصفت بالكرة الإيطالية في 2006، مباراة جمعتهم في أبريل 1998 بيوفنتوس أثناء إحتدام الصراع بينهم على لقب الدوري أنتهت لصالح يوفنتوس بهدف نظيف ولكن جماهير الأفاعي في كل مكان ترى أن هذه المباراة قد سرقت منهم بفعل فاعل

    ومن يكون هذا الفاعل في إيطاليا؟ بالتأكيد الحكم فيوفنتوس أكثر الأندية حصولا على لقب الدوري بفارق كبير عن مطارديه يجعله دائما وجبة دسمة للهجوم عليها وإتهامها دائما بالحصول على مساعدة التحكيم لهم محليا

    أنطلقت تلك المباراة المصيرية في مساء السادس والعشرين من أبريل 1998 على ملعب ديل ألبي الخاص بيوفنتوس، السيدة العجوز كان يقودها تدريبيا الداهية مارشيلو ليبي وكتيبة النجوم زين الدين زيدان وأليساندرو ديل بيرو وإيدجار دافيز وفي الناحية الأخرى كان لويجي سيموني مدربا لإنتر ومعه رونالدو وديجو سيموني وخافيير زانيتي

    أطلق الحكم بيرو شيتشاريني صافرة بداية ديربي إيطاليا والذي كان سيحسم بشكل كبير صراع لقب الدوري لصالح الفائز من هذه المباراة فيوفنتوس كان متقدما بنقطة وحيدة على سلم الترتيب والمتبقي تلك الجولة سيكون 3 مباريات فقط

    كانت المباراة سجالا ما بين الفريقان الساعيان للفوز فالثنائي يسعى للتسجيل وحسم الأمور لصالحه مبكرا ويوفنتوس كانت له الكلمة العليا مبكرا بفضل هدف جاء بعد 21 دقيقة عندما أنطلق ديل بيرو على الجبهة اليسرى من بعد منتصف الملعب بقليل حتى دخل إلى منطقة الجزاء، حاول النجم الإيطالي إرسال عرضية ولكن الكرة لم تطاوه لتقف تحت قدمه ويجد الطريق مفتوحا لتسديد ركلة أرضية خادعة على يسار الحارس جيانلوكا باجيلوكا الذي وقف مشاهدا للكرة وهي تتهادى في مرماه

    أنطلقت المباراة بعد الهدف ويوفنتوس أثر التراجع للحافظ عليه بينما إنتر كثف جهوده حتى نهاية الشوط الأول وبداية الشوط الثاني، جاءت الدقيقة 69 من المباراة وهنا بدأ عهد السرقة الكبرى بالنسبة لجماهير إنتر

    هجمة خطيرة لإنتر والكرة تسقط داخل منطقة الجزاء إرتباك يصيب مدافع يوفنتوس مورينو تورسيلي ومهاجم إنتر زامورانو يفشل في إيقاف الكرة التي تصل إلى الظاهرة رونالدو الذي بدأ في الإنطلاق ليصطدم بمدافع يوفنتوس مارك يوليانو ويسقط الثنائي على الأرض

    الزمن توقف في تورينو، جماهير يوفنتوس وضعت يدها على قلبها وجماهير إنتر أخذت وضع الإحتفال واللاعبون توقفوا لثواني عن متابعة الكرة ولكن لا شيء حدث الحكم أمر بإستمرار اللعب لتصل الكرة إلى إيدجار دافيز الذي أرسل كرة طولية أمامية لزيدان الذي مررها بدوره إلى ديل بيرو ليسقط داخل منطقة الجزاء بعد تدخل تاريبو ويست وهنا يسمع الجميع صافرة الحكم واضحة بإحتساب ركلة جزاء لصالح السيدة العجوز

    أنفجرت مدرجات الملعب فرحا بهذا القرار ولكن لاعبو إنتر شعروا بالظلم فقرروا الركض خلف الحكم للإعتراض على قراراته فمن ركلة جزاء يرى مشجعو الأفاعي بأنها حقيقية وصريحة لهم تجاهلها الحكم لترتد في ثواني إلى ركلة جزاء لصالح الخصم ويالها من فرصة للنيل من يوفنتوس الذي يفوز بالتحكيم دائما من وجهة نظرهم

    إن كنت مشجعا لإنتر أو كارها للسيدة العجوز فبالتأكيد هذه الكرة ركلة جزاء لا غبار عليها أما إن كنت من محبي يوفنتوس فأنت بالتأكيد متفق مع رأي الحكم بينما إن كنت محايدا فستشاهد الكرة في الإعادة قبل الحكم المؤكد والذي قد يناصر هذا الرأي أو ذاك

    رونالدو الظاهرة قال في مارس الماضي عن هذه المباراة

    في ذاك الوقت لم نكن نواجه الخصم فقط بل كنا نلعب ضد نظام فاسد بأكمله، بعد هذه الواقعة بأعوام قليلة ذهب ناس إلى السجن ويوفنتوس هبط للدرجة الثانية

    اعتراضات من كل ما هو أزرق وأسود في الملعب والمدير الفني سيموني يصف شيتشاريني ب”الحكم العار” ليجد نفسه مطرودا من أرضية الملعب قبل أن يضيع ديل بيرو ركلة الجزاء التي تصدى لها باجيلوكا، الإثارة لم تتوقف عند هذا فقط فبعد دقائق قليلة سجل زامورانو هدف التعادل لإنتر ولكن الحكم عاد ليعلنه هدف أبيض بسبب خطأ أرتكبه المهاجم التشيلي على الحارس أنجيلو بيروزي

    ملخص المباراة

    أنتهت المباراة بفوز يوفنتوس بهدف نظيف ومن صباح اليوم التالي عاشت إيطاليا أياما من البكائيات فصحيفة لاجازيتا ديللو سبورت عنونت في اليوم التالي “إنتر وصرخة العار” وبعد ثلاثة أيام في البرلمان الإيطالي وقف عضو اليمين دومينيكو جرامازيو في وسط الجلسة المذاعة تلفزيونيا ليصرخ “كلكم لصوص” وهو يشير إلى عضو الحزب المنافس الديموقراطي ماسيمو ماورو والذي كان يوما ما لاعبا في يوفنتوس

    تأثر إنتر كثيرا بإتساع الفارق إلى 4 نقاط بعد هذه المباراة فتعادل مع باتشينزا وخسر من باري قبل أن يفوز في الجولة الأخيرة على إيمبولي وفي النهاية حل ثانيا على جدول الترتيب بفارق 5 نقاط عن البطل يوفنتوس

    Juventus-Inter-97-981

    طوال تلك السنوات كان مدرب إنتر سيموني وجماهير الفريق دائما ما تحي ذكرى هذه المباراة بدلا من البحث عن طريقة للتفوق على يوفنتوس، سيموني الذي تمت إقالته في الموسم التالي قال في لقاء معه العام الماضي

    لو أن هناك أشياء أنا نادم عليها فهي أنني لم أتعاقد مع قلبي دفاع أقوياء لفريقي وأني لم أتقابل مع شيتشاريني بعد هذا اللقاء، ما لا يعجبني أنه طوال هذه السنوات لم يعترف إطلاقا بأنه أخطاء في حق فريقي بل يدافع دائما عن قراره

    أعتقد بأننا لم نكن لنفوز بهذه البطولة فأنا واثق بأن هناك من كان لا يريدنا أن ننافس حينها فهناك العديد من الأشياء الغريبة التي كانت تحدث ذاك الموسم

     نعود إلى صحيفة لا جازيتا ديللو سبورت والمعروفة بقربها من نادي ميلان غريب إنتر ومنافس يوفنتوس أيضا على اللقب، الصحيفة أرجعت قرارات الحكم إلى تفضيله النفسي ليوفنتوس على إنتر مما جعل قراراته تبدو أقل حيادا وأكثر تفضيلا للسيدة العجوز

    بينما الحكم بييرو شتشاريني فقد أصر طوال تلك السنوات ال20 بأن هذه اللقطة لا تستحق إطلاق صافرت بل وخرج لينفي بعض التقارير التي أشارت إلى أنه كان مصبا تركيزه أكثر على الإلتحام بين بريندلي وزامورانو قبل وصول الكرة إلى رونالدو

    لو قاموا بتعذيبي ما قمت بإحتساب هذه الكرة ركلة جزاء ستجدون على الإنترنت بعض المقالات التي تشير إلى أني أعترفت بخطأي ولكنها ليست صحيحة فأنا لم أخطئ

    في الحقيقة الخطأ الوحيد الذي أرتكبته هو عدم إطلاق صافرتي معلنا إحتساب خطأ لصالح يوفنتوس، تسبب هذا في اعتقاد البعض بأني تجاهلت احتساب ركلة جزاء لإنتر ولكني أخبرت باجيلوكا بعدها لو كانت هذه كرة سلة لتم احتسابها خطأ تكتيكي على رونالدو الذي مر بالكرة وبدلا من اللحاق بها قرر الإصطدام بيوليانو

    مرت 20 عاما على هذه الواقعة وفي كل أبريل تتذكر جماهير إنتر هذه الواقعة وتحي ذكراها والآن في 2018 يتم أستخدام تقنية حكم الفيديو المساعد لأول مرة للتخلص من الأخطاء  التحكيمية ويوفنتوس متصدرا للدوري في إطار بحثه عن اللقب السابع تواليا بينما إنتر يصارع من أجل الحفاظ على مركز يؤهله لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل